أعربت ماريا ريبكو، نائب المدير التنفيذي لمركز الاستراتيجية الاقتصادية في أوكرانيا أن اقتصاد البلاد سوف ينهار في القريب العاجل إذا لم تتلقي أوكرانيا مساعدات مالية عاجلة في ظل الحرب الروسية-الأوكرانية الدائرة حالياً في البلاد.
وأشارت ريبكو في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية إلى أن وتيرة الخسائر التي تتكبدها أوكرانيا جراء الحرب تزداد على نحو لا يمكن للاقتصاد الوطني تعويضها، مضيفة أنه على مدار الأسابيع الماضية دارت مباحثات واسعة من جانب رجال اقتصاد محليين ودوليين حول تطبيق "خطة مارشال" في أوكرانيا لتمكينها من البدء في عملية إعادة أعمار بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية.
وأشارت الكاتبة إلى أن الدول الغربية طالما قدمت العديد من الوعود الكريمة بينما مازالت وتيرة تقديم المساعدات تتميز بالبطء، فعلى الرغم من إعلان الغرب عن تقديم مساعدات لأوكرانيا تصل قيمتها إلى 31 مليار يورو، إلا أن كييف لم تتلقي حتى الآن سوي مساعدات بقيمة إجمالية وصلت 11 مليار دولار.
وتضيف الكاتبة أن الاحتياطي من العملة الأجنبية بدأ يتناقص بشكل ملحوظ مما زاد الوضع الاقتصادي في البلاد سوءاً وهو ما دفع أوكرانيا إلى مطالبة حاملي سندات اليورو منحها مهلة لسداد ديونها حيث أن خدمة الدين أصبحت فوق طاقة الخزانة الأوكرانية.
وتوضح الكاتبة أن أجمالي احتياطي العاملات الأجنبية في أوكرانيا وصل إلى 23 مليار دولار في نهاية يونيو الماضي و أن معدلات الخسائر الحالية تشير إلى أن أوكرانيا أصبحت على مشارف انهيار اقتصادي إذا لم تتلقي مساعدات عاجلة.
وتقول الكاتبة أن العملية العسكرية الروسية قد دمرت الاقتصاد الأوكراني في الوقت الذي لا تتلقي فيه كييف المساعدات الخارجية الكافية لتعويض الخسائر التي تتكبدها بسبب الحرب حيث أن الحرب ضد القوات الروسية باهظة التكاليف، موضحة أنه في الفترة من مارس حتي مايو من العام الجاري تمكنت الحكومة الأوكرانية من تغطية 40 بالمائة فقط من احتياجاتها بينما قام البنك الوطني الأوكراني بسداد 40 بالمائة أخرى من التكلفة في الوقت الذي تم سداد النسبة الباقية من خلال منح خارجية.
وتضيف الكاتبة أن روسيا نجحت في حرمان أوكرانيا من مصادر دخل هامة حين قامت بحصار الموانئ التي تقوم أوكرانيا من خلالها بتصدير منتجاتها إلى دول العالم والتي كانت تمثل أحد أهم مصادر الدخل والتي بلغت قبل الحرب حوالي 40 بالمائة من الناتج المحلي العام.
وتختتم الكاتبة مقالها بمناشدة الدول الغربية تقديم دعم عاجل لأوكرانيا لضمان انتصارها في الحرب ضد روسيا، مؤكدة أن عنصر الوقت أصبح في غاية الأهمية في ظل الظروف القاسية التي تمر بها البلاد.