قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي: " لقد طوقنا الأزمة الحالية، لكن المخاوف من تفجّر أزمات جديدة تظل قائمةً ما بقيت جذور التوتر وأسبابه: احتلالٌ غاشم، ومحاولاتٌ إسرائيلية مستمرة لفرض حقائق جديدة على الأرض، تستهدف تغيير هوية المقدسات العربية الإسلامية والمسيحية، وتقويض فرص قيام الدولة الفلسطينية المستقلة".
جاء ذلك في كلمته اليوم الخميس، أمام الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، والذي عقد برئاسة وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، لمناقشة التصعيد الإسرائيلي الخطير بمدينة القُدس.
وأكد الصفدي أن تحقيق الأمن والسلام والاستقرار يتطلب إزالة أسباب حرمان شعوب المنطقة منهم وهي في الأساس رفض إسرائيل إنهاء احتلالها ورفضُها احترام حق الشعب الفلسطيني الشقيق في الدولة والحرية والعيش بكرامة، من دون خوف أو عوز أو قهر ، مشددًا على ضرورة العمل على تحقيق الأمن والاستقرار والحيلولة دون إعادة تفجر الأزمات وضمان أن تبقى القدس مدينة المحبة والسلام إن انتهى الاحتلال، وتحقق السلام، ونُفذت مبادرة السلام العربية.
ولفت وزير الخارجية الأردني، إلى أن الولايات المتحدة بذلت جهودًا مكثفة ومشكورة لحل أزمة الأقصى، مثمنًا التزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، العمل من أجل إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدًا دعم بلاده لجهود إدارته تحقيق السلام، تنفيذًا لخيارنا العربي الاستراتيجي، وتماشيًا مع مبادرة السلام العربية، التي أعادت قمة عمان في مارس الماضي إطلاقها.
وقال الصفدي إن على إسرائيل أن تختار السلام أيضًا، وعليها أن تتوقف عن انتهاكاتها، وأن تدخل في مفاوضات جادة وفاعلة وفورية، تؤدي إلى انتهاء الاحتلال وتحقيق السلام وفق الشروط التي يقرها العالم أجمع سبيلًا وحيدًا لإنهاء الصراع وهو حل الدولتين، منبهًا إلى أنه من دون ذلك، سيتجذر اليأس وسيتمدد التطرف وسيزداد الغضب، وستبقى الأوضاع قابلة للانفجار في أي لحظة.
وأضاف الصفدي أنه على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يدرك أن الغطرسة، والعبثية وخرق القانون وتزوير الحقائق سعيًا وراء الشعبية لن يسهم إلا في زيادة التوتر، وتأزيم الأجواء، مشيرًا إلى أنه بدلًا من التقوقع في مآرب سياسية آنية أنانية مُستهجنة مدانة ورعناء تستهدف رفع الشعبية في استطلاعات الرأي على حساب الحقيقة، وعلى حساب حقوق الآخرين، وبما يقامر بحق الشعوب في العيش بسلام وأمن وحرية، عليه أن يلتزم القانون الدولي، وأن يتبع السياسات التي تحق الحقوق، وتوجد البيئة الكفيلة بالتقدم نحو الأمن والسلام اللذين تستحقهما كل شعوب المنطقة.
وقال الصفدي إن الأزمة تتطوق، لكن أزماتٍ جديدة ستتفجر إن لم يتحقق السلام، وإن لم تنعم القدس بالحرية والاستقلال عاصمة لدولة فلسطين، وأن تقام الصلاة في الأقصى المبارك وليسبح الناس فيه بحمد ربهم كل يوم بحرية ومن دون أية إعاقات"، مؤكدًا على ضرورة أن تعيش كل المنطقة وشعوبها بأمن وسلام واستقرار.