الأحد 26 مايو 2024

في ذكرى وفاته.. التفاصيل الكاملة لحياة شيخ الأزهر السابق «محمد الفحام»

الشيخ محمد الفحام

تحقيقات30-8-2022 | 10:39

إسراء خالد

تحل اليوم ذكرى وفاة شيخ الأزهر الراحل، محمد الفحام، والذي تولى المشيخة بصدور القرار الجمهوري باختيار الشيخ الفحام شيخاً للجامع الأزهر في 17 سبتمبر 1969م وظل في منصبه حتى العام 1973 حيث طلب إعفاءه من منصبه لظروفه الصحية، وتوفي عن عمر يناهز 86 عامًا.

وجاء الفحام شيخًا للأزهر خلفًا للشيخ حسن المأمون في ظل ظروف صعبة، ومعاناة البلاد بعد نكسة 1967، وفي السطور التالية، تنشر بوابة "دار الهلال"، لمحات من حياة شيخ الأزهر الراحل محمد الفحام.

شيخ الأزهر محمد الفحام

  • وُلِدَ محمد الفحام بالإسكندرية في 18 من ربيع الأول سنة 1321هـ، الموافق 18 من سبتمبر سنة 1894م.
  • سلك الفحام في تعلُّمه المسلك الذائع في عصره؛ فحفظ القرآن الكريم، ثم لحق بمعهد الإسكندرية الديني، وقضى به سنوات حصل فيها على شهادته الابتدائية والثانوية، ثم درس بالجامع الأزهر، ونال شهادته العالمية سنة 1922م.
  •  في عام 1936م اختار الأزهر بعثة من خيار المتخرِّجين فيه ليدرسوا في باريس دراسة تمكِّنهم من الحصول على الدكتوراه في الآداب، فكان بينهم محمد الفحام، الذي قضى في باريس هو وأسرته عشر سنوات، صبر فيها على ما لقي من شدائد في ظلمات الحرب العالمية الثانية، حتى حصل على الليسانس من جامعة «السوربون»، وعلى عدة دبلومات.
  • حصل على الدكتوراه في الآداب بدرجة الشرف الممتازة من جامعة باريس سنة 1946م، عن رسالته: «معجم عربي فرنسي لاصطلاحات النحويين والصرفيين العرب»، وكان هذا المعجم مناط تقدير الأساتذة والمستشرقين وثنائهم، حتى إن أحدهم قال له: «لست أظن أن عالمًا زار فرنسا أكثر إلمامًا باللغة العربية منك».
  • عاد الشيخ إلى مصر فوجد شهرته العلمية قد سبقته، فنهض بتدريس الأدب المقارن لطلبة كلية اللغة العربية، وبتدريس النحو بكلية الآداب - جامعة الإسكندرية.

الوظائف التي تولاها الشيخ محمد الفحام

ظل الفحام يتدرج في وظائف التدريس حتى صار عميدًا لكلية اللغة العربية سنة 1959م، إلى أن أحيل إلى التقاعد، وحينئذ لم يركن إلى ما يركن إليه بعض المتقاعدين، بل انكبَّ على البحث والدرس في مكتبته الخاصة نحو عشر سنوات، إلى أن اختير شيخًا للأزهر الشريف بتاريخ 5 من رجب سنة 1389هـ، الموافق 16 من سبتمبر سنة 1969م، ثم انتخبه مجمع اللغة العربية عضوًا به، واحتفل باستقباله في 12 من صفر سنة 1392هـ ، الموافق 27 من مارس سنة 1972م.

محمد الفحام شيخ الأزهر

كان الشيخ الفحام في مدة مشيخته للأزهر الشريف مثالًا للرزانة والحكمة والوقار، وشهد أحداثًا وطنية كان رأيه فيها حكيمًا يرجع على البلاد والعباد بالأمان.

وظل في مشيخة الأزهر إلى مارس سنة 1973م؛ حيث ألحَّ في طلب إعفائه من منصبه لظروفه الصحية؛ فاستجيب له، وخلفه في مشيخة الأزهر الشيخ الإمام عبد الحليم محمود، وعكف هو في بيته بالإسكندرية ملازمًا للمصحف الشريف، مواظبًا على فرائضه وصلواته.

رحلات محمد الفحام في العالم العربي

ارتبط الشيخ الفحام بالعالم العربي والإسلامي ارتباطًا فكريًّا وعمليًّا؛ فقام برحلات متعددة إلى كثير من الأقطار؛ فمثَّل الأزهر في مؤتمر ثقافي في لبنان سنة 1947م، وسافر إلى نيجيريا موفدًا من الأزهر لدراسة أحوال المسلمين بها واقتراح حلول لمشكلاتهم، وقضى هناك خمسة أشهر، ولم يُثْنِه عن السفر ما زعمه له بعض المبشرين المسيحيين الذين زاروا نيجيريا من قبل بأنها مقبرة الرجل الأبيض، بل خرج من داره يتلو قول الله تعالى: «وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيماً»، وكانت رحلته ذات آثار طيبة؛ إذ اختار بعض أبناء نيجيريا ليتعلموا بالأزهر، وتخيَّر طائفة من علماء الأزهر ليدرسوا هناك، ولم تلبث نيجيريا أن حفلت بعدة مدارس وبكثير من المعلمين العرب والقضاة العرب.

وبعد ذلك سافر إلى باكستان ثلاث مرات اتصل فيها بكثير من علمائها، وزار كثيرًا من مدارسها ومعاهدها ومكتباتها، ثم اتجه إلى موريتانيا، وأسهم في إنشاء مكتبة إسلامية كبيرة بها، وشارك في مناقشات إسلامية، منحوه بعدها وثيقة مواطن موريتاني، كذلك سافر إلى إندونيسيا ثلاث مرات ممثلاً للأزهر، وسافر إلى إسبانيا والسودان والجزائر وإيران وليبيا.

مؤلفات الشيخ محمد الفحام

خلَّف الشيخ الفحام – رحمه الله - مؤلفات قيمة، منها:

  • مذكرات في الأدب المقارن، لطلبة كلية اللغة العربية.
  • مذكرات في النحو لطلبة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية.
  • كتاب عن سيبويه وآرائه النحوية.
  • هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • المسلمون واسترداد بيت المقدس.
  • أثر الإسلام في توجيه القادة الإداريين.