السبت 4 مايو 2024

فى الجمهورية الجديدة.. الشرطة «شكل تانى»

مقالات17-9-2022 | 22:29

رؤية الرئيس السيسى التى تحمل الطابع الإنسانى والوطنى فى بناء مصر الحديثة، ووصولاً إلى الجمهورية الجديدة.. جعلت كل شيء مختلفاً.. تغير إلى الأفضل فى جميع المجالات والقطاعات..هناك رؤية وفكر جديد يحكم الدولة المصرية، ومؤسساتها فى تعاملها وتعايشها مع الإنسان المصري.. لذلك فنحن أمام شرطة جديدة تليق بالجمهورية الجديدة فكراً وعملاً ونجاحاً.. ترتكز على المساهمة فى بناء الإنسان واحترامه والقيام بأدوار ومهام جديدة إضافية ذات صبغة إنسانية تعمل على توفير الحماية الاستباقية لنعمة الأمن والاستقرار والرضا الشعبي.. ليصبح رجل الشرطة أكثر التصاقاً وتلاحماً مع المواطن والمجتمع، فى كل المجالات، تنفيذاً لرؤية وتوجيهات الرئيس السيسي.. فنحن يقيناً أمام شرطة مصرية تؤدى عملها باحترافية وكفاءة عالية.. وبطابع إنسانى وبحس وطنى فريد.

انعكست رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لبناء الدولة الحديثة على كل المجالات والقطاعات.. تغيرت إلى الأفضل، تغلفها الروح والبعد الإنساني، يتواجد فى مضمونها وأهدافها الإنسان المصري، فكل البناء والتنمية التى تجرى على أرض مصر وما يتحقق من إنجازات يستهدف تغيير حياة المواطن، وتوفير الحياة الكريمة، والحفاظ على كرامته فهو الأصل والركيزة التى علت لتحتل قمة الأولويات فى عهد الرئيس السيسي.

لا أجامل إذا قلت إن كل شيء فى مصر تغير إلى الأفضل بكثير، فكان الهدف منذ البداية هو تخفيف المعاناة عن المواطن فى جميع مناحى الحياة، هناك فكر ورؤى جديدة أبرزها الإنسانية، والنزاهة والشفافية والاستباقية والكرامة.

حالة الرقى والاحترام للمواطن المصرى جاءت من صلب الرؤى والتوجيهات الرئاسية التى تعلى دائماً من قدر وشأن الإنسان المصرى والعمل على توفير أسباب الحياة الكريمة له، من هنا فإن مؤسسات الدولة جميعاً تعمل وتتعامل وتتعاطى مع المواطن طبقاً لهذه الرؤى والتوجهات، فالرئيس السيسى يتمتع بطاقة فياضة وغير محدودة من الإنسانية وجبر الخواطر، حيث يهتم ببناء البشر قبل الحجر، ولعل كل ما تم تنفيذه فى مصر على مدار 8 سنوات لا يستهدف بناء الوطن فحسب، ولكن بناء الإنسان فى المقام الأول وكل هذه النجاحات والإنجازات جاءت لأجله فهو أساس وعنوان الوطن، وحجر الزاوية فى تقدمه.

خلال الأيام الماضية تلقيت دعوة كريمة من وزارة الداخلية لحضور احتفالية تكريم أبنائنا من أطفال وشباب المناطق الحضارية بعد أن كانوا يسكنون المناطق غير الآمنة والخطرة.. هؤلاء الأبناء الذين احتضنتهم وزارة الداخلية فى معسكرات للكشافة يتعلمون فيها ويتدربون على ترسيخ التسامح والتعايش واحترام الآخر والولاء والانتماء، وممارسة الرياضة والفنون والغناء، بدأت بمعسكر من كل منطقة حضارية مثل الأسمرات وبشاير الخير وغيرهما من المناطق التى يفخر بها الإنسان المصرى ثم المعسكر النهائى الذى جمع ممثلين من كافة هذه المناطق لقضاء أيام فى أكاديمية الشرطة.
الحقيقة أنه لفت انتباهى الإنسانية غير المحدودة التى يتعامل بها ضباط الشرطة مع هؤلاء الأبناء، والاحتضان الإنسانى المتدفق، بمشاعر ووطنية وإنسانية فياضة، لدرجة أن هناك تواصلاً إنسانياً بينهم وبين الضباط، وأحاديث تشير إلى علاقة حب واحترام وتقدير.

الاحتفالية جمعت نجوم الإعلام والفن والرياضة والجميل فى الأمر، هذه الأغانى الوطنية العظيمة والإبداعية التى حركت المشاعر والوجدان وانتهت بمفاجأة جميلة وهى تقديم أغنية وطنية أداها هؤلاء الأبناء من المناطق الحضارية.

