كان موسم القمح هذا العام مميزا لدى الكثير من المزارعين فقد شهد توسعات في المساحات المنزرعة بالمحصول بجانب زيادة في أسعار الأردب لتصل و885 جنيها، بعد إعلان السعر الاسترشادي قبل بداية الموسم ومع توجيهات الرئيس السيسي بحوافز إضافية لتوريد المحصول للدولة.

وحقق كثير من المزارعين أعلى إنتاجية من الفدان الواحد، وصلت 30 أردبًا، بفضل العديد من العوامل من بينها الأصناف الجديدة التي طرحتها وزارة الزراعة من القمح، وكذلك نظم الزراعة الجديدة والحقول الإرشادية والدعم الفني، وغيرها من العوامل التي ساهمت في زيادة الإنتاجية وتحقيق المزارعين ربحية أعلى من كل عام.

وكشف عدد منهم، فى تصريحات لـ"دار الهلال"، أبرز العوامل التي ساهمت في نجاح الموسم، وذلك خلال احتفالية تكريم الأكثر إنتاجا، والتى نظمتها وزارة الزراعة اليوم الثلاثاء، في محافظة الجيزة.

الأصناف الجديدة

أحمد محمد أحمد، مزارع من طنطا بالغربية، واحد من المزارعين الذين كرمهم وزير الزراعة السيد القصير بسبب تحقيقهم أعلى إنتاجية في القمح، حيث نجح المزارع هذا العام في تحقيق إنتاجية عالية من محصول القمح بلغت 26.45 أردب للفدان، في أعلى إنتاجية يحققها من هذا المحصول الاستراتيجي، والسبب وفقا لما أوضحه يعود أولا لاستخدامه لصنف جديد طرح للمرة الأولى هذا العام هو "مصر3" بجانب استمرار الإرشاد الزراعي في العمل معه منذ بدء تجهيز الأرض.

وأوضح في حديثه لبوابة "دار الهلال"، أن الإرشاد ساعده في تجهيز الأرض بالليزر لتمهيدها وإصلاحها وكذلك الزراعة على مصاطب "خطوط" 120 سم، وذلك لتوفير المياه وتحقيق التهوية للقمح بين الشتلات، وتقليل كمية التقاوي بوضع 45 كجم للفدان، والالتزام بالتعليمات بشأن استخدام السماد واليوريا.

"تساعد الزراعة على مصاطب في تقليل زمن نمو المحصول وتوفر ثلث المياه"، وفقا لما أكده مزارع القمح، مضيفا: "الحمد لله كانت الإنتاجية جيدة، فهذا الصنف الجديد حقق إنتاجية كبيرة، فكانت الأصناف السابقة تحقق إنتاجية من 18 لـ20 أردبًا، لكن هذا الصنف حقق إنتاجية 26 أردبًا وكان ذلك أفضل في تحقيق أرباح وإنتاجية أعلى".

ولفت إلى أن السعر الاسترشادي الموسم المقبل 1000 جنيه مع وعد من وزير الزراعة بزيادة الأسعار أو تعديلها في حالة تغير السعر العالمي، موضحا أن تغير السعر العالمي يؤدي لارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب غلاء أسعار مستلزمات الإنتاج، لكن مع إعلان السعر قبل الموسم فإن ذلك سيؤدي إلى تشجيع المزارعين على زراعة القمح وبالتالي زيادة المساحات من المحصول في الأعوام المقبلة.

الزراعة على مصاطب

فيما أكد أحمد صبحي مزارع من ملوي بالمنيا، والذي حقق أيضا أعلى إنتاجية هذا العام بواقع 30.97 أردب أنه التزام بتعليمات الإرشاد الزراعي ووزارة الزراعة ومجهودهم مع المزارعين، مضيفا أن تلك التوصيات كانت تتمثل في الالتزام بزراعة القمح على مصاطب وطرق الري الحديث التي تساعد على توفير المياه وفي الوقت نفسه تحقق أعلى إنتاجية في القمح.

وأشار لبوابة "دار الهلال"، إلى أنه كان يزرع صنف "جيزة 171" وكان يحقق إنتاجيات عالية تصل إلى 27 و28 أردبًا للفدان مع الزراعة على مصاطب، مؤكدا أنه يزرع على المصاطب منذ نحو 10 سنوات وكان والده أيضا يزرع بهذه الطريقة، وأن هذه النظم في الزراعة موجودة لكن البعض لا يحبذها لأنه لا يعرف فوائدها.

وأكد أن نشر تلك النظم والتوعية بين المزارعين وتسليط الضوء على تجارب النجاح سيشجع المزارعين على اتباع هذه الأساليب الحديثة في الزراعة، مضيفا أنه يعمل على تقديم المعلومات للمزارعين بشأن كيفية الزراعة ومواجهة الآفات وكل المعلومات التي استفاد منها من المرشدين الزراعيين.

وأضاف أنه أيضًا زرع الفول البلدي وفول الصويا والذرة الشامية وكذلك القصب على المصاطب، لأنها تحقق أعلى إنتاجية في كل المحاصيل لأنها تعطي تهوية للمحصول، مشيرا إلى أنه زرع هذا العام تقاوى "بني سويف 5" من أصناف القمح وهي تقاوى أساس، وهي بالنسبة للمزارعين تزرع أولا كـ"بذرة مربي" ثم نقلها في أماكن أخرى وعند نجاحها وتحقيق أعلى إنتاجية تعمم في العام التالي في كل المحافظات.

وتابع: نأمل في التوسع في الرقعة الزراعية واستصلاح أراضي جديدة وتوفير أراضي للشباب للزراعة وخاصة أن هناك مناطق عديدة صالحة للاستزراع.

دعم الإرشاد الزراعي

أما عبد ربه فتحي، مزارع من الوادي الجديد، فقد حقق إنتاجية هذا العام من محصول القمح بلغت 25 أردبًا للفدان، وهي المرة الأولى التي يحقق فيها هذا الحجم من الإنتاجية، مضيفا أن الاختلاف هذا العام هو زراعة تقاوي محسنة بجانب استمرار الإرشاد الزراعي والجمعية الزراعية في تقديم المعلومات والتوصيات اللازمة طوال فترة الزراعة ومواجهة الآفات.

ووجه الشكر لمهندسي الزراعة والمرشدين الزراعيين الذين قدموا له كل الدعم، مؤكدا في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن زرع صنف "جيزة 110" وكانت هذه المرة الأولى التي يزرعها، وحقق أعلى إنتاجية وهو ما شجعه للاستكمال في استخدام هذا الصنف المواسم المقبلة.

وأكد أن المحصول يجود طالما تلقى الاهتمام والرعاية الكافية من الأسمدة والمغذيات والري المنتظم حتى يعطي إنتاجية أعلى، مضيفا أن محافظة الوادي الجديد الأرض بها جافة ولا يمكن تطبيق نظم الري الحديث بها.