الخميس 2 مايو 2024

فى ذكرى وفاته الـ 16 عبدالمنعم مدبولى... صانع مدرسة البهجة

عبد المنعم مدبولي

11-7-2022 | 14:05

أميمـة أحمـد

مرت أمس الأول .. ذكرى رحيل عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى، الذى تتذكره «الكواكب» فى هذا التقرير، فهو أحد صناع البهجة على الشاشة وارتبط اسمه بالضحك عبر أجيال وأجيال، كما كان من أهم مكتشفى المواهب فى عصره ممن صاروا نجوماً فيما بعد، نتحدث اليوم عنه فى سطور قليلة، لكن بها الكثير من المشاعر المختلفة ما بين الفقد والاشتياق... رحمة الله عليك يا مكتشف النجوم.

 

كانت حياة عبدالمنعم مدبولى قاسية بعض الشىء فى البداية، فأراد أن يعوض ذلك بحبه للفنون جميعهاً، حيث توفى والده وهو رضيع، فعاش مرارة اليتم والفقد معاً منذ نعومة أظافره، لكن كل من حوله توسموا فيه التميز وروح الكوميديا حتى إن مدرسيه رشحوه لقيادة فرقة المسرح فى المدرسة الابتدائية، ولعل هذه هى بدايته الفنية التى استمرت حتى وفاته.

لم يكن مدبولى محباً للتمثيل فقط بل أيضاً للنحت، فتخرج فى كلية الفنون التطبيقية قسم النحت وعمل بها مدرساً لفترة كبيرة من الزمن، ومن ثم التحق بالمعهد العالى للتمثيل العربى وتخرج فيه، وشارك فى أول عمل مسرحى فى دور أعرابى مع فرقة المسرح المصرى الحديث، وقدم العديد من العروض المسرحية به، وشارك بالتمثيل والإخراج فى عدد كبير من المسرحيات وكانت إضافته كمخرج لهذه المسرحيات هى سر تميزها مثل «السكرتير الفنى» بطولة الفنان فؤاد المهندس وشويكار

فؤاد و عبد المنعم.

أعماله

عبر عشرات السنين قدم عبدالمنعم مدبولى مئات الأعمال الفنية بين السينما والتليفزيون والمسرح والسهرات التليفزيونية، كما لم يخلُ رصيده الفنى من شعدد كبير من الأغنيات التى استطاع من خلالها أن يتسلل بإحساس عالٍ إلى داخل المتلقى لتلقى تجاوباً مع كل من يسمعها، ليحقق بها نجاحاً يضاف إلى نجاحاته الفنية

الحفيد.

السينما

كانت بدايته فى السينما متأخرة بعض الشىء، لكنها شهدت انطلاقة بعد ذلك، ليقدم نحو 150 فيلماً، منها «ربع دستة أشرار»، «عالم مضحك جداً»، «غرام فى أغسطس»، «مطاردة غرامية»، «المليونير المزيف»، «أشجع رجل فى العالم»، «الحفيد»، «مولد يا دنيا»، «احنا بتوع الأتوبيس» وغيرها من الأعمال، حتى كان آخر أفلامه «أريد خلعاً» مع الفنان أشرف عبدالباقى

ريا و سكينة.

المسرح

أما عن المسرح فلاشك أن عبدالمنعم مدبولى صاحب شخصية خاصة وكاريزما مميزة على المسرح، ومجرد وقوفه على خشبته يضمن النجاح لتلك المسرحية، حيث شارك مدبولى فى أول عمل مسرحى له من خلال دور أعرابى مع فرقة المسرح المصرى الحديث التى شكلها زكى طليمات، ثم قام بتأسيس فرقة تحمل اسم «المسرح الحر» عام 1952. ومن أهم الأعمال المسرحية التى أنتجتها فرقة المسرح الحر «الأرض الثائرة»، «حسبة برما»، «الرضا السامى»، «خايف أتجوز»، «مراتى بنت جن»، «مراتى نمرة 11»، «كوكتيل العجائب».

إضافة إلى ذلك شارك مدبولى فى كتابة العروض المسرحية مثل «كفاح بورسعيد»، التى كانت عبارة عن مجموعة من المسرحيات القصيرة أخرجها كل من سعد أردش وصلاح منصور.

انضم مدبولى بعد ذلك إلى فرقة التلفزيون المسرحية، التى كان يترأسها السيد بدير، بعدها تولى فرقة المسرح الكوميدى وأخرج عدداً من العروض منها: «جلفدان هانم»، «أنا وهو وهى»، «دسوقى أفندى»، «مطرب العواصف»، «أصل وصورة»، «حلمك ياشيخ علام»، «المفتش العام»، «السكرتير الفنى»، «مطرب العواطف»، «وسط البلد»، كما أخرج لفرفة إسماعيل ياسين عملين هما: «3 فرخات وديك»، «أنا وأخويا وأخويا».