الاحتفالية انتهت لكن رسائلها مازالت محفورة فى ذهني، وتساؤلات كثيرة ونبيلة تطاردني، هل هذا من أدوار ومهام رجال الشرطة؟ وما هى فلسفة وأهداف هذه الرؤية وهذا الدور.. وهل مجرد أن أهالينا الذين كانوا يسكنون فى المناطق الخطرة وغير الآمنة انتقلوا إلى المناطق الحضارية الجديدة.. قد انتهت رسالة الدولة ومسئوليتها عنهم؟

الحقيقة أننا أمام أدوار ورسائل جديدة مهمة للغاية تجسد فكراً جديداً، ورؤى خلاقة على طريق بناء الإنسان، فالدولة لم تكتف بتوفير السكن الكريم فى مناطق حضارية بعد أن كانوا يقيمون فى المناطق العشوائية غير الآمنة.. ولكنها تواصل معهم الطريق، وتقدم لهم الدعم بمختلف ألوانه سواء الحماية الاجتماعية، أو الخدمات والرعاية الصحية والتعليمية، والأهم هو الدعم الإنسانى وتقديمهم للمجتمع بصورة أفضل تتواكب مع الفكر الجديد.

الحقيقة ربما يسأل أحد وما علاقة الداخلية بهذا الأمر من احتضان ورعاية وتأهيل وتدريب وإقامة معسكرات للكشافة تتضمن كل محاور الأنشطة الإنسانية من رياضة وفنون وبناء للوعى المتعدد، وترسيخ مبادئ إنسانية نبيلة فى كيفية التواصل والحوار والتعايش واحترام الآخر، وقبول الاختلاف، وتعدد الآراء ووجهات النظر والولاء والانتماء، فى اعتقادى أن دور الشرطة المصرية أو أدوارها الجديدة خرجت من حيز التقليدية على مدار العقود الماضية التى اقتصرت على تنفيذ القانون والتصدى للجريمة، وإلقاء القبض على المتجاوزين والمخالفين للقانون، فالأدوار والمهام الجديدة أو المضافة تمثل فكراً ورؤى خلاقة من الدرجة الأولى جل أهدافها هو الإنسانية فالدور أصبح استباقياً، هو المساهمة فى إعداد المواطن الصالح الذى لا يتورط فى مخالفة القانون، ولا تدفعه ظروفه وأحواله الاجتماعية إلى ذلك، أو وعيه القاصر على الإقدام على ذلك.

الشرطة تبنى فكراً جديداً استباقياً انطلق من التوجهات والرؤى الرئاسية، فمن المهم أن نحقق الأمن والاستقرار والرضا الشعبي.. لكن الحفاظ على الأمن والاستقرار والرضا والصورة.. أن تهدم وتزيل من البداية أسباب عدم الأمن والاستقرار.. أن تساهم فى خلق وتقديم المواطن الصالح باحاطته بالرعاية والوعي.

تعددت أدوار الشرطة المصرية فى عهد الرئيس السيسي، فلم تعد تقتصر على تنفيذ القانون ومنع الجريمة، والقضاء على المخدرات، وحماية منشآت الدولة وتنظيم الخدمات والمرور وغيرها من الخدمات المعتادة ولكنها تؤدى أدواراً ومهام جديدة إنسانية ووطنية فى جمهورية جديدة جل أهدافها هو الإنسان.. فالداخلية التى تعكف وتتفانى فى تقديم خدمات عديدة للمواطن المصرى سواء فى توفير السلع الأساسية والاحتياجات الرئيسية للمواطن المصرى بجودة عالية وأسعار أقل لضبط الأسواق وإحداث التوازن ومنع الجشع والاحتكار وتخفيف المعاناة عن المواطن، وتقديم الدعم أيضا والمساعدات للفئات الأكثر احتياجاً ثم معارض المدارس لتوفير احتياجات التلاميذ والطلاب الدراسية بأعلى جودة وأقل سعر، ثم إهدائها شنط المدارس لتلاميذ الفئات الأكثر احتياجاً كل ذلك جاء تجسيداً لرؤى وتوجيهات الرئيس السيسي، والشرطة المصرية هى مؤسسة وطنية من مؤسسات الدولة.. منوطة بجزء مهم من الأمن القومى المصري، فالأمن والاستقرار والرضا الشعبي، ورعاية ودعم وتدريب وتأهيل بعض الفئات الأكثر احتياجاً، وتقديم المواطن الصالح للمجتمع وتوفير احتياجات المواطنين بما يناسب ظروفهم وأحوالهم المعيشية كل ذلك من شأنه أن يؤدى إلى حماية الأمن والاستقرار الداخلى الذى يشكل عصب البناء والتنمية والتقدم والحفاظ على الأمن القومي، فلا بناء ولا تنمية ولا استثمار بدون أمن واستقرار.

