الجمعة 26 ابريل 2024

العالم إلى أين؟

مقالات4-8-2022 | 21:28

كلما حاول العالم إطفاء نار، اشتعلت أخرى.. فعلى مدار الـ«4 سنوات الأخيرة» ذاقت الشعوب المرارة والألم فلم تفتأ أن تهدأ وطأة وقسوة «كورونا» إلا وطفت على السطح أزمة جديدة هى الأعنف والأخطر هى الحرب الروسية- الأوكرانية.. وتداعياتها على الدول والشعوب ثم هناك أزمة تنذر بمزيد من الاشتعال.. «تايوان» فى ظل التحرش الأمريكى بالصين.. ناهيك عن تحديات التغير المناخى التى تهدد استقرار بل ووجود العالم.. ناهيك عن تفاصيل أخرى وتساؤلات تحتاج تفسيراً سواء لماذا يقتل الإرهابى أيمن الظواهرى الآن؟ (السؤال العريض) بعد اختفاء لغة السياسة والتفاوض والحوار من قاموس قوى العالم الكبرى.. ماذا ينتظر العالم؟.

سؤال مهم لابد أن يخضع للدراسة والتحليل.. فى ظل الإصرار على إشعال الصراعات واختفاء لغة الحوار والتفاوض.. فهل تسكت وتصمت السياسة ليعلو صوت البنادق والرصاص والصراخ.. من ألم وأوجاع الأزمات..

العالم على فوهة بركان.. الصراع بين القوى الكبرى يزداد سخونة، فمن الواضح ان هناك من يؤجج الصراعات فى العالم، ويسكب المزيد من البنزين على الحرائق المشتعلة بل ويزيد من مساحة النيران لتصل إلى مناطق أخري.. اذن السؤال المهم، إلى أين يذهب العالم، وما هو المصير فى ظل احتمالات اتساع رقعة الصراع، وماذا ينتظر هذا العالم من كوارث وأزمات، وربما الأمر يتعلق بوجود العالم نفسه.

السؤال المهم أيضاً لماذا الاصرار على إشعال العالم، وإحداث الصراع الملتهب بين القوى الكبري، فالرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى أثار مخاوف روسيا على أمنها وتماسكها ووجودها بالإصرار على الانضمام «لحلف الناتو» والاقتراب من الحدود الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً بعد فشل جولات ومحاولات اطفاء نيران الغضب الروسى واستئصال شأفة الصراع وأسبابه وباءت كل المحاولات التفاوضية والسياسية بالفشل، حتى اتخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قراره بتنفيذ عملية عسكرية فى الأراضى الأوكرانية، ومازالت الأزمة مشتعلة إلى الآن رغم انه مضى عليها شهور طويلة منذ بدايتها فى فبراير الماضي، ويدفع العالم ثمناً باهظاً بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية سواء فى أمنه واستقراره والأمن الغذائى العالمى وسلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع معدلات التضخم والأسعار وأزمات فى توفر السلع والاحتياجات الرئيسية للشعوب.

إذا كان العالم يدفع ثمن الإصرار على إشعال الأزمات، ومساندة ودعم أوكرانيا فى المضى فى غيها وتمسكها بالانضمام إلى حلف الناتو، وهذا الدعم الأمريكي- الغربى غير المحدود لكييف.. وهو ما يؤدى إلى استمرار الصراع والحرب، فأننا أمام تهديد جديد أيضاً قد يزيد من معاناة العالم وأزماته، بعد إصرار نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى على زيارة «تايوان»، وهو الأمر الذى أشعل نيران الغضب فى الصين، ولم ينجح الاتصال الهاتفى بين الرئيسين الأمريكى والصينى فى ايقاف الزيارة التى تمت بالفعل، وجاء رد فعل بكين المباشر بتطويق تايوان وحصارها بحرياً وتنفيذ مناورات بالذخيرة الحية ودخول 21 مقاتلة صينية الأجواء التايوانية واتخاذ عقوبات اقتصادية من قبل الصين ضد تايوان بوقف استيراد بعض السلع من تايوان.

