عوائد ومكاسب على مختلف الأصعدة.. وفي كافة المجالات
من أعظم النجاحات التي تحققت على مدار الـ8 سنوات الماضية، وساهمت بشكل قوى وإيجابي.. هو بناء علاقات دولية مع مختلف القوى والدول في العالم، تقوم على التعاون والشراكة وتبادل المصالح والمنافع والخبرات.. والاستفادة من تجارب الدول الكبرى المتقدمة ودعمها، بالإضافة إلى إمكانياتها في مجال التكنولوجيا الحديثة.
الحقيقة إن الدبلوماسية الرئاسية المصرية تحركت على مدار الـ8 سنوات الماضية في إطار من الصدق والشرف وبناء جدار الثقة، والعمل على تصحيح وتوضيح المفاهيم المغلوطة، والتأكيد على ثوابت السياسة المصرية التي تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والعمل مع كل الشركاء الدوليين للحفاظ على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، وتقديم الحلول السياسية للأزمات الإقليمية والدولية واحترام السيادة والقرار الوطني وإرادة واختيارات الشعوب.
نجحت تجربة مصر على مدار السنوات الماضية، في البناء والتنمية وتحقيق أهداف الدولة الوطنية في التقدم وتوفير الحياة الكريمة للمواطن المصري بعيداً عن المعاناة والأزمات، ومن أبرز ما تحقق لخدمة التجربة المصرية في مجال البناء والتنمية والتقدم هو الاستثمار في العلاقات الدولية المصرية مع العالم؛ للاستفادة من الدعم والخبرات والقدرات والإمكانيات والتمويل، والمؤكد أن نجاح التجربة المصرية في البناء والتنمية على مدار 8 سنوات، كان محل تقدير واحترام العالم، وفي كل مناسبة نجد أن قادة ورؤساء وزعماء الدول يشيدون بما تحقق في مصر من بنية وتنمية وتقدم خاصة في مجال البنية التحتية، التي تعد القاعدة والركيزة التي ينطلق منها تقدم الدول، بالإضافة إلى أنها تحفز الاستثمارات الأجنبية وتجذب رءوس الأموال للعمل في مصر.
العلاقات الدولية المصرية المتوهجة والمتفردة في كونها علاقات لا تأتي على حساب أخرى، فالأمر المؤكد أن لدينا علاقات تعاون وشراكة قوية مع الجميع، رغم وجود خلافات وصراعات ومعارك بين القوى الكبرى، إلا أن مصر تربطها علاقات قوية مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية والآسيوية، وأبرزها ألمانيا وفرنسا وروسيا والصين والهند، ودول القارة الإفريقية، وبطبيعة الحال علاقات راسخة وأخوية مع الأشقاء العرب، لأن مصر قررت الانفتاح على الجميع دون وجود حسابات أخرى غير الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وعدم الدخول في تحالفات على حساب أخرى أو معسكرات على حساب معسكرات أخرى، علاقات ترتكز على ثوابت واضحة لا أحد يستطيع أن يملي علينا تغييرها، أو يفرض خطاً محدداً للسلوك المصري على الصعيدين الدولي والداخلي، من هنا جاءت منظومة العلاقات المصرية مع دول وقوى العالم مستقرة ومتوازنة، واضحة المعالم والثوابت، تذهب مصر صوب تحقيق مصالحها العليا، وتطلعات شعبها.
يقيناً الاستثمار في العلاقات الدولية المصرية حقق مكاسب وثماراً وعوائد كثيرة وكبيرة ومهمة جسدت عبقرية التوجه المصري، وهو الأمر الذي تأكد نجاحه في كل الأوقات، بحيث لم تحد مصر يوماً عن ثوابتها، ولم تخسر أياً من شركائها الدوليين على كافة الأصعدة، واستفادت من هذه العلاقات القوية من تجربتها التي حققت نجاحات وإنجازات كبيرة في مجال البناء والتنمية، وتغيير الحياة إلى الأفضل في مصر، واستشعار المواطن بما تحقق من تقدم على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات.
نعيش في زمن المصالح المتبادلة، وإذا لم يكن لديك ما تقدمه للعالم، فلن ينظر إليك أحد، كما أن ميزان القوة والثقل والدور والمكانة وتأثير مصر في كافة الملفات الإقليمية والدولية، ودورها الفاعل هو محل الاهتمام الدولي بالقاهرةـ والعمل على عقد شراكات مهمة تضمن أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسطـ خاصة وأن مصر هي ركيزة هذا الاستقرار، بالإضافة إلى دورها البارز أو الأبرز في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وإنجازاتها في مجال توفير الحياة الكريمة لمواطنيها، وقدرتها على تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد، ونجاحها في ترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والاعتدال والمواطنة وإخماد نيران الفتن التي حاول الإخوان المجرمون إشعالها خلال العقود الماضية، وأصبح الوطن ملكاً للجميع.