شارك مدبولى فى تكوين فرقة «الفنانين المتحدين»، وقدم من خلالها أبرز العروض المسرحية وهى «البيجاما الحمراء»، «الزوج العاشر»، «العيال الطيبين»، ثم انفصل عنها عام 1973 ليكون فى عام 1975 فرقته الخاصة «المدبوليزم» وقدم من خلالها عروض «راجل مفيش منه»، «يا مالك قلبى»، «مولود فى الوقت الضائع»، «مع خالص تحياتى»، «حمار ما شالش حاجة».

شارك بالتمثيل فى عدد كبير من المسرحيات التى حققت نجاحاً كبيراً ومنها: «السكرتير الفنى»، «مطرب العواطف»، «هاللو شلبى»، «مطار الحب»، «لوكاندة الفردوس»، ورائعته الخالدة «ريا وسكينة

».

المسلسلات

حملت أعماله الدرامية عدداً كبيراً من الرسائل التربوية التى تربى عليها أجيال مختلفة، ومن أهم تلك الأعمال «لا يا ابنتى العزيزة»، «أبنائى الأعزاء شكراً»، «عالم عم أمين»، «وكسبنا القضية»، «وداعاً يا ربيع العمر»، «العائلة»، كما شارك فى حلقات «سر الأرض»، وكانت له مشاركة مميزة مع الفنان محمد صبحى فى حلقات مسلسل «يوميات ونيس».

الأطفال

ارتبط اسم عبدالمنعم مدبولى بحبه للأطفال وهو ما تم تجسيده فى مجموعة من الأعمال التى أُعدت خصيصاً للأطفال متضمنة عدداً من الأغنيات التى تخص الطفل، ومن تلك الأعمال فوازير «جدو عبدو»، أما عن الأغنيات التى قدمها للأطفال فمن أهمها «الشاطر عمرو»، «توت توت»، «جدو عبده راح مكتبته»، «الشمس البرتقالى»، «كاكى كا».

أشهر إفيهاته

للفنان الراحل مجموعة من أشهر الجمل والإفيهات التى مازالت تعيش معنا حتى اليوم، فمن منا لا يضحك عندما يسمع جملة «بفتيك، لازم بفتيك عشان محدش يقول علينا حاجة»، ومن ينسى أفيهات مثل «شيلوا الميتين اللى تحت»، التى اشتهر بها فى المسرحية الكوميدية «ريا وسكينة».. «كنت مغفلن»، يظل هذا المشهد باقياً فى الذاكرة، حيث إنه من أشهر أفيهات فيلم «الحفيد» مع الفنانة كريمة مختار.. «أنا مش قصير أوزعه.. أنا طويل وأهبل»، من أشهر الجمل التى انتشرت بعد فيلم «مطاردة غرامية» مع الفنان فؤاد المهندس، وأصبح يتداولها الشباب حتى وقتنا هذا، حيث كان يقوم بدور «الدكتور خشبة».

مكتشف النجوم

اكتشف عبدالمنعم مدبولى عدداً من الوجوه الجديدة التى صارت نجوماً فيما بعد، ومن أهم تلك الوجوه كانت الفنانة الراحلة شويكار، التى قدمها فى مسرحية «السكرتير الفنى»، ويعد هذا العمل أول لقاء يجمع بين فؤاد المهندس وشويكار، وكان شاهداً على زواجهما فى مسرحية «أنا وهو وهى»، كما اكتشف الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى الزعيم عادل إمام فى دور الباشكاتب فى مسرحية «أنا وهو وهى»، وفى مسرحية «هاللو شلبى» قدم محمد صبحى وصلاح السعدنى، فقد كان عبدالمنعم مدبولى رحمة الله عليه بمثابة مدرسة فنون عريقة، يتجه له معظم الفنانين للتعلم منه.

جوائز وتكريمات

حصل صاحب مدرسة «المدبوليزم» على العديد من الجوائز منها جائزة تكريم فى مهرجان «زكى طليمات» عام 1986، «وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى»، كما قام بتكريمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بشهادة تقدير خاصة فى أكاديمية الفنون، وذلك عن دوره فى مسلسل «أبنائى الأعزاء شكراً».. وتقديراً لما قدمه فى المسرح العربى قام المهرجان القومى للمسرح المصرى بتكريم اسمه.

وفاته

 عانى الفنان عبدالمنعم مدبولى فترة كبيرة مع مرض الالتهاب الرئوى حتى تمكن منه فى آخر أيامه وأصيب على أثره بقصور حاد بعضلة القلب أدت إلى دخوله فى غيبوبة لمدة كبيرة من الزمن، وكان هناك ترقب كبير من محبيه ومعجبيه للاطمئنان عليه، ولكن بعد غيبوبة طويلة للغاية توفى فناننا المحبوب عن عمر يناهر 84 عاماً، لتشيع جنازته فى مشهد مهيب يختصر لنا كيف أحبه الناس.

رحمة الله على فقيد الفن عبدالمنعم مدبولى، الذى رحل عن عالمنا وترك لنا الأثر الطيب والكثير من الذكريات مع الكبير والصغير.