فى اعتقادى ان إجراءات الصين التى اتخذتها ضد تايوان لن تقتصر على ما سبق ولكن أتوقع أن هناك المزيد من الإجراءات التى قد تصل إلى إنهاء هذا التهديد بالنسبة لبكين، ولقطع الطريق على الجانب الأمريكى الذى يحاول اشغال الصين فى معارك جانبية خاصة انه المرشح لاعتلاء النظام الاقتصادى العالمى مع حلول 2030.

وتيرة الصراع تتزايد وتشتعل ولا تخمد أو تهدأ، وكأن هناك سيناريو ومخططاً تديره قوى بعينها فى العالم تمسك «بريموت» إشعال الحرائق والصراعات فى العالم، ودعم وتغذية هذه الصراعات من خلال الوقوف مع الجانب الأوكرانى والتايواني، ولا أدرى ما هى المصلحة المباشرة الواضحة من ذلك وهذا ليس تحاملاً على طرف لصالح طرف بقدر ما هو قراءة ومعطيات على أرض الواقع ظهرت من خلال التمسك الأوكرانى بموقفه المدعوم أمريكياً وغربياً، وأيضاً الإصرار على زيارة بيلوسى إلى تايوان وكأن العالم فى حاجة إلى مزيد من التحرشات والصراعات والأزمات، حيث نسى الجميع ان هناك طاولات للتفاهم والمفاوضات وباتت فوهات البنادق، والتراشقات والتجاذبات هى الحديث واللغة الأساسية التى تهدد العالم.

على ما يبدو ان هناك من يحفز الصراع، ويشعل الأمور، ويؤجج ويدفع إلى الحروب والمواجهات العسكرية بهدف استنزاف القدرات لدى الجانب الآخر لايقاف مسيرته إلى الصعود إلى قمة الهرم.. فى نفس الوقت هناك من يتمسك بإدارة الصراع بحكمة دون تهور أو اندفاع أو مغامرات ومقامرات، وظهر ذلك جلياً فى تعامل الجانب الروسى فى الحرب بأوكرانيا.. حيث تمضى موسكو فى حربها وفق مخطط إستراتيجى شامل الجوانب والأركان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً حيث تدار العمليات العسكرية تجاه أوكرانيا بحسابات دقيقة، وحكمة من جانب الرئيس بوتين بعدم الاتجاه إلى استخدام السلاح النووى حتى ولو كان النووى التكتيكى محدود المدى على الرغم من ترسانة الأسلحة الغريبة التى نقلت إلى أوكرانيا، ولو حدث ذلك سيكون من الصعب توقع أى سيناريو لتطور الأحداث ومداها وستكون جميع الاحتمالات متاحة ومفتوحة، وسيكون العالم على المحك وفى علم الغيب.. لكن التريث والحكمة ورباطة الجأش تسيطر على التعامل الروسى حتى الآن.

ربما لن أتناول الجوانب والتداعيات الاقتصادية للأزمة الحالية، أو الأزمة المحتملة ولكن المهم، ان نجيب عن السؤال الرئيسى العالم أين؟ وإلى أين؟ فهناك كما قلت من لديه إصرار وإرادة على إشعال العالم بالصراعات، وهناك من يتمسك بالحكمة والتعقل، وهناك أيضاً من هو مشغول بإدارة نتائج وتداعيات الأزمات والصراعات العالمية خاصة فى انعكاساتها الاقتصادية على الدول وفى القلب منها النامية على صعيد الأمن الغذائى واحتياجات الشعوب واقتصادات هذه الدول الناشئة أو النامية ومن يسدد فواتير استنزافها والتداعيات السلبية على اقتصاداتها ومعاناة شعوبها، فالدول تسابق الزمن على توفير احتياجات شعوبها، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل لها، وتجنب المزيد من التداعيات والتأثيرات السلبية التى طالت حتى أوروبا التى باتت مهددة والمتضررة بشكل أكثر مع حلول فصل الشتاء القادم.

