تلقى وزير الشئون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج عثمان الجرندي، محادثة هاتفية من كاترين كولونا وزيرة أوروبا والشئون الخارجية الفرنسية، استعرضا خلالها عددًا من المسائل الثنائية إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الوزيران الحرص المشترك على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في إطار من المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة لا سيما في ظل الوضع الدولي الراهن والتحديات التي فرضتها جائحة كوفيد والأزمة الروسية الأوكرانية التي فاقمت من أزمة الأمن الطاقي والغذائي عبر العالم، وفقا لبيان وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج.
وأوضح الجرندي أن تونس شرعت في برنامجها الإصلاحي الاقتصادي والسياسي وهي تمضي قدما على درب تعزيز الديمقراطية وحقوق الانسان وفقا لتطلعات الشعب التونسي الذي سيعبر عن إرادته خلال الاستفتاء الذي سينتظم يوم /الإثنين/ المقبل، معبرًا عن شكره للسلطات الفرنسية لما قدمته من تسهيلات لضمان مشاركة جاليتنا بفرنسا في هذا الاستحقاق الوطني في أحسن الظروف.
كما أطلع الجرندي الوزيرة الفرنسية على التقدم الجاري في المفاوضات بين تونس وصندوق النقد الدولي، مشددا على أهمية دعم جميع الشركاء لبلادنا من أجل مساعدتها على تحقيق النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، أكد الوزير أن مسألة استعادة الأموال المنهوبة تظل مسألة حيوية بالنسبة لتونس باعتبارها أموال الشعب التونسي ومن حقه استعادتها مبينا ضرورة التعاون ثنائيا وفي الإطار الأوروبي على تجاوز جميع التعقيدات الإدارية والقضائية والسياسية في هذا الملف.
وثمن الوزير التونسي تصنيف فرنسا لبلاده كـ"دولة شريكة ذات أولوية" لتوريد الحبوب في إطار المبادرة التي أطلقتها الرئاسة الفرنسية في 25 مارس 2022 لمواجهة تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.
كما استعرض عثمان الجرندي آخر الاستعدادات الجارية لاحتضان بلادنا للدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية "تيكاد 8" يومي 27 و28 أوغسطس المقبل، والقمّة 18 للفرانكوفونية يوميْ 19 و20 نوفمبر القادم بجزيرة جربة والتي ستتزامن مع الاحتفال بخمسينية المنظمة الدولية للفرنكوفونية، مُعربا عن تطلّع تونس إلى أن تساهم قمّة جربة في إرساء فضاء فرانكفوني أكثر تضامنا واندماجا.
كما بحث الوزيران أيضا حول عدد من المسائل المستعجلة على غرار تسهيل إجراءات منح التأشيرة للتونسيين ولا سيما الطلبة إضافة إلى التعاون الثنائي في مسألة الهجرة.
من جانبها، أكدت كاترين كولونا، استعداها للعمل على مزيد دفع العلاقات التونسية الفرنسية الممتازة وإثرائها، مؤكدة على أهمية اعتماد مقاربة تشاركية في مسار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وسجلت في هذا السياق ارتياحها لتقدّم المفاوضات الجارية بين تونس وصندوق النقد الدولي، مشددة على استمرار الدعم الفرنسي لتونس على مستوى مؤسسات الاتحاد الأوروبي لتجاوز المخلفات الاقتصادية لجائحة كوفيد-19 وتداعيات الوضع بأوكرانيا.