قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا على رأس وفد كبير لمشاركته في حوار بطرسبرج للمناخ، إضافة لعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس الاتحادي شتاينماير والمستشار الاتحادي أولاف شولتس، وأعضاء بارزين بالحكومة الألمانية، تعد هي الخامسة منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم، موضحا أنها جاءت في توقيت هام وتؤكد مكانة وقوة مصر العالمية، خاصة أن العلاقات المصرية الألمانية وثيقة للغاية وممتدة منذ 70 عاما.
وأوضح غراب، أن عقد الرئيس سلسلة لقاءات خلال الزيارة يعمل على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، موضحا أن الزيارة جاءت في توقيت مناسب في ظل الأزمة العالمية التي تتعرض لها أوروبا من نقص في واردات الطاقة من بترول وغاز طبيعي وأن مصر أصبحت مركزا إقليميا لتجارة وتداول الطاقة بالشرق الأوسط وزادت صادراتها من الغاز الطبيعي المسال، وفي نفس الوقت ألمانيا من أكثر الدول الأوروبية التي تستورد الغاز الطبيعي من روسيا وبعد توقف إمداداته فأن الغاز المصري يكون أحد البدائل، خاصة وأن مصر من الدول المصدرة للغاز الطبيعي لألمانيا، إضافة إلى أن الزيارة قد تنجح في جذب الاستثمارات الألمانية للعمل في استكشاف البترول والغاز الطبيعي في مصر.
وتوقع غراب، زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر خلال الفترة القادمة خاصة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة السيارات وإدارة وتدوير المخلفات والتحول الرقمي ونقل التكنولوجيا والتقنيات الألمانية لمصر وتبادل الخبرات المشتركة، خاصة أن ألمانيا تولي أهمية لدور مصر في منطقة الشرق الأوسط وأن مصر هي ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا وهي ثاني أكبر تجمع علمي لألمانيا خارج حدودها حيث يوجد بمصر 3 جامعات ألمانية و7 مدارس ألمانية، موضحا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا بلغ نحو 5.1 مليار يورو خلال عام 2021، كما بلغ نحو 5.8 مليار يورو عام 2017.
تابع الخبير الاقتصادي، أن حجم الاستثمارات الألمانية في مصر تبلغ نحو 2.9 مليار دولار وفقا لإحصائيات وزارة التجارة والصناعة، بينما بلغ عدد الشركات الألمانية العاملة بمصر نحو 1180 شركة، تنوعت بين قطاعات البترول والمواد الكيميائية والاتصالات وصناعة السيارات والحديد والصلب والغاز، موضحا أنه ومنذ شهرين وقعت مصر عقد القطار الكهربائي السريع مع شركة سيمنز الألمانية تتكون الشبكة من 3 خطوط بأطوال 2000 كيلومتر بعدد 60 محطة تربط نحو 60 مدينة مصرية.