عقد منتدى المستقبل للفكر والإبداع، مساء اليوم الثلاثاء 19 يوليو، ندوة نقدية لمناقشة المجموعة القصصية «خمس ورقات» للقاص محمد العريان، وناقش المجموعة الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والكاتب عاطف عبدالعزيز، وأدار الندوة الكاتب والإعلامي عمرو الشامي.

في البداية، قال الشاعر والناقد عمرو عبد العزيز: «إننا نرى في المجموعة القصصية "خمس ورقات"، آلية عمل أحلام اليقظة حين نرى الكاتب يصور البطل، وهو يحلم بأنه يتاجر في الآثار، والمجموعة كوميديا سوداء في قصة الدكتور الجامعي الذي كان يحيى حياة هادئة مع أولاده، الذين يكرهون الروتين، للخروج عن النص مما جعل الأب بعد نقاش أن يغير كلمة روتين إلى نظام، تصل المجموعة إلى ذروتها في قصة خيوط العنكبوت، ولا نجد أصدق من كلمات البطل الذي كان يحلم بانه وجد المصباح السحري، من الصحيح أن قصص المجموعة تحفل بالتنوع الذي كان مرهقاً ولكنها تسبح غي في عالمين أحدهم خيالي زهري متخيل، وحين قرأت هذه المجموعة ان بها رصانة واللغة الدارجة أيضاً بها رصانة».

وفي مداخلة نقدية متميزة، قال الناقد الدكتور يسري عبدالله، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب جامعة حلوان، إن الإهداء داخل المجموعة القصصية"خمس ورقات" يشير إلى ثنائية مركزية، هذه الثنائية في واقع الأمر هي تعبير عن جدلية السراب والأمل، وبين ما يمكن أن يسمى بالانتصار العابر والانكسار المقيم، في مجموعة كلاسيكية الطابع تحيلك إلى مسار في السردية المصرية والعربية من قبيل يحيى حقي وغيره، وهذه القصص وفية للآرث المستقر في القصة، ونجد أن كل قصة من المجموعة القصصية خمس ورقات تمثل مفردة من مفردات الحياة اليومية وصخبها المستمر، والقصة الأولى تحتل المساحة الأكبر في المجموعة، وتتشكل من 20 صفحة، وهذه القصة ربما تحوي السردية التي يتبناها الكاتب في سرديته، والأداء اللغوي أيضًا والمتمثل في بينة الجمل السردية واستخدام اللغة الدارجة.

وأضاف عبدالله: «أننا نرى في المجموعة القصصية "خمس ورقات" تناص مع القرآن الكريم وبالتحديد في سورة يوسف، في محاولة للخروج من نسق إلى آخر والخلط يين الحلم والهزيان، وينهض النص على مفارقة ساخرة، عندما يقرأ يوسف كلمة "وحش" والتي كانت مكتوبة على أحد جدران الشارع في محاولة منه للانتقام من جاره الذي يعاني من مشاكل معه، وقصة "زمالك" قد حظيت بأمور تقنية مهمة منها هذا الطفل الصغير، والذي يذكرك بقصة الملك العاري، وهذا الحي الهادئ "الطوابق" تتغير حالته إلى أخرى مرموقة، غير أن الطفل الصغير قد أخبر أباه أن اللافتة قد نزعت عن الباب الحديد».

واستكمل أستاذ النقد الأدبي: «أن قصة خيوط العنكبون إحدى قصص المجموعة «خمس ورقات» للقاص محمد العريان، عنوانها يحلينا إلى عالم الرومانسية مباشرة وعند قراءتها لا تجد ذلك العالم، وهذا الشخص المروي على لسانه القصة، وفي قصة هزائم عادية نكتشف هذا العالم الذي يلجأ إلى التعبير عن مشاعر الإنسان التي تنتابه في حالة الإخفاق، وتحيلك قصة 50 بيضة إلى ذلك السوق الموجودة في السيدة زينب، بتجاره ومرهانته التي تقام داخله، بطله مصطفى القادم من قريته البعيدة، وشخوص هذه المجموعة يحييون على الحافة».

وصدرت مجموعة «خمس ورقات» عن دار المحروسة بالقاهرة، وتعد «خمس ورقات» المجموعة القصصية الأولى للكاتب والصحفي محمد العريان.

ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى أهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.

ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي "إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".