الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

صناع‭ ‬القرار‭..‬ وردود‭ ‬الأفعال ‭ ‬‮»‬6‮«


  • 28-10-2022 | 20:30

عبد الرازق توفيق

طباعة
  • عبد الرازق توفيق

من‭ ‬أهم‭ ‬المعوقات‭ ‬التى‭ ‬واجهت‭ ‬تنفيذ‭ ‬وتفعيل‭ ‬رؤى‭ ‬الإصلاح‭ ‬وتطبيق‭ ‬الإجراءات‭..‬ والحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭..‬ التى‭ ‬عاشتها‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار50‬‭ ‬ عاماً‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحمل‭ ‬تكلفة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتى‭ ‬شكلت‭ ‬هاجساً‭ ‬ضخماً‭ ‬وعميقاً‭ ‬على‭ ‬صانع‭ ‬القرار‭..‬ وتقديرات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ..‬استناداً‭ ‬إلى‭ ‬قراءة‭ ‬الشارع‭ ‬وإلى‭ ‬مواقف‭ ‬تاريخية‭..‬ وأيضا‭ ‬إلى‭ ‬مدى‭ ‬تقبل‭ ‬الشعب‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المعاناة‭ ‬وحالة‭ ‬العوز‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يعيشها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ..‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬تجربة‭ (‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسى‭) ‬فى‭ ‬الإصلاح‭ ‬تعد‭ ‬فريدة‭ ‬واستثنائية‭ ‬امتلكت‭ ‬مقومات‭ ‬القبول‭ ‬الشعبى‭..‬ ارتكازاً‭ ‬على‭ ‬رصيد‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬للقيادة‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬المصريين‭ ‬وفلسفة‭ ‬حكم‭ ‬مختلفة‭ ‬وأدبيات‭ ‬مختلفة‭.. ‬هى‭ ‬أدبيات‭ ‬البطل‭ ‬والمنقذ‭ ‬الذى‭ ‬أؤتمن‭ ‬على‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استدعاء‭ ‬وتفويض‭ ‬شعبي‭..‬ تقرر‭ ‬أن‭ ‬يمضى‭ ‬فى‭ ‬مسيرة‭ ‬الإصلاح‭ ..‬بامتلاك‭ ‬شجاعة‭ ‬وفضيلة‭ ‬القرار‭.. ‬فحقق‭ ‬ما‭ ‬فاق‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭..‬ وهو‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬لمصر‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬من‭ ‬الصمود‭ ‬والاستقرار‭.‬

الإصلاح‭ ‬والشعب‭..‬ التحدى‭ ‬المهم‭ ‬أمام‭ ‬معالجة‭ ‬الأزمة «‬العميقة‮» ‬على‭ ‬مدار‭ ‬50‭ ‬عامًا

واجهت‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭50 ‬ عاماً‭ ‬مخاطر‭ ‬ومقاومة‭ ‬شديدة‭..‬ ولم‭ ‬تكن‭ ‬البيئة‭ ‬مهيأة‭..‬ أو‭ ‬الطريق‭ ‬ممهداً‭ ‬لاتخاذ‭ ‬وتطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬التى‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭ ..‬ووضع‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬للمعاناة‭ ..‬والأزمة‭ ‬العميقة‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮5‬‭ ‬عقود‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬حتمية‭ ‬وضرورية‭ ‬كانت‭ ‬هى‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لإنهاء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭.‬

لكن‭ ‬السؤال‭ ‬المهم‭ ..‬ما‭ ‬الأسباب‭ ‬والظروف‭ ‬التى‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬والحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬وإنهاء‭ ‬التحديات‭ ‬الصعبة؟
‭> ‬كان‭ ‬صانع‭ ‬القرار‭ ‬يحرص‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬الحفاط‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬الهش‭ ‬للدولة‭..‬ ويخشى‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الشعبية‭ ‬حيال‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬التى‭ ‬تتسم‭ ‬بالخطورة‭ ‬النسبية‭ ‬واعتبرها‭ ‬مخاطرة‭ ‬لهذا‭ ‬الاستقرار‭ ‬الوهمى‭.‬