الحقيقة أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لألمانيا بدعوة من المستشار الألماني أولاف شولتز؛ للمشاركة والرئاسة المشتركة لحوار بطرسبرج للمناخ، الذي عقد بالأمس، ثم لقاء الرئيس الألماني والمستشار الألماني، هي بكل المقاييس نموذج للعلاقات بين دول العالم، فعلى مدار 70 عاماً هي عمر العلاقات بين القاهرة وبرلين، وفي القلب منها السنوات الـ8 الماضية شهدت العلاقات زخماً وتعاوناً وشراكة استراتيجية بالمعنى الحقيقي للكلمة، في ظل وجود الشركات الألمانية في المشروعات القومية العملاقة في كافة ربوع البلاد والاستفادة أيضا من القدرات والإمكانيات والخبرات والتقدم الألماني في مجال البناء والتكنولوجيا والتقدم.
العلاقات المصرية- الألمانية هي نموذج فريد للاستثمار في العلاقات الدولية التي ترتكز على الشراكة، وأجدني مهتماً بنجاح مصر بشكل متفرد في استثمار العلاقات الدولية بما يعود بالنفع والمصالح على كافة الأطراف.. فمن المؤكد أن الصدق والشرف والالتزام والثوابت وراء نجاح هذا الاستثمار.. فهذا الاستقبال والحفاوة التي قوبل بها الرئيس السيسي من الرئيس الألماني والمستشار الألماني، تجسد عمق علاقات البلدين في ظل فترة حرجة يمر بها العالم.. وتحدث الزعماء الثلاثة عن نجاحات وإنجازات مصر في مجال البناء والتنمية ومدى التغيير الكبير الذى طرأ على وجه الحياة في مصر، خاصة في مجال البنية التحتية التي تهيئ فرصاً عظيمة لجذب الاستثمارات الألمانية.. ولعل المساهمات الألمانية في المشروعات القومية العملاقة في مصر تبرز وتجسد أيضًا عمق العلاقات والشراكة بين القاهرة وبرلين.
دعونا نعترف بأن العلاقات المصرية الدولية مع قوى العالم المختلفة بدأت من الصفر.. وقبل 8 سنوات كانت تواجه منعطفات وتحديات جساماً بسبب مفاهيم مغلوطة.. لكن الرئيس السيسي نجح باقتدار من خلال دبلوماسية رئاسية رشيدة وحكيمة في بناء علاقات دولية قوية ترتكز على صداقات وشراكات دولية مع دول وزعماء العالم، خلقت آفاقاً رحبة في تجربة مصر للبناء والتنمية والتقدم، وعكست استثماراً فريداً من نوعه جلب المنافع والعوائد ودعم التجربة المصرية بمقومات عصرية.. من هنا يجب التأكيد أن السبب الأساسي والمباشر لتوهج علاقات مصر الدولية التي بدأت من الصفر يعود إلى حكمة الرئيس ورؤيته التي نجحت في الآتي:
أولاً: عودة مصر من جديد إلى ممارسة دورها وثقلها ومكانتها على الصعيدين الدولي والإقليمي، وأصبحت أحد الأرقام المهمة على الصعيد الدولي، والأهم على الصعيد الإقليمي.. ولم يأت ذلك من فراغ، ولكن باستعادة قوة وقدرة الدولة المصرية من الداخل وإعادة التوازن لموازين القوة في المنطقة ودور مصر في مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى تحويل مصر لأرض الفرص الواعدة في مجال التنمية والاستثمارات من خلال إصلاحات شاملة مكنت مصر من اقتصاد يتمتع بالمرونة والقدرة على تجاوز الأزمات، بالإضافة إلى ملحمة البناء والتنمية والمشروعات القومية العملاقة في مختلف المجالات والقطاعات وفي كافة ربوع البلاد، وهو ما دعم الشراكات مع دول العالم للاستفادة من خبراتها وتجاربها وإمكانياتها وتحقيق المصالح المشتركة لكافة الأطراف.
