كشفت مجلة« المصور» في عددها الأخير، عن تفاصيل تحالف ثلاثي يضم السعودية والسودان وإثيوبيا، ويسعى لحصار مصر والإضرار بمصالحها المائية.
ففي دراسة خطيرة للدكتور سيد فليفل عضو مجلس النواب والأستاذ بمعهد البحوث الإفريقية - تنشرها المصور- يؤكد فيها على وجود تحالف بين الدول الثلاث للضغط على مصر وحصارها بالمشكلات المائية .
رأس الحربة في هذا التحالف الثلاثي هو الرئيس السوداني عمر البشير الذي فاجأ الجميع بالتقاط خيط التحول الخليجي وبصفة خاصة السعودية في المنطقة ومحاولة لعب دور إقليمي سواء في سوريا أو في اليمن، وركب موجة دعم المملكة بقوات عسكرية وتقاضى المكافأة اللازمة.
وبدا كما لو كان ينكأ الجراح في الخلاف المصري- السعودي سواء حول الموقف في سوريا أو حول حجم المشاركة العسكرية في اليمن أو حجم الموقف من التدخل الروسي في سوريا والإيراني في اليمن، ناهيك عن رش الملح على جرح الموقف القضائي المصري في مسألة الجزيرتين، وحاول فى هذا الإطار أن يثير ما اعتاد أن يثيره كل حين لتجميد العلاقات التعاونية مع مصر وذلك بالحديث مجددا عن حلايب وشلاتين وأنها سودانية، بحسب زعمه على قناة العربية قبل أيام،وهو التصعيد غير مبرر من جانبه.
ويشبه فليفل المثلث الجديد للإضرار بمصر ومصالحها المائية بمثلث «تجمع صنعاء» الذي كان يضم على عبد الله صالح والبشير وميليس زيناوى، إلا أن البشير استعاض عن علي عبد الله صالح بالملك سلمان ليصبح هنالك مثلث الرياض- أديس- الخرطوم، ولأول مرة في التاريخ العربي الحديث تتوافق بعض دول الخليج والسودان الشقيق مع إثيوبيا للضغط على المصالح المصرية، وأن يكون الضغط متعلقًا بمياه النيل فتلك مسألة تستدعى مزيدا من النظر والتأمل والتفكير.
وأضاف فليفل أن النظام السوداني كان يشعر بالتوهج لتصاعد أدوار التيارات الإسلامية في مصر، والتي رأى أنها تشكل حليفًا قادمًا فى مجابهة حالة انفصال الجنوب، وهو الوهج الذي سرعان ما انطفأ بعد ٣٠ يونيو، وكعهده دائمًا فإن الرئيس عمر البشير سرعان ما تفاعل مع المتغيرات على نحو يدل على قدرة سياسية كبيرة في الاستجابة لاختيار الشعب المصري لقائد الجيش كي يكون رئيسا جديدا.
وعلى الرغم من أن هذا الوضع لم يكن هو الوضع المثالي له إلا أنه لم يبد أي امتعاض وأخفى جميع المشاعر المكتومة المفهومة بداخله إلى أن تقابل مرارًا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى وتفاعل على نحو جيد في التوصل إلى اتفاق إطاري جيد متعلق بسد النهضة، بيد أنه بدا غير مرتاح للعلاقة المتنامية بين مصر وجنوب السودان فتقارب من الحلف الذي يستهدف التأثير على مصر من خلال مياه النيل.
أما إثيوبيا فلا تزال تتعامل بوقاحة وتسعى للسيطرة على دول حوض النيل، والتأثير على حصة مصر بإنشائها سد النهضة الذي يمثل أكبر تهديد على مصر، أما السعودية فدخلت مؤخرا على خط الصراع في دول حوض النيل وذلك بتقديم استثمارات لإثيوبيا والسودان، وتوحيد المواقف بين الدول الثلاث على خلفية العلاقات المتوترة مع مصر.