‭> ‬غياب‭ ‬البيئة‭ ‬المناسبة‭ ‬لاتخاذ‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬الصعبة‭ ‬وتنفيذ‭ ‬الرؤى‭ ‬والاصلاح‭.. ‬بعدم‭ ‬وجود‭ ‬الإطار‭ ‬الفكرى‭ ‬والسياسى‭ ‬والثقافى‭ ‬والإعلامى‭ ‬والدينى‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬وتبنيها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬تشكيل‭ ‬رأى‭ ‬عام‭ ‬شعبى‭ ‬مساند‭ ‬وداعم‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬تحملها‭.. ‬وهنا‭ ‬أستدعى‭ ‬مقولتين‭ ‬للرئيس‭ ‬السيسى‭:‬
الأولى‭:‬‭ ‬الرئيس‭ ‬يريد‭ ‬دعم‭ ‬الفكرة‭ ‬والمشروع‭ ‬والمسار‭ ‬وليس‭ ‬دعم‭ ‬النظام‭ ‬أو‭ ‬السلطة‭.. ‬ودعم‭ ‬الفكرة‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬سياق‭ ‬وتشكيل‭ ‬وعى‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬بأهمية‭ ‬تناول‭ ‬الدواء‭ ‬المر‭ ‬لأن‭ ‬فيه‭ ‬شفاء‭.. ‬أما‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬المسكنات‭ ‬فإن‭ ‬فيها‭ ‬سما‭ ‬‮«‬قاتلا‮»‬‭.. ‬يماثل‭ ‬الموت‭ ‬البطيء‭ ‬ويفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬والمعاناة‭.‬
الثانية‭:‬‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬البسيطة‭ ‬ولا‭ ‬أريد‭ ‬القول‭ ‬‮«‬التافهة‮»‬‭ ‬فهناك‭ ‬بعض‭ ‬النخب‭ ‬تجاهل‭ ‬افتتاح‭ ‬مشروعات‭ ‬عملاقة‭ ‬وأهدافها‭ ‬وما‭ ‬حققته‭ ‬وقيمتها‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬وأهمية‭ ‬المضى‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬المسار‭ ‬والاتجاه‭ ‬وحشد‭ ‬الجهود‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الواقع‭ ‬المرير‭.. ‬لكنهم‭ ‬علقوا‭ ‬على‭ ‬قضية‭ (‬السجادة‭ ‬الحمراء‭).. ‬ليخطفوا‭ ‬عقول‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬بسيطة‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الانجاز‭ ‬الحقيقي‭.. ‬وهؤلاء‭ ‬كانوا‭ ‬فى‭ ‬البداية‭ ‬داعمين‭ ‬ومساندين‭ ‬لفكرة‭  ‬المضى‭ ‬قدماً‭ ‬نحو‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬لكن‭ ‬سرعان‭ ‬وبعد‭ ‬شهرين‭ ‬تركوا‭ ‬الجوهر‭ ‬وركزوا‭ ‬على‭ ‬أمور‭ ‬وتفاصيل‭ ‬شكلية‭ ‬لا‭ ‬تعنى‭ ‬أى‭ ‬شيء‭ ‬فى‭ ‬القضية‭.. ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬وحشد‭ ‬الجهود‭ ‬حول‭ ‬الفكرة‭ ‬والرؤى‭ ‬والاصلاح‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ديمومة‭ ‬واستمرارية‭ ‬وليس‭ ‬بالقطعة‭ ‬لعدم‭ ‬تشويش‭ ‬وعى‭ ‬الناس‭.‬
‭> ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬أيضا‭ ‬التى‭ ‬حالت‭ ‬دون‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬الإصلاح‭.. ‬حالة‭ ‬العوز‭ ‬والفقر‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬فى‭ ‬احتياج‭ ‬شديد‭ ‬إلى‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬الشعبى‭ ‬وتشكيل‭ ‬رأى‭ ‬عام‭ ‬مساند‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬مثل‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬تقبل‭ ‬الشعب‭ ‬للإجراءات‭ ‬الإصلاحية‭.‬
‭> ‬الإجراءات‭ ‬الإصلاحية‭.. ‬ورؤى‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬واجهت‭ ‬تحديات‭ ‬صعبة‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬واطلاق‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والشائعات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬بناء‭ ‬وعى‭ ‬مزيف‭ ‬وتسفيه‭ ‬كل‭ ‬انجاز‭ ‬ونجاح‭.. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬ان‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬الإرهابية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬أى‭ ‬فكرة‭ ‬بمتطلبات‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬حجم‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬لديهم‭ ‬مشروع‭ ‬أو‭ ‬رؤية‭.. ‬لذلك‭ ‬عانت‭ ‬مصر‭ ‬أكثر‭ ‬وازدادت‭ ‬الأزمة‭ ‬تفاقماً‭ ‬ومعاناة‭ ‬خلال‭ ‬عهد‭ ‬الإخوان‭ ‬الأسود‭.. ‬وفشلوا‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭.‬
‭> ‬الجهاز‭ ‬الإدارى‭ ‬للدولة‭ ‬أيضا‭ ‬ومعاناته‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬مزمنة‭ ‬وآفات‭ ‬من‭ ‬تضخم‭ ‬وتكدس‭ ‬وترهل‭ ‬وفساد‭ ‬وبيروقراطية‭ ‬وعدم‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬مواكبة‭ ‬العصر‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بالإصلاح‭ ‬وتنفذه‭.. ‬لذلك‭ ‬عملية‭ ‬الإصلاح‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬فى‭ ‬عهد‭ ‬السيسى‭ ‬شملت‭ ‬كركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬اصلاح‭ ‬الجهاز‭ ‬الإداري‭.‬
‭> ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تشكلت‭ ‬ملامح‭ ‬وأسباب‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭ ‬التى‭ ‬أصابت‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭.. ‬وكان‭ ‬السؤال‭ ‬حاضراً‭ ‬أمام‭ ‬الجميع‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٤١٠٢‬‭.. ‬ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬هل‭ ‬نظل‭ ‬نعطى‭ ‬المريض‭ ‬مسكنات‭ ‬وأدوية‭ ‬تخفف‭ ‬وتسكن‭ ‬الألم‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬أم‭ ‬نستخدم‭ ‬مشرط‭ ‬الجراح‭ ‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التشخيص‭ ‬الدقيق‭ ‬ووضوح‭ ‬العلاج‭ ‬الناجع‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتناوله‭ ‬المريض‭ ‬رغم‭ ‬مرارته‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الشفاء‭ ‬والتعافى‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬جديد؟
