داخل مساكن أبو الوفا في مدينة السادس من أكتوبر، التقت «الهلال اليوم» بعض الأهالي، من المجاورين للعقار الذي أعلنت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية، عن تصفية 4 إرهابيين من حركة «حسم» فيه، بعد اتهامهم بارتكاب واقعة الهجوم على سيارة شرطة بمدينة البدرشين، مما أسفر عن استشهاد 5 من أفراد الشرطة.

 

في البداية، تبدو المنطقة غير مأهولة بشكل كبير، العمارات بلا سكان، وحتى الشوارع تكاد تكون فارغة، إلى أن وصلنا للعقار رقم 123، الذي اشتهر في المنطقة بعد الواقعة، ويتكون من 4 طوابق، ووجدنا أمين شرطة يقف أمام العقار، مانعًا أي جهة إعلامية من الدخول إلى الشقة التي تقع بالطابق الثالث، والتي كان يتخذها أفراد الحركة الإرهابية مقرًا لهم.

 

التقينا مع بعض السكان بالمنطقة، الذين بدا عليهم التخوف من التحدث قليلًا بادئ الأمر، ومع تناول أطراف الحديث قال أحد الشباب، والذي يقطن بالطابق الأول من العقار ذاته، إن اثنين من الشباب قد استأجرا الشقة منذ حوالي أسبوعين، ولم يكن لهما أي تعامل أو اختلاط مع باقي سكان العقار.  

 

وعن أوصافهما، أوضح الشاب، الذي رفض نشر اسمه، أنهما كانا غريبَي الشكل بعض الشيء، إذ تميزا بطول الشعر مع ربطه بـ«توكة»، وارتداء السلاسل وتمائم الحظ، مضيفًا أنهما كانًا لا يغادران الشقة إلا بعد العصر.

 

وحول واقعة إطلاق النار، يقول الشاب: «فوجئنا في الساعة السابعة من ليلة أمس الأول، بقوات أمنية مكثفة تطوق المنطقة وتحاصر العقار، وطلبوا من السكان عدم فتح الشبابيك وعدم النزول إلى الشارع، ثم سمعنا دوي إطلاق رصاص كثيف في العقار فور صعودهم إليه».

 

من جانب آخر، قالت إحدى السيدات اللاتي يعملن في المنطقة: «إننا لا نعرفهم، وأسلوب مظهرهم كان غريبًا بعض الشيء»، مضيفة أنهم كانوا لا يبيتون في الشقة، ويتخذونها فقط مكانًا للتجمع، مشيرة إلى أنهم كانوا كثيري التحرك أثناء اليوم.

 

وأضافت ربة منزل تسكن بالعقار: «لا نعرف عنهم شيئًا منذ حضورهم هنا، حيث لم يكن لهم اختلاط أو علاقة مع أي شخص بالمنطقة أو سكان العقار، سوى إلقاء التحية فقط أثناء صعودهم ونزولهم الى الشارع».