كثيرا ما تواجه الأم انتقادات من المحيطين بها فيما يخص طريقة تربيتها لأبنائها، وفي أحيان كثيرة تكون هذه التدخلات من الأقارب، وتكون الأم في حيرة بين كيفية التعامل، كيف تضع حدا لهذه التدخلات وفي نفس الوقت تحافظ على علاقتها بهم؟ وكذلك الطريقة الصحيحة للحكم على الانتقاد الإيجابي من غيره.
في هذا الصدد، قالت الدكتورة رحاب العوضي أستاذة علم النفس السوكي، إن أصعب ما يواجه الآباء هو رحلة تربية الأبناء، وخاصة أنهم فى محاولة دائمة لإثبات مدى نجاحهم فى تربيتهم، وما يصدمهم أنهم يواجهوا تعليقات من الغير، بعضها يكون إيجابيا بهدف الحب والرغبة فى تعديل السلوك للأحسن والآخر سلبيا ومجرد انتقاد من أجل الانتقاد وما يترتب عليه من مشكلات بين الأهل وذلك عندما تأتي التعليقات من الحماة أو أخت الزوج أو الزوجة على الحفيد، ولا بد من الأهل التعامل مع المنتقد بحزم حتى لا يؤثر هذا على شخصية الطفل ويصبح ضعيف الشخصية ومباح للغير فى الانتقاد وضعف الثقة بالنفس والمقارنة بالغير.
وأضافت أستاذة علم النفس السلوكي أن التربية السلوكية بشكل عام لها خطوط حمراء وتتميز بأمور تربوية واضحة، وفى حالة تعدي الطفل لها يكون هذا نتاج واضح لفشل الأب والأم في التربية وتتمثل فى الصوت العالى للابن بلا مبرر، وضرب الآخرين، والكذب والأنانية المفرطة فى اللعب، ونقل الكلام والتعامل بشكل لا يليق بجنسه أو التحدث بشكل عدواني والتدخل فى أمور ليست من شأنه والإهمال الدراسي وكلها أمور تربوية واضحة، وعندما يوجه الآخرون التعليقات بخصوص هذه الأمور التربوية فيجب الأخذ بها والعمل على إصلاح تلك العيوب الأخلاقية للطفل لأن من يلاحظ هذا العيوب ويتدخل لإصلاحها ولو بمجرد الكلام هم أشخاص يريدون الصالح العام للأسرة.
واستطردت قائلة إن تربية طفل سوي لا تتم بمجرد تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل وملبس فقط بل تتطلب رعاية فائقة، وحال انتقاد الآخرين للطفل وتأكد الأهل أنهم أتموا رسالتهم على أكمل وجه فلابد محاسبة الآخرين وعدم السماح للغير بالتدخل وسد كل طرق النقاش حول الطفل حتى لا نتسبب فى خلق طفل يحتقر ذاته ويشعر أنه مصدر خزي لأهله.
واختتمت العوضي بأن الأحساس بالنجاح فى التربية وعدم التأثر بكلام الآخرين يتوقف على دائرة التربية السابق عرضها إلا أصبح النقد فى محله وفى تلك الحالتين فإن نقد الطفل هو تصرف يسبب ألم نفسي له، لأنه من المعروف أنه هناك اختلاف في أسلوب التربية بين الأب والأم وينعكس ذلك بشكل مباشر على التزام الأطفال بالقواعد، فما بالك عندما يتدخل شخص آخر غير الأب والأم مما يسبب ارتباكاً في التزام الطفل واستجابته.