تشخيص‭ ‬حالة‭ ‬ومعاناة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬كان‭ ‬حاضرا‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬توليه‭ ‬أمانة‭ ‬المسئولية‭ ‬الوطنية‭ ‬فى‭ ‬حكم‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬خبراته‭ ‬الطويلة‭.. ‬وحتى‭ ‬قبل‭ ‬إعلان‭ ‬ترشحه‭ ‬بشكل‭ ‬رسمى‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬مصارحة‭ ‬المصريين‭ ‬بكل‭ ‬الحقائق‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الأحوال‭ ‬والأوضاع‭ ‬والتحديات‭ ‬والأزمات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬دون‭ ‬مواربة‭ ‬أو‭ ‬اخفاء‭.. ‬ولم‭ ‬يعمد‭ ‬إلى‭  ‬دغدغة‭ ‬المشاعر‭ ‬والعواطف‭ ‬أو‭ ‬اطلاق‭ ‬العنان‭  ‬للوعود‭ ‬والشعارات‭ ‬فلم‭ ‬يبع‭ ‬الوهم‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬كانت‭ ‬لديه‭ ‬الرؤية‭ ‬واضحة‭ ‬للإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتصدى‭ ‬لحجم‭ ‬التحديات‭ ‬الموجودة‭ ‬والأزمات‭ ‬المزمنة‭.. ‬ورغم‭ ‬قسوة‭ ‬ومرارة‭ ‬التشخيص‭ ‬للحالة‭ ‬المصرية‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬لديه‭ ‬رؤية‭ ‬بالعلاج‭.. ‬لكنه‭ ‬وضع‭ ‬بعض‭ ‬الشروط‭ ‬المهمة‭.. ‬ليكون‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬النفق‭ ‬نور‭ ‬وضوء‭ ‬كبير‭ ‬تمثل‭ ‬فى‭ ‬قدرة‭ ‬الشعب‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬والانجاز‭.. ‬فلا‭ ‬القيادة‭ ‬ولا‭ ‬الحكومة‭ ‬تستطيع‭ ‬النجاح‭ ‬إلا‭ ‬بتعاون‭ ‬وتضافر‭ ‬والتفاف‭ ‬وعمل‭ ‬وصبر‭ ‬وتضحية‭ ‬المصريين‭.. ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الجميع‭ (‬قيادة‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعباً‭) ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬نحو‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭.. ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬احتاجت‭ ‬إلى‭ ‬طاقة‭ ‬دافعة‭ ‬هى‭ ‬الوعى‭ ‬الحقيقى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والروح‭ ‬المعنوية‭ ‬العالية‭.. ‬والثقة‭ ‬فى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬النجاح‭.. ‬والإرادة‭ ‬الصلبة‭.. ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التحمل‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬بيئة‭ ‬مواكبة‭ ‬ومتفهمة‭ ‬لأهمية‭ ‬الإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬سواء‭ ‬سياسياً‭ ‬وفكرياً‭ ‬وإعلامياً‭ ‬وثقافياً‭ ‬ودينياً‭.‬
‭> ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬لديه‭ ‬خصوصية‭ ‬شديدة‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬وحكم‭ ‬مصر‭.. ‬إنه‭ ‬جاء‭ ‬وفق‭ ‬طلب‭ ‬وإرادة‭ ‬شعبية‭ ‬مثلت‭ ‬جموع‭ ‬المصريين‭.. ‬استدعته‭ ‬كمواطن‭ ‬مصرى‭ ‬امتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬والشرف‭ ‬والرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬لتخليص‭ ‬بلادهم‭ ‬من‭ ‬جحيم‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الجسام‭ ‬والأزمات‭ ‬المزمنة‭.. ‬والتهديدات‭ ‬الخطيرة‭ ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والفقر‭ ‬والعوز‭ ‬وانهيار‭ ‬الخدمات‭ ‬وتراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وانتشار‭ ‬المرض‭ ‬وسوء‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬وتردى‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭.. ‬وأزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭.. ‬إذن‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬قيادة‭ ‬جاءت‭ ‬باستدعاء‭ ‬شعبي‭.. ‬وهو‭ ‬قاله‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬إننى‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬طلب‭ ‬منه‭ ‬شعبه‭ ‬تولى‭ ‬المسئولية‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬جاء‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬مهمة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننتبه‭ ‬إليها‭.. ‬انه‭ ‬يمثل‭ ‬البطل‭ ‬والمنقذ‭ ‬الذى‭ ‬استدعاه‭ ‬شعبه‭ ‬لحماية‭ ‬إرادته‭ ‬فلم‭ ‬يدر‭ ‬ظهره‭ ‬إليهم‭.. ‬ولكنه‭ ‬لبى‭ ‬النداء‭ ‬وجسد‭ ‬عقيدة‭ ‬جيش‭ ‬مصر‭ ‬العظيم‭ ‬كونه‭ ‬جيش‭ ‬المصريين‭ ‬وجزءاً‭ ‬من‭ ‬النسيج‭ ‬الوطنى‭.. ‬مخاطراً‭ ‬بكل‭ ‬شىء‭ ‬أقلها‭ ‬منصبه‭ ‬واكثرها‭ ‬حياته‭ ‬فلم‭ ‬يفكر‭ ‬بمنطق‭ ‬وحسابات‭ ‬البشر‭..  ‬لذلك‭ ‬خلص‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬تهديد‭ ‬خطير‭ ‬ومصيرى‭.. ‬كاد‭ ‬يضيع‭ ‬مصر‭ ‬ويحولها‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬للاقتتال‭ ‬الأهلى‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬شعبها‭ ‬أسرى‭ ‬ورهائن‭ ‬للبطش‭ ‬و«السحل‭ ‬الإخوانى‭ ‬الفاشى‮»‬‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭.. ‬ولكنه‭ ‬خلص‭ ‬وأنقذ‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مؤامرة‭ ‬شيطانية‭ ‬تكالبت‭ ‬فيها‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬الإقليم‭ ‬والعالم‭ ‬لإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ونجح‭ ‬فى‭ ‬تعطيل‭ ‬المخطط‭ ‬الشيطانى‭ ‬الذى‭ ‬مازال‭ ‬يستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وشعبها‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬هذا‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬نجح‭ ‬أيضا‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬وتحصين‭ ‬وتعظيم‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬المسئولية‭ ‬بإرادة‭ ‬شعبية‭ ‬ساحقة‭ ‬استدعته‭ ‬لقيادة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭.. ‬لم‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬الرئيس‭.. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬المواطن‭ ‬الذى‭ ‬حمله‭ ‬الشعب‭ ‬أمانة‭ ‬المسئولية‭ ‬وهم‭ ‬ينظرون‭ ‬إليه‭ ‬كـ«بطل‭ ‬ومنقذ‮»‬‭ ‬وأنه‭ ‬الحل‭ ‬لخروج‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أتون‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬والأوضاع‭ ‬القاسية‭ ‬لذلك‭ ‬وفى‭ ‬اعتقادى‭ ‬أن‭ ‬أدبيات‭ ‬الرئيس‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬أدبيات‭ ‬القائد‭ ‬والمنقذ‭.. ‬ومن‭ ‬أختير‭ ‬لتحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬والأمانة‭.. ‬وأدبيات‭ ‬الرئيس‭ ‬والسياسى‭ ‬تختلف‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬حسابات‭ ‬واعتبارات‭ ‬ومسارات‭ ‬البطل‭ ‬والمنقذ‭.‬