الأدوار الوطنية والإنسانية التى تؤديها الشرطة المصرية إضافة إلى أدوارها ومهامها التقليدية فى حفظ الأمن تعبر عن روح الجمهورية الجديدة، وتعكس الرؤية الرئاسية التى صاغت ملامح هذه الجمهورية فالهدف الأساسى الذى تبذل الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية من أجله الجهود هو المواطن أو الشعب المصرى وهو دور يتفانى فى أدائه رجال الشرطة الأوفياء بإنسانية وجدارة نابعة من ضمير وطنى حي.

نحن أمام شرطة جديدة فى جمهورية جديدة تجسد رؤى وتوجهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، التى انحازت للإنسان المصري، وجعلت من الإنسانية وجبر الخواطر وإرساء الصلاح عقيدة مصرية تؤسس لبناء الإنسان ودعمه صحياً وتعليمياً ونفسياً وفكرياً وثقافياً، ووعياً.

الحقيقة أن رسالة معسكرات الكشافة التى تنظمها وزارة الداخلية لأبنائنا فى المناطق الحضارية لمساعدتهم ودعمهم وإيجاد النظرة المختلفة للحياة لديهم، وصياغة مفردات جديدة لديهم تؤهلهم لدور عميق وصالح فى المجتمع، فجرت العديد من القضايا والرؤى والأطروحات، فالدولة لم تكتف ببناء الحجر وتمضى إلى حال سبيلها بعد نقل المواطنين من المناطق العشوائية والخطرة إلى المناطق الحضارية فى سكن كريم وبيئة مثالية لكنها عكفت على التعامل مع تداعيات، وعلاج سلوكيات هذه المناطق التى كانت تفتقر لأى نوع من الخدمات والأنشطة الإنسانية، وهو ما يعنى أننا أمام رؤى جديدة، ورسالة مهمة أن الدولة المصرية جل أهدافها هو بناء الإنسان المصري.

لكن وبما أننا على مشارف العام الدراسى الجديد نستطيع أن نستغل هذا العام فى إيجاد تقارب وتلاحم أكثر بين أبنائنا التلاميذ والطلاب فى المدارس والجامعات وبين رجال الجيش المصرى العظيم والشرطة الوطنية من خلال الآتي:

أولاً: إجراء زيارات متبادلة بين طلاب الكليات والمعاهد العسكرية وأكاديمية الشرطة وطلاب الجامعات المصرية، وتنظيم فعاليات رياضية وثقافية، وإجراء حوار متبادل.

ثانياً: عقد ندوات تثقيفية للوزراء وكبار المفكرين والخبراء بحضور طلبة الكليات العسكرية والشرطة وطلاب الجامعات المصرية، وتعقد فى الجامعات المصرية أو مقار الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة.

ثالثاً: تنظيم يوم رياضى شهرياً على الأقل فى جهاز الرياضة العسكرى أو ملاعب أكاديمية الشرطة أو ملاعب الجامعات المصرية يشارك فيه طلاب الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة مع طلاب الجامعات المصرية.

رابعاً: تنظيم زيارات لضباط القوات المسلحة والشرطة المصرية، وطلاب الكليات والمعاهد العسكرية للمدارس المصرية، يقدمون فيها الهدايا للتلاميذ، وقضاء أوقات من الود والمحبة تزيد التقارب والانتماء والولاء وترفع درجات الطموح خاصة أن المؤسستين العسكرية والشرطية حلم لكل تلميذ وطالب مصري.

خامساً: تنظيم رحلات لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات إلى الكليات العسكرية والشرطية والوحدات العسكرية والمنشآت الشرطية تزيد من الانتماء والولاء، وتبنى الوعى الحقيقى بتعريف أبنائنا بالدور المحورى لرجال الجيش والشرطة.

سادساً: تنظيم يوم رياضى فى المناطق الحضارية الجديدة وعلى ملاعبها ومنشآتها الرياضية فى الأسمرات وبشاير الخير على سبيل المثال لضباط الجيش والشرطة، وطلاب الكليات والمعاهد العسكرية والشرطية، ونجوم الرياضة والفن والإعلام مع شباب المناطق الحضارية، فذلك يمثل تأثيراً مهماً فى نفوس هؤلاء يعكس اهتمام الدولة بهم بعد عقود من الحرمان والتهميش وجدوا أنفسهم فى عقل وقلب وبؤرة اهتمام الدولة المصرية.