ثانياً: إن نجاح الاستثمار المصري في العلاقات الدولية جاء بعد إنجاز كبير في تصحيح المفاهيم المغلوطة بعد ثورة 30 يونيو وتفهم العالم موقف مصر ووضوح إرادة المصريين، بالإضافة إلى أن العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية مع العالم هيأت الظروف لتصحيح المفاهيم المغلوطة فيما يروج من شائعات وأكاذيب حول مجالات الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، الذى تحدث عنه الرئيس السيسي في كافة المحافل الدولية وفي اللقاءات الثنائية، ورسخ مفهوماً جديداً لحقوق الإنسان بالمعنى الشامل.. وهو ما تجلى في حديث الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع المستشار الألماني بالأمس، ودعا فيه الجميع لزيارة مصر والتعرف على أرض الواقع على الحقائق وما يحظى به المواطن المصري والدولة المصرية من تغيير كبير إلى الأفضل.
ثالثاً: الاستثمار في العلاقات الدولية هيأ للعالم التعرف على سياسات وثوابت مصر ومواقفها ورؤاها بالنسبة للأزمات والصراعات والتوترات، خاصة أن القاهرة تتبنى الحلول السياسية والابتعاد تماماً عن المواجهات والصراعات المسلحة، أو التدخل في شئون الدولة الداخلية وانتهاك سيادتها أو التآمر عليها، والتعويل على استعادة أسس الدولة الوطنية والجيوش الوطنية لمجابهة التحديات والتهديدات، وذلك في الدول التي سقطت فيها الدولة الوطنية منذ 2011.. من هنا فإن العالم أدرك ووعى أن السياسة المصرية ترتكز على الثقة والمصداقية والثوابت التي لا تتغير وتطابق الأقوال والأفعال.. فالسياسة المصرية حظيت باحترام وتقدير العالم والثقة الكبيرة والمصداقية العالمية في قيادتها السياسية.. فالمبادئ المصرية متزنة وملتزمة بالقوانين والمواثيق والأعراف والشرعية الدولية.. مبادئ تحث وتدعم الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة والعالم.. لم تتجه مصر يوماً نحو الاعتداء أو التدخل أو انتهاج سياسات الأطماع في أي دولة، رغم قوتها وقدرتها.. إلا أنها قوة وقدرة رشيدة تحمي، ولا تعتدي.
رابعاً: الاستثمار العبقري في العلاقات الدولية الذى تبنته مصر وقيادتها السياسية كان رافداً ومصدراً مهماً لعرض النجاحات والفرص العظيمة في مصر على العالم وكبريات الشركات في الدول المتقدمة ورجال المال والأعمال وأيضا جسد جدية مصر من خلال التعرف على نجاحاتها وإنجازاتها على أرض الواقع، وهو ما حقق الكثير من التيسيرات في التعامل مع الشركات العالمية في جميع المجالات.. ورأينا «إيني» الإيطالية و«سيمنز» الألمانية و«لورش» الألمانية في مجال الصناعات البحرية وما تملكه من سمعة عالمية في هذا المجال حتى أصبحت مصر تشكل في سياساتها وعلاقاتها الدولية «منظومة» فريدة وعبقرية تجمع كل شركاء العالم من دول وقوى على اختلاف توجهاتها.. إلا أن مصر تربطها بها علاقات متوازنة واستراتيجية، وهو المثير والمدهش في الأمر.. لذلك تصبح المنظومة الدبلوماسية والدفاعية في مصر محل إعجاب وتفرد لما تضمه من مختلف جنسيات العالم، وعقل مصري فريد قادر على استيعاب معطيات وإمكانيات ومتطلبات كل هذه القوى العالمية مختلفة الفكر والتوجهات، وهى نتاج الانفتاح غير المحدود وغير المقيد على العالم، نأخذ ما نشاء وقتما نشاء بقرار وطني مستقل يلبي مصالحنا العليا ويحقق تطلعات المصريين.
خامساً: الحقيقة، وبلا مواربة.. فإن
الرئيس عبدالفتاح السيسي هو رائد هذه المدرسة العظيمة، وقائد منظومة العلاقات الدولية الفريدة التي جعلت مصر محل احترام وتقدير وثقة العالم ومصدر ثقته، وهو تأكيد لثمار السياسة الاحترافية التي تعتمد على الصدق والشرف، التي تبناها الرئيس السيسي ليرسخ مفهوماً جديداً للسياسة، ورغم ذلك حققت نجاحات فاقت كل التوقعات وانعكست على التجربة المصرية وأفادت المشروع المصري الطموح نحو التقدم.
تحيا مصر