لا أجد تفسيراً منطقياً للإصرار على التصعيد والصراع، واقتحام الملفات التى من شأنها إشعال العالم، فلا أدرى ما هى المصلحة الأمريكية فى دعم وتشجيع أوكرانيا، وعدم التدخل لاقناعها بالتجاوب مع مطالب ومساعى السلام، فى ظل الدمار والخراب الذى لحق بالأراضى الأوكرانية وتحويل الشعب إلى لاجئين والوصول إلى ضمانات تحقق مصالح وأهداف موسكو وكييف بدلاً من التشجيع والدعم غير المحدود لاستمرار الصراع القاتل لمستقبل العالم ثم لماذا الإصرار على زيارة تايوان فى هذا التوقيت وإثارة حفيظة وغضب الجانب الصيني؟ وهل يصل عقاب بكين بسبب مواقفها مع الجانب الروسى إلى حد المقامرة والمغامرة بأمن واستقرار العالم؟ وإذا كانت أفاق الصراع تحت السيطرة إلى الآن فمن يضمن عدم التهور والاندفاع واللجوء إلى السلاح النووى فى ظل العناد والإصرار لكل طرف على مواقفه وأهدافه، وما هو مصير العالم إذا اضطر أحد الأطراف إلى اللجوء إلى الخيار النووى فى ظل الحرص على عدم الوصول والفشل؟ وإذا ما أدرك طرف من أطراف الصراع الفشل، هل سيكون الخيار هو السلاح النووي، فالفشل هنا ولجميع الأطراف غير مقبول ويعنى الفناء وهو ما يستدعى الدفاع من أجل البقاء.

قولاً واحداً، ان النظام العالمى تشكل بالفعل وأعلنت ولادة خاصة بعد وضوح الرؤية التى جسدتها أزمة «تايوان» بعد زيارة بيلوسي، والموقف الصينى فقد أصبحنا أمام معسكرين أو قطيعين الأول: يتكون من أمريكا والغرب (أوروبا) القارة العجوز التى تدفع دفعاً إلى قدرها دون أدنى مقاومة أو حتى نضال مع الجانب الأمريكى، والثانى: أصبح يتكون من (الصين وروسيا) ولعل الموقف الصينى الرافض تماماً لزيارة بيلوسى لتايوان والذى يعتبرها انتهاكاً للسيادة الوطنية وتصريحات المسئولين الروس المؤيدة لبكين، والساخرة من واشنطن تؤكد ان القطب الثانى للعالم يجمع بين (موسكو وبكين) فالمواقف المتبادلة والمتحالفة والمتفاهمة بين موسكو وبكين واضحة للعيان، فالدعم الصينى للروس فى الحرب الأوكرانية واضح للعيان، لكن السؤال هل القطبان سيسمحان لتصعيد الصراع إلى الدرجة المحفوفة بالمخاطر والهلاك؟ أم ان هناك استقراراً للتشكيل الجديد للنظام العالمى متعدد الأقطاب؟ فى اعتقادى ان التقارير والدراسات والأبحاث الأمريكية تشير إلى أن واشنطن تستشعر حالة من القلق لتنامى الصعود الصينى المرشح للقمة مع حلول 2030 وتنامى النفوذ والقوة الروسية فى مناطق عديدة فى العالم بات يهدد الهيمنة والنفوذ الأمريكى ومن هنا باتت إجراءات ايقاف هذا التنامى والتمدد من وجهة النظر الأمريكية ضرورية بالاضافة إلى المعاناة التى تواجه الديمقراطيين فى ظل تراجع شعبيتهم وفقاً لاستطلاعات الرأى مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر القادم وتراجع شعبية الرئيس الأمريكى جو بايدن وفقاً لاستطلاعات الرأى الأمريكية بسبب الأزمات والمعاناة التى يجدها المواطن الأمريكى سواء على الصعيد الاقتصادى أو الأمنى أو عدم النجاح فى العديد من الملفات الدولية وربما يكون هو السبب الرئيسى الذى دعا بايدن للتخلص من (دمية قديمة) يعرف مكانها ووجودها على مدار عقدين وهو أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة الإرهابى فى محاولة لإنتاج فيلم «هوليودي» يستدر العطف والشعبية من الرأى العام الأمريكي، ويصدر للعالم ان أمريكا تحارب الإرهاب وتدرء شبهات وأقاويل أن واشنطن هى من تدير الإرهاب والعالم.