سابعاً: زيارات ميدانية تجمع طلاب الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة وطلاب الجامعات المصرية لمواقع المشروعات العملاقة، والقلاع المصرية التى تمثل شرايين الخير للوطن، وما أكثرها خلال الـ 8 سنوات، فى كافة ربوع البلاد.. الهدف من ذلك تقوية الروابط بين أبناء هذا الوطن، فخريجو الجامعات سوف ينضمون للعمل بمؤسسات الدولة، وطلاب الكليات والمعاهد العسكرية وطلبة الشرطة أبناء مؤسستين هما عمودا هذا الوطن، نريد أن نخلق روحاً خلاقة لذلك لابد أن تكون لدينا برامج ورؤى وزيارات متبادلة لتحقيق هذه الأهداف، نريد أن نزرع فى أبنائنا ترسيخ حب الجيش والشرطة وأنهما جزء مهم من هذا الوطن، وغرس روح الولاء والانتماء.

من هنا أرى أن دور الشرطة المصرية لم يعد تقليديًا كما كان فى العقود الماضية ولكنه شهد مهام جديدة إضافية ترتبط بالمواطن نفسه، وتستبقه، وتوفر الوقاية، وتعجل بحماية ما نحن فيه من أمن وأمان واستقرار من خلال تحقيق الرضا الشعبي، وبناء الوعى الحقيقى والمساهمة فى إعداد وتأهيل الإنسان المصري.

الشرطة المصرية بالمفهوم والرؤية الجديدة لا تنتظر البلاء بعد وقوعه، بل تستبق وتوفر الوقاية والتعامل، لتحفظ وتصون وتحصن جذور الأمن والأمان، تساهم فى تهيئة أنسب الظروف لتقدم للمجتمع مواطناً صالحاً يحترم القانون ويدين بالولاء والانتماء لهذا الوطن الذى يبذل قصارى جهوده لتوفير الحياة الكريمة له طبقاً وانطلاقاً من الرؤية الرئاسية التى ترفع شعار الحياة الكريمة لكل المصريين حتى داخل المؤسسات العقابية، فقد تبنى الرئيس السيسى رؤية إنشاء مراكز التأهيل والاصلاح ليحظى الإنسان داخل المؤسسات العقابية بالحياة الكريمة وأفضل برامج الإصلاح والتقويم، ودعمه ومساندته فى الكسب والرزق الحلال، وتعليمه وتثقيفه وبناء وعيه وإكسابه مهنة وحرفة وتوفير سبل الرعاية الصحية له، بل ودعم ومساندة أسرته خارج مراكز التأهيل والإصلاح.

الحقيقة أن منظومة العمل الشرطى فى عهد الرئيس السيسى ترتكز على الإنسانية الشديدة، وحقوق الإنسان وبناء وعيه وتوفير الدعم والمساندة فى إطار إستراتيجية رئاسية تهدف فى الأساس لأن يحظى المواطن المصرى بأعلى درجات الاهتمام والرعاية وسبل الحياة الكريمة، وتحسين ظروفه المعيشية.

نحن أمام شرطة جديدة، فى جمهورية جديدة يقودها الرئيس السيسي، تتعامل مع المواطن المصرى برقى واحترام وإنسانية، وتوفر حتى لمن سقط فى تجاوز ومخالفة القانون أفضل سبل الرعاية وحقوق الإنسان، وتساهم كمؤسسة وطنية عريقة فى دعم الفئات الأكثر احتياجاً، وتلبية احتياجات المواطن المصري، وحمايته ضد الجشع والاحتكار وكذلك تجلت إنسانية رجال الشرطة فى المساهمة الذاتية والإنسانية التى جاءت من ضمير وطنى ووازع أخلاقى وإنسانى فى مساعدة الفئات الأكثر احتياجاً داخل المؤسسات العقابية مثل الغارمين والغارمات أو المواقف الإنسانية الكثيرة التى يقدمها رجال الشرطة للمواطن المصرى الذى يحتاج للمساعدة والدعم خاصة المرضى وكبار السن والفئات من ذوى الهمم.

تحية للرئيس عبدالفتاح السيسى الذى بنى وأسس دولة وجمهورية الإنسانية التى يحظى فيها المواطن المصرى بأعلى درجات الاهتمام والرعاية، والحياة الكريمة، (مصر ــ السيسي) لا تنسى أبناءها من كل الفئات حتى من هم داخل المؤسسات العقابية، فجمهورية الإنسانية، تسع الجميع وعلى رأس أولويات قيادة وطنية شريفة إنسانية مخلصة وغير مسبوقة فيما حققته لهذا الوطن والإنسان المصري.

Dr.Randa
Dr.Radwa