السبت 22 يونيو 2024

دراستان: وباء كورونا بدأ بالفعل في سوق في ووهان

ووهان

عرب وعالم27-7-2022 | 10:56

دار الهلال

خلصت دراستان نُشرتا في مجلة "ساينس" العلمية المرموقة إلى أن جائحة كوفيد 19 بدأت في سوق مدينة ووهان بالصين، مما يشير إلى أصل حيواني محتمل للغاية للفيروس.

الدراسة الأولى هي عبارة عن تحليل جغرافي يظهر أن الحالات الأولى التي تم اكتشافها في ديسمبر 2019 كانت مركزة حول السوق. والثاني هو تحليل جيني للفيروس من الحالات الأولى، يظهر أنه من غير المرجح أن يكون الفيروس قد انتشر على نطاق واسع بين البشر قبل نوفمبر 2019.

واحتدم الجدل منذ بداية الوباء بين الخبراء، الذين ما زالوا يسعون بعد ما يقرب من ثلاث سنوات لتوضيح لغز أصل الفيروس. ووقع أحد معدي هذه الدراسات، مايكل ووربي، عالم الفيروسات بجامعة أريزونا، خطابًا في عام 2021 يدعو إلى النظر بجدية في فرضية تسرب الفيروس من مختبر في ووهان.

لكن البيانات التي تم تحليلها منذ ذلك الحين "جعلتني أطور رأيي، لدرجة أنني أعتقد اليوم أيضًا أنه من غير المعقول ببساطة أن الفيروس قد تم التعرض إليه بأي طريقة بخلاف تجارة الحيوانات في سوق ووهان"، كما قال في مؤتمر صحفي.

ومن جانبه، قال كريستيان أندرسن، من معهد "سكريبس" للأبحاث ومعد مشارك في الدراستين "هل دحضنا نظرية التسرب في المختبر؟ لا. هل يمكننا أن نفعل ذلك يوما ما؟ لا. لكني أعتقد أنه من المهم أن نفهم أن هناك سيناريوهات ممكنة، وأخرى محتملة. وأن يكون أمر ممكنا لا يعني أيضا أنه محتملا".

وحللت الدراسة الأولى أماكن إقامة أول 155 حالة إصابة تم تحديدها في ديسمبر 2019 وأظهر الباحثون أن هذه الحالات تركزت حول سوق ووهان، على عكس تلك المسجلة في الأشهر التالية، والتي تزامنت مع الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية مما يظهر انتشار الفيروس.

علاوة على ذلك، من بين الحالات التي تمت دراستها، كان الأشخاص غير المرتبطين مباشرة بالسوق يعيشون بالقرب منه أكثر من أولئك الذين يعملون هناك أو زاروه مؤخرًا. يشير هذا إلى أنهم ربما أصيبوا بسبب قربهم من هذا الموقع.

كما حلل الباحثون عينات مأخوذة من سوق ووهان في يناير 2020، على سبيل المثال من أقفاص أو عربات. تظهر تحليلاتهم أن العينات الإيجابية لفيروس "سارس كوف 2" كانت متركزة في الجنوب الغربي من السوق، على وجه التحديد حيث تم بيع الحيوانات الحية (بما في ذلك كلاب الراكون، والثعالب، وما إلى ذلك). ولم يتم التعرف على الحيوان الذي أدى دور الوسيط الناقل بين الخفافيش وناقلات فيروس كورونا والبشر.

وتستند الدراسة الثانية إلى تحليل جينوم الفيروس الذي أصاب هذه الحالات الأولى. وخلصت إلى وجود سلالتين من الفيروس، أيه وبي قبل فبراير 2020. ومن المحتمل أن هذين السلالتين نتجتا عن حدثين منفصلين للانتقال البشري، كلاهما في سوق ووهان.

وأشارت الدراسات السابقة إلى أن الخط "بي" قد تطور من الخط "أيه". للمضي قدمًا، يؤكد العلماء أنه من المهم فهم من أين تأتي الحيوانات المباعة في سوق ووهان، من أجل تقليل المخاطر المستقبلية.

وحتى إن بقت بعض الأمور مجهولة، شدد الباحثون على أن المعلومات المتاحة عن بدايات هذا الوباء كانت في الواقع مفصلة للغاية. وعلق كريستيان أندرسن، الباحث في معهد "سكريبس" للأبحاث ومعد مشارك في الدراستين قائلاً: "هناك شعور عام بعدم وجود معلومات يمكن أن تخبرنا بأي شيء عن أصل جائحة كوفيد -19". "هذا مجرد خطأ."

واتُهمت الصين بانتظام بحجب المعلومات أو عدم التعاون بشكل كامل مع التحقيقات الدولية. يعد فهم كيفية بدء هذا الوباء أمرًا بالغ الأهمية للمساعدة في منع حدوث أحداث مستقبلية مماثلة، وربما إنقاذ ملايين الأرواح. وخلص كريستيان أندرسن إلى أن "الأوبئة لا تتطلب أن نحدد مسئولاً عنها، لكنها تتطلب أن نفهمها".

الاكثر قراءة