وأستطيع التوقف هنا بعيداً عن مضمون المقال واسأل بعض الأسئلة التى أراها كاشفة فيما يتعلق برعاة تنظيم القاعدة الإرهابي، كيف كانت بعض القنوات تذيع الأفلام والفيديوهات المصورة لزعيم تنظيم القاعدة (أسامة بن لادن)؟ وكيف كان المدعو يسرى فودة يستطيع الوصول بسهولة ويسر إلى مخبأ بن لادن لإجراء حوارات تليفزيونية حصرية معه؟، ومن كان يساعده ويرى هذه الحوارات أو يسمح بإجرائها؟، ومن كان يحرك القاعدة لاستهداف بعض الدول والمناطق بعمليات إرهابية وإجرامية؟، وما هى علاقة الإخوان المجرمين بتنظيم القاعدة وأيمن الظواهرى؟ وما هو دور القاعدة والإخوان فيما جرى من إرهاب فى سيناء وسر العلاقة القوية والمكالمات الهاتفية بين الرئيس المعزول محمد مرسى وزعيم القاعدة أيمن الظواهرى وعلاقة الإخوان والأمريكان؟ كل ذلك يكشف تفاصيل علاقة الأطراف الثلاثة بعضها البعض، والمخططات والسيناريوهات وأسباب وداعى ورعاة الإرهاب تتكشف الآن.. وتتضح المؤمرات التى حبكت وصنعت خصيصاً لإسقاط الدول من خلال حروب وإرهاب بالوكالة عبر تنظيمات إرهابية مثل القاعدة وجماعات إرهابية عميلة مثل الإخوان المسلمين.

هل جرى التخلص من الإرهابى أيمن الظواهرى بعد انتهاء دوره وصلاحيته وتحقيق مكاسب سياسية لانعاش الشعبية فى الداخل، وتصدير محاربة الإرهاب للعالم، أعتقد ان هذه الأمور لا يجب ان تمر مرور الكرام، ولابد أن تخضع للدراسة والتحليل المعمق وربط أجزاء الصورة بعضها البعض، لنصل فى النهاية إلى أسباب توتر وصراعات وخراب العالم، وإسقاط بعض الدول وإشاعة الفوضى والإرهاب.

السؤال المهم أيضاً أين العرب من النظام العالمى الجديد؟ فى اعتقادى أن مسيرة التقارب وتوحيد الصف العربى والتكاتف والتضامن والتكامل والتنسيق لابد أن تستمر وتدفع دفعاً، لأنهم قوى كبرى وعظمى لا يستهان بها، ولابد أن تتبوأ مكانتها اللائقة بما لديهم من قوة وقدرات كامنة وثروات هى محل تهافت العالم، لذلك الكيان العربى لابد ان يكون المكون الثالث للنظام العالمى أو بما يعنى القطب الثالث فى عالم متعدد الأقطاب.

نحن نعيش أجواء ما بعد الحرب العالمية الثانية لكنها ليست حرباً (باردة) ولكنها الآن معلنة، ولا نعرف مدى تطورها أو تصاعدها لكن لن تكون لدينا رفاهية (الفرجة) والانتظار ولعل ما قدمته (أوبك) من زيادة إنتاج النفط بمعدل 100 ألف برميل يومياً اعتباراً من الشهر القادم هذا يشير إلى موقف العرب الواضح، وقوتهم وإدراكهم ان المعطيات والمتغيرات فى العالم قد اختلفت.

وإذا كنا نحاول الاجتهاد والوصول إلى إجابات حول لماذا قتل الإرهابى أيمن الظواهرى الآن وأهداف هذه العملية.. لكن السؤال المهم أيضا الذى يحتاج إجابة لماذا قتل رئيس الوزراء اليابانى الأسبق شينزو آبى، خاصة انه كانت لديه أهداف وتطلعات ورؤية مختلفة لما يجب ان تكون عليه اليابان فى منظومة العمل الدولية وخروجها من مظلة الحماية التى وجدت منذ الحرب العالمية الثانية وأيضاً فيما يتعلق بتوجهاته وطموحاته، وإدراكه لقيمة اليابان كدولة عظيمة ذات تاريخ عريض وعريق ورفضه للهيمنة.

