الأربعاء 15 مايو 2024

مقبرة الدبابات وإشارة الرئيس

مقالات10-7-2022 | 12:22

توقفت عند خبر يقول أن تطويرا يجري لمنطقة مقبرة الدبابات بسيناء الغالية وهي منطقة اشتهرت بمعارك للدبابات إبان الحروب التي جرت بين مصر وإسرائيل حيث وصلت إليها القوات الإسرائيلية عقب حرب 1976 وبقيت هناك إلى أن حررتها القوات المسلحة في حرب 1973 المجيدة.

توقفت هنا وتذكرت إشارة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حديثه  للإعلاميين عقب افتتاح عدد من المشروعات القومية لوزارة الاتصالات حيث طالب الجميع بوضع تفاصيل الصورة إلى جانب بعضها حتى ترتسم الصورة كاملة ويدرك كل منا إلى أين تسير مصر وما هو شكل مستقبلها القريب.

نعم إن صورة مصر تتغير على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تتطور إلى شكل وهيئة الدولة القوية الحديثة الفاعلة في محيطها الإقليمي والدولي ومن هنا يأتي التحول على أرض سيناء التي حاولت قوى الشر أن تحولها من أرض تذكرنا بالعزة والكرامة إلى أرض تبوح بالأحزان ويسكنها الإرهاب لكنهم وبفضل الله لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلا وامتدت أيادي العمران لتسكن كل شبر فيها وفي ذات الوقت انخلعت جذور الأفاعي التي سكنت جحورها تتربص بنا وبأهلها الدوائر وتحولت سيناء إلى السلام جنبا إلى جنب مع تنمية لم تشهدها من قبل حتى باتت اليوم وجهة استثمارية جاذبة ومستودعا يحوى أدوات مستقبل مبشر بأن تكون سيناء ركن مهم ورئيسي لدعم الاقتصاد المصري ليس عبر السياحة فقط وما حباها الله بها من جمال نادر يستحوذ على الألباب بل بإنشاء المناطق الصناعية الكبرى وتأسيس نهضة تنطلق من أرضها الطاهرة والتي تستفيد من موقعها الجغرافي الفريد وقربها من قناة السويس شريان التجارة العالمية.

لتتحول مقبرة الدبابات إلى مزرعة  الأمل حيث من المنتظر أن تتحول إلى منطقة صناعية كبيرة لإنتاج سلع للتصدير وللاستخدام المحلي ما يعود على أهلها بتوفير فرص عمل كريم تغير وجه الحياة فيها حيث تقع المنطقة الصناعية بشرق بورسعيد على البحر المتوسط، على بعد 7 كيلومترات من مدينة بورسعيد، وهي واحدة من 4 مناطق قيد التطوير على طول القناة التي يعبر خلالها نحو 15 بالمائة من حركة الشحن العالمية.

ليكتب تاريخ جديد من التعمير بدلا من الخراب والتدمير ولم يكن بمقدورنا هذا إلا بعد أن قدم أنباء مصر التضحية تلو الأخرى حتي طردوا أهل الخراب من فوق ترابها وهيأوا أرضها لكتائب التعمير لتعود على مصر والعالم بالخير.

هكذا يجب أن ندرك أبعاد الصورة وأن بعضها يكمل البعض الآخر فلولا وجود قوات مسلحة قوية قادرة وقيادة رشيدة تبصر خطواتها ولولا تماسك شعب اصطف في ما يشبه الصلاة خلف قيادته يشاركها المسئولية بوعي وفهم ما استطعنا أن نتحدث اليوم عن تنمية أو تعمير أو عائد اقتصادي وهكذا يجب أن نرصد اي تحديات تواجه مسيرة الوطن ونتحلى بالصبر في مواجهتها لتتحول من شوكة في الظهر إلى طريق فسيح تعبر عليه الأجيال إلى المستقبل.

أما هؤلاء الذين يعشقون دس الرؤوس في الرمال حتى يبقوا حالة الشك والتشكك في مسار وطن فلن يجنوا إلا الخسران والندامة حين يرون سفينة الوطن وهي تمر أمامهم تشق أمواج بحر الصعوبات لتعبره بسلام وساعتها سيدرك هؤلاء أنهم أخطأوا التقدير وفاتهم شرف أن يكونوا جزءا من تلك الصورة  البديعة التي ترسم الجمهورية الجديدة القادرة القوية المؤثرة الفاعلة التي يحسب لها عدوها ألف حساب.

فلنحول جميع المقابر في حياتنا إلى أرض تثمر فهيا نحول مقبرة الشائعات إلى واحة للثقة والبناء بدلا من مدها بشائعات جديدة وهيا نحول مقبرة الانقسام إلى واحة للحمة والتكاتف بدلا من مدها بمؤامرة جديدة لن تغني ولن تسمن من جوع وهيا نحول كل المقابر في حياتنا والتي تسببت في تعطينا وعرقلتنا أو تشتيت جهودنا إلى مكامن للقوة تبعث الأمل وتطرد الإحباط وكما دار الزمان دورته لتتحول سيناء من أرض للحروب وكل ما هو سيئ إلى عنوان للحياة النابضة الواعدة سيدور الزمان بكل ما يستدعي التغيير ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح وكلما كنا على قلب رجل واحد كلما تصاغرت التحديات وتعاظمت الإرادة إلى تحويلها إلى نقاط قوة لتستمر مسيرة البناء ونعبر من جديد إلى حلمنا الأكبر وهو الدولة المدنية الحديثة القادرة على تلبية تطلعات أبنائها وعلى الله قصد السبيل.

Dr.Radwa
Egypt Air