إن متغيرات ذلك العصر، ومستجداته التى تم استحداثها بهدف إغراقنا فى بحورها باسم عولمة بغيضة، كهؤلاء الذين صنعوها، وقدموها إلينا على أنها أعظم هداياهم لنا أصبحت تزعجنا، وتؤرقنا جميعًا.
فى الماضى كان التغيير يسير بخطوات بطيئة، وهذا كان يمكننا بالطبع من التقاط أنفاسنا، ويمنحنا فرصة كاملة للتفكير فيما يعرض علينا، حقًا لقد كنا ننعم فى الماضى بالكثير من الهدوء، والسلام.
والآن كما ترون صخب كبير، وفوضى باتت تصاحبنا، وترهقنا، هناك العديد من التطبيقات التى تنهمر علينا تباعًا، لتقوض بسرعتها حركتنا ثم تدفع بنا للدوران فى مدارها بشكل شبه إجباري.
إن كان فى حصولنا على الحرية المطلقة ضمان لسعادتنا ماكانت هناك ضوابط، ومحاذير شرعها الله فى جميع الديانات ليحمى بها هؤلاء المؤمنين بها!
ليس كل جديد سيء، وليس كل حديث جيد. نجاحنا فى الحفاظ على قيمنا، وعاداتنا مرهون بقدرتنا على مواجهة طوفان المتاح بحساب النفس، بحسن الاختيار، والانتقاء.
حان الوقت لكى نفيق من غفلتنا، آن الأوان أن نتوقف قليلًا لنفكر فيما يحاط بنا ويحاك لنا، علينا ألا ننخدع ببريق عصاهم المسحورة، علينا ألا نمنحهم الفرصة تلو الأخرى لكى ينجحوا فى مهمة الإيقاع بنا.