من‭ ‬هنا ‬نبدأ‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬تناول‭ ‬البند‭ ‬السادس‭ ‬الذى‭ ‬جاء‭ ‬فى‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الاقتصادى‭.. ‬والذى‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬الضغوط‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحمل‭ ‬تكلفة‭ ‬الإصلاح‭ ‬وضغوطها‭.. ‬كانت‭ ‬تشكل‭ ‬هاجساً‭ ‬ضخماً‭ ‬وعميقاً‭ ‬لدى‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬وتقديرات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‮»‬‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬يفسر‭ ‬وبوضوح‭ ‬أسباب‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬اتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬والحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬والرؤى‭ ‬الإصلاحية‭ ‬لمعالجة‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬مصر‭.. ‬بل‭ ‬ويفسر‭ ‬ويوضح‭ ‬البنود‭ ‬السابقة‭ ‬والتالية‭ ‬له‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح‭.. ‬والسؤال‭ ‬المهم‭.. ‬هل‭ ‬كان‭ ‬الشعب‭ ‬مستعداً‭ ‬أو‭ ‬متقبلاً‭ ‬لهذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أوضاعه‭ ‬وأزماته‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬المتوقعة‭ ‬والتى‭ ‬رسختها‭ ‬أحداث‭ ‬‮ ٧٧٩١‬م‭ ‬عندما‭ ‬قرر‭ ‬الرئيس‭ ‬السادات‭ ‬رفع‭ ‬أسعار‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬بضعة‭ ‬قروش‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬وتقديراتها‭ ‬تتحسب‭ ‬لاتخاذ‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الإجراءات‭ ‬والقرارات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬لمعالجة‭ ‬الخلل‭ ‬والأزمة‭ ‬والاستمرار‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬مقولة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬الهش»؟‭.‬
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تطبيق‭ ‬قرارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬فى‭ ‬نوفمبر‭ ‬‮٦١٠٢‬‭ ‬احتاج‭ ‬إلى‭ ‬قيادة‭ ‬تمتلك‭ ‬شجاعة‭ ‬وفضيلة‭ ‬القرار‭ ‬معاً‭.. ‬ليس‭ ‬لديها‭ ‬حسابات‭ ‬أخرى‭ ‬سوى‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭ ‬وعلاج‭ ‬ناجع‭ ‬للأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬العميقة‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وأن‭ ‬التأخير‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬سوف‭ ‬يزيد‭ ‬الأمور‭ ‬تعقيداً‭ ‬وصعوبة‭ ‬ولن‭ ‬تستطيع‭ ‬الدولة‭.. ‬حل‭ ‬أزماتها‭ ‬وتحدياتها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬إهدار‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة‭.‬


الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬قبل‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الإصلاح‭ ‬الشامل‭ ‬وتحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬جلس‭ ‬يستمع‭ ‬لمؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الأمنية‭ ‬والرقابية‭ ‬وتقديرات‭ ‬الموقف‭ ‬لديهم‭ ‬فى‭ ‬حال‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬لكن‭ ‬الجميع‭ ‬وبلسان‭ ‬واحد‭ ‬عارض‭ ‬الفكرة‭ ‬لحسابات‭ ‬الخوف‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬وأيضا‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬نفسه‭.‬
الخوف‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الإجراءات‭ ‬الحاسمة‭ ‬والإصلاحية‭ ‬والحلول‭ ‬الجذرية‭ ‬بسبب‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الشعبية‭ ‬جثم‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاماً‭ ‬تدهورت‭ ‬فيها‭ ‬أحوالها‭ ‬وأوضاعها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬تنذر‭ ‬أو‭ ‬تشكل‭ ‬خطراً‭ ‬داهماً‭ ‬على‭ ‬سلامتها‭.. ‬لذلك‭ ‬رأى‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬وتاريخية‭ ‬لتطبيق‭ ‬قرار‭ ‬الإصلاح‭ ‬للأسباب‭ ‬التالية‭: ‬


أولاً‭:‬‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬لم‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬حتمية‭ ‬الإصلاح‭ ‬بأدبيات‭ ‬الرئيس‭.. ‬ولكن‭ ‬بأدبيات‭ ‬القائد‭ ‬الذى‭ ‬أؤتمن‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬وأقول‭ ‬أنا‭ ‬بأدبيات‭ ‬البطل‭ ‬والمنقذ‭ ‬وليس‭ ‬كسائر‭ ‬الرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬حرصوا‭ ‬على‭ ‬تسيير‭ ‬الأمور‭ ‬تحت‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬أهى‭ ‬ماشية‮»‬‭ ‬لضمان‭ ‬الاستقرار‭ ‬الهش‭ ‬وأيضا‭.. ‬البقاء‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬مشاكل‭ ‬بفعل‭ ‬‮«‬المسكنات‮»‬‭.‬
إذن‭ ‬تعامل‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مع‭ ‬الحالة‭ ‬المصرية‭ ‬جاء‭ ‬مختلفاً‭ ‬واستثنائياً‭ ‬وجريئاً‭ ‬وفى‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬متحلياً‭ ‬بالحكمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حماية‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬بإجراءات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬للحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتخفيف‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬وتداعيات‭ ‬الإصلاح‭ ‬وهو‭ ‬مسار‭ ‬مواز‭ ‬للإصلاح‭.‬


