الجمعة 26 ابريل 2024

ولسه بنحب «السيما»!

مقالات25-7-2022 | 17:42

من غيرها يجعلك تشعر بأمطار الشتاء فى عز الحر، أو تلمس الشمس وسط نجوم الليل أو تعود بالزمن مئات بل ألاف السنين؟، ومن سواها يحمل مشاعرك بين غيرة وحب وعذاب وانتقام ونجاح؟، ومن يمكن أن يحلق بك سواها فى عوالم الأفكار الرحبة ويأتيك بالجديد؟، إنها "السيما"، لذلك يعود كل منا إلى ذكريات مشاهدة الفيلم فيها، فلكل منا ليلته الأولى وتفاصيلها التى تعشش فى الذاكرة، فمن ينسى ظلال الظلام المنير وكأنه جدار آخر يجعلك ترى ماوراء الزمان والمكان، وتساهم المسافة بين العتمة والنور فى طرح بعدٍ آخر لاتدركه، وكأنك الشاهد الخفى على هذا العالم.

وهكذا فى كل مرة لاتنسى سحر الزيارة، فحجم شاشة "السينما" الذى يحجب عنك كل شىء سواها؛ يوازيه صغر التليفزيونات الذى كان، والذى مهما ازداد لن يوازى سحرها وخطفها للقلوب.
لذلك ليس غريباً أن يحصد شباك التذاكر فى أسبوع العيد حوالى السبعين مليون جنيه، منها خمسة وثلاثين فقط لفيلم "كيرة والجن" لأحمد مراد ومروان حامد، والذى حقق حتى الآن منذ عرضه الخمسة وثمانين مليون، فقد أعادنا هذ الفيلم بأجوائه الساحرة والمتقنة أكثر من مائة عام.
وفعلها قبله فيلم "الفيل الأزرق" فى جزئه الثانى لأحمد مراد ومروان حامد وتجاوز المائة مليون؛ ليؤكد أن طاقة التحليق للسينما لا تزال مستمرة وأنها فى حاجة للمزيد من الأعمال فقط التى تمتلك الجناحين فتأخذنا نحو سمائها.
لذلك لن تلغى المنصات رغم كافة جهودها فى عرض وإنتاج الأفلام  دار "الخَيَالة"؛ التى تأتى بما يتشابه علينا فى اليقظة والمنام من أطياف عابرة، فتسكن مشاعرنا وذكرياتنا.
تلك الأرقام رسالة جمهور متعطش للسينما يؤكد أنه لايزال على الحب باقٍ؛ رغم ارتفاع أسعار التذاكر بما يفوق قدراته المتوسطة، واقتصار وجود معظم دورها فى المولات التجارية بأسعارها المبالغ فيها، وغياب الكثير من دور العرض الراقية التى كانت فى وسط البلد ومصر الجديدة وكل حى بسعر معقول وكانت وسيط المشاهدة فى السنوات السابقة وجذبت الكثيرين إليها بعد الاهتمام بها، ونسيان سينما "الدرجة الثالثة" التى توجت فريد شوقى ملكاً على عرشها، وكانت مصدر البهجة لطبقة أخرى تبحث عن سهرة الثلاثة أفلام بسعر زهيد، فهل وصلت الرسالة؟.

Dr.Randa
Dr.Radwa