الجمعة 31 مايو 2024

في المؤتمر الوطني للشباب .. آية وياسين.. شباب يبني بعيدا عن "الكيبورد"!

31-7-2017 | 13:57

بقلم : سمر الدسوقى

"مصر عادت شمسك الذهب"، هكذا كانت مشاعري ببساطة وأنا أشرف بالمشاركة في حضور المؤتمر الوطني الدوري الرابع للشباب الذي عقد مؤخرا بمحافظة الإسكندرية، فقد عادت مصر لدورها الريادي سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي وكذلك الدولي، بل وعاد إليها شبابها، حيث جاء هذا المؤتمر كواحد من المؤتمرات الدورية التي عقدت في أعقاب المؤتمر الوطني الأول للشباب بمدينة شرم الشيخ، بهدف الالتقاء بنماذج مختلفة من الشباب والتعرف على أفكارهم ومشكلاتهم وطموحاتهم بل وتبادل الروىء معهم، ليثبت وبجدارة نجاح القيادة السياسية في فتــح قنــوات اتصال فعالة بينها وبين الشباب، بفضل الجهد التنظيمي الواعي الذي يعد الجندي الخفي وراء نجاح هذه المؤتمرات بل وتقديمها في كل مرة لبرامج ومبادرات جديدة واعدة ونماذج شبابية واعية  يتم اختيارها بعيدا عن أي وساطة كما لمست هذا من خلال حديثي معهم بنفسي، فقد كانت أفكارهم الخلاقة وقدرتهم على الإبداع والمشاركة الإيجابية في بناء هذا الوطن هي وساطتهم الوحيدة التي أتاحت لهم فرصة المشاركة والحضور بعد أن ظلوا لعقود طويلة بعيدا عن دائرة الضوء، لا أحد يسمعهم أو يعيرهم اهتماما فعليا، ما ساهم في تحجيم واقع ومشاركة أكثر الفئات التي يعول عليها لحمل مسئولية هذا الوطن بصورة جعلت نسبة منهم فيما سبق فريسة سهلة للاستقطاب لكل من تسول له نفسه محاولة هدم ما يبنى فيه، إلى أن تولى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، فاختلفت الرؤية وأصبح الشباب نصب أعينه، وهو ما أثبتته العديد من الجهود الخلاقة التي بذلتها القيادة السياسية في هذا الإطار ليس فقط من خلال المؤتمر الوطني للشباب ولكن من خلال العديد من المشروعات والخطوات المضيئة التي ترجمت فعليا على مدى ثلاث سنوات, ولمسناها على أرض الواقع بدءا من مشاركة الشباب في الانتخابات البرلمانية عام 2015 سواء كمرشحين أو ناخبين بصورة أسفرت عن تمثيلهم بالبرلمان بنسبة 32.6% من إجمالى عدد النواب, وهي نسبة تقترب من الثلث بل وتعد غير مسبوقة في تاريخ البرلمان المصري، ثم إعلان عام 2016 كعام للشباب من خلال إطلاق عدد من المبادرات لدعمهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ورياضيا، كان في مقدمتها "البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة" والذي فتح الباب على مصراعيه للشباب للتقدم دون أي تمييز للحصول على تأهيل نظري وعملي متميز سواء فيما يتعلق بالعلوم الاجتماعية أو الإدارية أو السياسية والقيادية، بصورة جعلتنا  نشاهد ولأول مرة شبابا يطرح حلولا واعدة للعديد من مشكلاتنا الحياتية, بل ويتم تأهيله للحصول على العديد من فرص العمل المتميزة والمناصب القيادية العليا وغيرها، وهناك أيضا ما تم توجيه وزارة الإسكان بشأنه من تنفيذ 145 ألف وحدة سكنية بالإسكان الاجتماعى للشباب بإجمالى 20 مليار جنيه، هذا بالإضافة لتوجيه البنوك والقطاع المصرفى بتخصيص نسبة لا تقل عن 20% من إجمالى القروض خلال السنوات الأربع المقبلة لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للشباب، وكذلك تكليف القائمين على مشروع استصلاح المليون ونصف مليون فدان بتخصيص نسبة ملائمة من الأراضى بالتملك للشباب، وذلك للاستفادة من برنامج التمويل الحكومى المقدم لهم، وغيرها من المبادرات الخلاقة لتطوير مراكز الشباب وقصور الثقافة ورعاية ودعم الموهوبين والمتميزين رياضيا وفنيا وثقافيا، كل هذا جعلنا نرى ظهيرا شعبيا متميزا ومعدا لحمل راية المسئولية نجحت القيادة السياسية في تشيكله ودعمه بل ودفعه أكثر للأمام، وهو ما لمسناه فيما بعد من خلال المؤتمر الوطني الدوري للشباب، والنماذج الشبابية الواعية التي شاركت في حضور دوراته الأربع, فلم يكن هناك وجود للنماذج السلبية القابعة خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر ولوحات "الكيبورد"، والتي لا عمل لها سوى النقد الهدام من أجل تهديد كيان هذا الوطن، كانت هناك النماذج المتحدثة والمحاورة والخلاقة في طرح رؤياها بلا خوف أمام رئيس أب يسمع ويحاور ويوجه ويحتوي بكل أبوة، كان منهم ياسين الزغبى، الذي لم تمنعه الإعاقة من الحياة، ولم تضطره للبقاء قابعا في منزله ينتقد ويشجب، بل كان أكثر قدرة على التفاؤل والعمل من أجل المستقبل من الكثيرين،  وكما يقول لـ"حواء": تعرضت لحادث فى صغري بعد أن صدمنى قارب أثناء السباحة، بعدها اكتشفت أننى فقدت ساقى اليسرى، وبعد عدة أشهر استعنت بساق صناعية وتمكنت من التدريب على موازنة الخطوات حتى دخلت فى تحدى ركوب الدراجات الأول، كما شاركت فريق مدرستي في السفر بالدراجات من القاهرة إلى الغردقة في ثلاثة أيام فقط، أما عن المؤتمر فقد تجولت بدراجتي لسماع وجمع طلبات وشكاوى أهالي وشباب غرب الدلتا لتقديمها لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ولن أنسى ما حييت كيف استقبلني سيادته بكل ترحاب خلال المؤتمر مؤكدا على رغبته الحقيقية في الاستماع إلينا ومعرفة مطالبنا وهو ما جعلني أشعر أن مصر تتغير.

