قالت الدكتورة ليلي باكر، المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، إن ارتباط القرارات الشخصية للسكان من ارتباطات وسياسات و احتياجات الدولة، وفيما يتعلق بسبل وخيارات تنظيم الأسرة بشكل شامل هو أمر غاية فى الأهمية وهو فى الوقت نفسه غاية فى الصعوبة، خاصة فى ظل قرارات شخصية متغيرة ومتنوعة على سبيل المثال عند تكوين عائلة وتحديد عدد أفرادها الأنسب.
وأضافت: الأفضل بالنسبة لي ممكن أن أفكر بالقيم الاجتماعية مثل "العزوة" خاصة فى المجتمعات القبلية أو فيما يتعلق بتفضيل إنجاب الذكور على الإناث وهو الأمر الذى يختلف من شخص لآخر ومن أسرة لآخري ومن مجتمع لآخر.
وأضافت الدكتورة ليلي باكر، فى تصريحات خاصة لـ"دار الهلال" على هامش مشاركتها فى الحلقة النقاشية عن التوعية بخيارات وسبل تنظيم الأسرة وكيفية مواجهة التحديات والتي تأتي ضمن تدشين مبادرة "من أجلها": أن التوفيق بين القرار الشخصي وقرار الدولة فيما يتعلق بخيارات وسبب تنظيم الأسرة هو أمر غاية فى الأهمية، فالدولة قد ترى أن هناك عددا معينا لأفراد الأسرة يكون كافي لمساعدتها فى النهوض الاقتصادي ودفع عجلة الإنتاج دون عوائق أو عراقيل.
وتابعت المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للإسكان، أن على الدولة فى تطبيقها لسياسيات معينة فيما يتعلق بتنظيم الأسرة يجب أن توفر الفرص للجميع على قدم المساواة دون تفضيل أوتمييزحسب الإمكانيات سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، كما أن توفير هذه الفرص المتكافئة يجب أن يتم بالتواصل الاجتماعي مع المواطنين من خلال حوار مفتوح للوصول لأفضل النتائج للجميع.
وواصلت "باكر":نحاول فى صندوق الأمم المتحدة للسكان ،أن ندرس من ناحية علمية القرارت المرتبطة مع الثقافة العربية وهى ثقافة غنية ومتسعة ومتشعبة، فهناك قرارات داخل المجتمعات العربية ومنها تنظيم الأسرة مرتبط بثقافة "الشائع" وأخري مرتبط بما يتم تداوله فى وسائل الإعلام خاصة الافلام والمسلسلات التليفزيونية، ونحاول بقدر الإمكان وضع المعلومات الصحيحة فى مسارها ومحاولة إيصالها من خلال المدرسة أو وسائل الإعلام، لتأتي بأفضل النتائج سواء للأسرة أو الدولة.
وأؤكد على أهمية قياس رد الفعل أو ما يسمي بالتغذية العكسية على المجتمع للقرارات والسياسات التى تتخذها الحكومات وخاصة فيما يتعلق بموضوع اليوم وهو سبل وخيارات تنظيم الأسرة، وإذا حدث هذا الأمر فأنه سيمكننا من معرفة أوجه القصور لتحسين الخدمات المقدمة ولغرس مزيد من الوعي لدي أفراد المجتمع ليقوموا بدورهم فى توعية الآخرين من حولهم.
وأشادت المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان بالجهود والمبادرات الحكومية فيما يتعلق بصحة المرأة،قائلة: أحيي الجهود العظيمة من مصر والاهتمام بالصحة بشكل عام وصحة المرأة بشكل خاص.
واختتمت باكر تصريحاتها: أتمني أن تخصص الدولة المصرية ميزانية سنوية ضخمة لخدمات صحة المرأة وخاصة الصحة الإنجابية فى كافة إرجاء القطر المصري على حد سواء.