فى اعتقادى أن كل هذه الأحداث منذ بدء الحرب (الروسية- الأوكرانية) أو ربما قبلها بقليل سواء فى الانسحاب من أفغانستان أو تخفيض التواجد فى الشرق الأوسط، أو إدارة الصراع (الروسي- الأوكراني) أو تأجيج واشعال أزمة جديدة طرفاها الصين وتايوان وقبلها مقتل شينزو آبي، ثم التخلص من الدمية الإرهابى أيمن الظواهري، كل ذلك حسب توقعاتى واجتهاداتى الشخصية يشير إلى ان العالم مقدم على المزيد من الاشعال والصراعات وسط مخاوف الطرف الذى كان مهيمنا من تهديد نفوذه ومحاولاته للتحرش بالقوى الصاعدة والمنافسة لايقاف صعودها، ووأد محاولات التمرد الدولى ضد «الهيمنة» مبكراً لكن فى اعتقادى أيضاً انه لن يفلح خاصة وان كل شيء تغير فى العالم، والواقع لن يستطيع أحد تغييره ولكن بشرط الالتزام باستمرار الحكمة فى إدارة الصراع من الأطراف المستهدفة.

على الجانب الآخر من العالم، علينا أن نستمر فى السعى إلى الاعتماد على الذات وتقليل الاعتماد على الخارج، خاصة وانها فرصة ذهبية لتحقيق مقولة تحويل المحن والشدائد إلى منح وفرص، وقد بدأت الدولة المصرية مبكراً وعلى مدار 8 سنوات فى ذلك، وتسعى إلى تحقيق الاكتفاء، وخفض نسب الاعتماد على الخارج فى بعض السلع والمعدات من خلال تعظيم توطين الصناعة، والمكون المحلى واستقدام التكنولوجيا والتصنيع المحلى والتوسع الزراعى وتأمين الأمن الغذائى وتخفيف العبء على العملات الصعبة، وجذب الاستثمارات خاصة ان المناخ مهيأ لأكثر من سبب هو غزارة الفرص فى مصر التى أوجدتها تجربة مصر على مدار 8 سنوات من مشروعات عملاقة، فى كل المجالات والقطاعات وفى كل ربوع البلاد، وبنية تحتية قوية وعصرية وأمن واستقرار ومدن جديدة وموقع جغرافى فريد، وشعب تعداده أكثر من 100 مليون نسمة، وامتلاك بنية تحتية فى مجال النقل والمواصلات من طرق وموانئ عصرية وشبكة مطارات على أعلى مستوي، الأمر الثانى المهم، هو اهتزاز الثقة فى بعض الدول التى أسرفت فى انزال العقوبات الاقتصادية بعدد من الدول وأكثرها روسيا التى وصلت العقوبات ضدها إلى 6500 عقوبة من مصادرة أموال الدولة والمسئولين والكيانات والشركات والبنوك ورجال المال والأعمال الروس وهو الأمر الذى يفسح المجال أمام الدول التى تحظى بالاستقرار الأمنى والسياسى لاستقبال المزيد من الاستثمارات القوية، ومن أبرز الدول مصر التى تتمتع بفرص هائلة وأمن واستقرار سياسى فريد، وقوة وقدرة، واتزان وحكمة وسياسات معتدلة والتزام غير محدود بالقوانين والمواثيق والأعراف الدولية واحترام لكل دول العالم وعدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة، والحرص على إجراء وعقد علاقات تعاون وشراكات إستراتيجية وثوابت بالإضافة إلى حالة عميقة من الوعى الحقيقى لدى المصريين واصطفافهم خلف قيادتهم السياسية.

العالم إلى أين؟.. الاجابة معقدة وصعبة، لكن فى ظل الاصرار على صنع الصراعات والأزمات والحروب وفى ظل التحديات الراهنة مثل (كورونا) وقضايا التغير المناخى التى باتت تهديداً خطيراً للعالم من الصعب أن نشعر بالتفاؤل، فالحقيقة أن مستقبل العالم فى المجهول وعلم الغيب.. ورهن إرادة خالقه، لكن علينا ان نعمل ونستعد ونعى ونتعلم الدرس كشعب وندرك خطورة التحديات التى تستوجب الاصطفاف والوعى والترشيد وتغيير الخارطة المعيشية، وعدم الاتجاه إلى الإسراف وأن نشعر ببعضنا البعض ونساعد بعضنا البعض فى ظل جهود الدولة غير المسبوقة والتى تبذل على مدار الساعة من أجل حماية المواطن المصري.

Dr.Randa
Dr.Radwa