بنفس العزيمة وعلى سبيل المثال وليس الحصر جاء تكريم سيادة الرئيس للطالبة آية طه مسعود، أولى الثانوية العامة لمدارس الدمج والحاصلة على المركز السابع مكرر على مستوى الجمهورية، والتي احتفت بها مجلة "حواء" على صفحات العدد الصادر بتاريخ 22 يوليو، حيث أشارت إلى أن حلمها الوحيد هو مقابلة سيادة الرئيس، وبالفعل استجاب لها سيادته برد فعل أبوى وتم دعوتها وتكريمها خلال المؤتمر، وكما تقول: لم أكن أصدق نفسي بأنني سأحظى بمقابلة سيادة الرئيس وأحقق أمنية حياتي، ولن أنسى ما حييت دعمه لي بل وكلمته إلي "ادعيلي"، فلم أكن أتوقع كل هذا الكرم من ربنا.

نماذج شبابية واعدة التقيتها وغيرها خلال المؤتمر لتثبت أن مصر تستطيع العبور بل ومواجهة أي مؤامرة داخلية أو خارجية تحاك ضددها، من هنا جاءت أبرز المبادرات التي تبناها هؤلاء الشباب خلال دورة انعقاده الماضية ألا وهي دعوة شبابه من المشاركين لشباب العالم لزيارة مصر وتبادل الرؤى والأفكار حول العديد من المشكلات والقضايا الإقليمية والدولية العالقة، وهو ما يعد في نظري أكبر دعاية سياحية لمصر وتأكيدا على دورها الريادي في المنطقة بل وتقويض لفكرة نجاح شبح الإرهاب في التواجد  بروبعها، من هنا كان قرار سيادة الرئيس خلال هذه الدورة بدعم الدولة الكامل لمنتدى "حوار شباب العالم"، الذى دعا إليه هؤلاء الشباب، ودعوة ملوك وأمراء ورؤساء وزعماء الدول الشقيقة والصديقة لحضوره، لمشاركة شبابنا حلمهم فى صياغة رسالة سلام ومحبة عالمية، وهي خطوة  تضاف لطريق العبور بهذا الوطن من محاولات الهدم والتحويل لنموذج الدولة الفاشلة الذي كان يرسمه البعض لها، كما جاءت مبادرة "اسأل الرئيس"، والتي فتحت ذراعيها تحت مظلة المؤتمر للمرة الثانية لإتاحة الفرصة أمام كافة المواطنين للتواصل المباشر مع الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال طرح استفساراتهم وأسئلتهم  بل والتعبير عن آرائهم في كافة الموضوعات دون أدنى تحيز أو اختيار لبعض التساؤلات دون غيرها، ليجلس سيادة الرئيس ويقوم مباشرة وأمام الرأي العام بالإجابة عليها في بادرة غير مسبوقة، بل وتحسب إيجابيا أولا للقيادة السياسية ورغبتها الحقيقية في تقديم مصلحة هذا الوطن على أي مصالح أخرى، وثانيا للقائمين على إدارتها تنظيميا ممن نجحوا خلال فترة زمنية بسيطة في تحليل وتصنيف هذه التساؤلات بشكل علمي مقنن، وهو ما يجعلنا نتطلع مع هذا الانفراد والتميز إلى استمرارها بشكل دائم ومستمر، فلاشك أننا بحاجة فعلية لمثل هذه المبادرات الناجحة لتحقيق التواصل المستمر بين الرئيس والمواطنين بحيث تكون حائط الصد أمام العديد من المحاولات المغرضة التي يقوم بها البعض لزعزعة أركان هذه العلاقة، على أن يعقد لها جلسة للمناقشة والحوار بشكل دوري ولتكن شهريا يتم بثها من خلال قنوات الإعلام المختلفة، وأخيرا وليس آخرا فنحن بحاجة مستمرة أيضا لتبادل الرؤى حول ملف الإصلاح الاقتصادى, حتى ندرك جميعا أننا وفي مقدمتنا المرأة المصرية وزير اقتصاد أسرتها بحاجة للمشاركة ولعب دور فعلي في الاستراتيجية والرؤية المتطورة لإصلاح الاقتصاد، والتي تمكنت الدولة بمؤسساتها وخبرائها من وضعها كل منا وفقا لدوره ومشاركته في الحياة بما يساعدنا على العبور بهذا الوطن لبر الأمان.