الأربعاء 1 مايو 2024

مسئولة أممية أمام مجلس الوزراء العرب المعنيين بالبيئة: التكيف المناخي أولوية قصوى للمنطقة العربية

التغير المناخي

عرب وعالم20-10-2022 | 16:41

دار الهلال

أكدت رولا دشتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للجنة الأممية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة غرب آسيا، المعروفة باسم (إسكوا)، أن التكيّف المناخي يشكل أولويةً قصوى للمنطقة العربية، لاسيما في قطاعَي المياه والزراعة ، مشيرة إلى أن التكيّف في هذين القطاعين يسهم في الحفاظ على الأمن المائي والغذائي الذي يؤدي انعدامُه إلى تأجيج الكوارث الإنسانية والصراعات.

جاء ذلك في كلمة رولا دشتي أمام الدورة الثالثة والثلاثين لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة والتي عقدت اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة المغرب. 

وقالت "دشتي" إن (الإسكوا) تساعد الدول الأعضاء على وضع استراتيجيات وسياسات التكيّف المناخي، بالاستناد إلى الأدلّة العلمية والتقييمات الواردة في تقارير مبادراتها المختلفة، وأبرزها المبادرة الإقليمية لتقييم أثر تغيّر المناخ على الموارد المائية (ريكار)، غير أنّها نبهت إلى أن تلك الاستراتيجيات والسياسات لن تنفّذ طالما أنّ تمويل العمل المناخي يظلّ غير ملائم كمّاً ونوعاً. 

وأضافت أن المنطقة العربية تلقّت في الفترة (2010 - 2020) ما مجموعه 4 مليارات دولار على شكل منح، مقابل 30 مليارا على شكل قروض، مشيرة إلى أنّ المنطقة لا تحصل سوى على نسبة ضئيلة من تدفّقات التمويل الدولي المخصّصة للتكيُّف، مع أنّها من أكثر المناطق ندرةً في المياه في العالم. 

وتابعت"دشتي" :"الوقت يداهمُنا.. وتدهوُر البيئةِ في منطقتنا يتسارع،وفرص تحقيق أهدافِ التنمية المستدامة المتعلقةِ بالمناخ تتضاءل".

وأضافت "أنه على الرغم من ذلك، نرى أنّ الأوان لم يفت بعد، وأنّ الدول العربية قادرة على مواجهة التحديات البيئية التي تعصف بها"، مشيرة إلى أن( الإسكوا ) يمكنها مؤازرة هذه الدول، من خلال التزامها بدعم مشاركة الدول العربية ومواقفها في(COP 27) ، لا سيما في قضايا الأمن الغذائي، والاقتصاد الدائري، والطاقة، وتمويل العمل المناخي، والتكيّف، والعمل، مع شركائها، على تطوير منصّة إقليمية متعدّدة القطاعات ومتعدّدة أصحاب المصلحة لحماية التنوّع البيولوجي، نظراً إلى أهميته القصوى في مواجهة تغيّر المناخ وتأمين الغذاء والطاقة.

وأكدت التزام (الاسكوا) بمواصلة تطوير قدرات المفاوضين العرب للمشاركة بفعالية في مفاوضات تغيّر المناخ وبلورة المواقف والأولويات الإقليمية،ودعم الدول العربية في تهيئة بيئة مواتية للاستثمار وفي وضع الأطر القانونية والتنظيمية اللازمة لجذب التمويل للعمل المناخي،إلى جانب تيسير الحوار بين الدول والمانحين لزيادة فرص الاستثمار في العمل المناخي.

كما أكدت الاستمرار في تعزيز قدرة المجتمعات الريفية على التكيّف مع تغيّر المناخ باستخدام أدوات مبتكرة صمّمتها الإسكوا، مثل تكنولوجيات الحصاد المائي، واستخدام الطاقة المتجدّدة في قطاع التصنيع الغذائي،ودعم الدول العربية في عدد من القضايا ذات الأولوية بالنسبة إليها.

وأشارت إلى أنه لمساعدة الدول على مواجهة التحدّيات التي تواجه التمويل المناخي، أعدّت الإسكوا، بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ وجامعة الدول العربية، والاستراتيجية العربية لحشد التمويل المناخي والوصول إليه، بناءً على تقييم لاحتياجات تمويل المناخ والفجوات المالية.

ولفت إلى أن( الإسكوا) عقدت "المنتدى الإقليمي العربي حول المبادرات المناخية لتمويل العمل المناخي"، بالشراكة مع الرئاسة المصرية لـ (COP27 ) وروّاد الأمم المتحدة رفيعي المستوى لتغير المناخ، بهدف حشد الدعم المالي لتسريع العمل المناخي، مضيفة "أنه بناءً على نتائج هذا المنتدى- الذي أكّد أنّ المياه والتكيّف هما على رأس أولويات التمويل المناخي للدول العربية- التزمت الإسكوا بعقد منتدى تمويل المناخ العربي للعمل في مجال المياه في عام 2023".

وأشارت إلى أن (الإسكوا) تنفذ - منذ عام 2020 - مبادرةً لسد فجوات التمويل المناخي والتخفيف من أعباء الدين من خلال مقايضة الديون بالعمل المناخي، كما تنظّم مع شركائها منذ عام 2021 "تحدّياً سنوياً موجّهاً إلى الشباب لمكافحة التصحّر والجفاف في المنطقة العربية"، بهدف إشراكهم في إيجاد حلول للمشاكل والتحديات البيئية. 

وأشادت "دشتي" بالجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية لاستضافة (COP27) الشهر المقبل، داعية إلى" التعاون من أجل إنقاذ البيئة فإنقاذها لا يزال ممكناً وأنه لم يفُت الأوان بعد".

Dr.Randa
Dr.Radwa