ثانياً‭: ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬استدعاه‭ ‬المصريون‭ ‬لتولى‭ ‬أمانة‭ ‬مسئولية‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭.. ‬لذلك‭ ‬فطريقة‭ ‬اختياره‭ ‬ومجيئه‭ ‬لحكم‭ ‬مصر‭ ‬شديدة‭ ‬الخصوصية‭.. ‬ولديه‭ ‬رصيد‭ ‬غير‭ ‬محدود‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬المصريين‭.. ‬وشعبية‭ ‬جارفة‭.. ‬هنا‭ ‬أى‭ ‬رئيس‭ ‬غير‭  ‬السيسى‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬بطريقة‭ ‬سابقيه‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬فضل‭ ‬وأعلى‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬حسابات‭ ‬شخصية‭ ‬على‭ ‬الأطلاق‭ ‬قرر‭ ‬توظيف‭ ‬واستثمار‭ ‬هذا‭ ‬الرصيد‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬وتخليصه‭ ‬من‭ ‬أزماته‭ ‬ومعاناته‭ ‬وتحدياته‭.. ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬قرار‭ ‬الإصلاح‭ ‬والدواء‭ ‬المر‭.. ‬ووضع‭ ‬الأمر‭ ‬أمام‭ ‬الشعب‭.. ‬لكن‭ ‬المبهر‭ ‬هو‭ ‬نجاح‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬وتقبل‭ ‬المصريين‭ ‬تداعيات‭ ‬وتبعات‭ ‬الإصلاح‭ ‬بوعى‭ ‬وفهم‭ ‬ورضا‭ ‬لذلك‭ ‬نجح‭ ‬الإصلاح‭ ‬الاقتصادى‭ ‬وحقق‭ ‬نتائج‭ ‬فاقت‭ ‬كل‭ ‬التوقعات‭.. ‬ومن‭ ‬حصاد‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬جنى‭ ‬المصريون‭ ‬ثماراً‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬تغيير‭ ‬الواقع‭ ‬وإنهاء‭ ‬أزمات‭ ‬وتحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬أو‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬‮«‬سي‮»‬‭ ‬وقوائم‭ ‬الانتظار‭ ‬والعشوائيات‭ ‬وظاهرة‭ ‬الطوابير‭ ‬الطويلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬البنزين‭ ‬والسولار‭ ‬والبوتاجاز‭ ‬والعيش‭.. ‬والانقطاع‭ ‬شبه‭ ‬الدائم‭ ‬للتيار‭ ‬الكهربائى‭.. ‬الذى‭ ‬تضرر‭ ‬منه‭ ‬المواطنون‭ ‬والتجار‭ ‬والمستثمرون‭ ‬ورجال‭ ‬الأعمال‭ ‬والخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬للمواطن‭ ‬خاصة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وانعكست‭ ‬نتائج‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬البناء‭.. ‬فسابقت‭ ‬الدولة‭ ‬الزمن‭ ‬فى‭ ‬تشييد‭ ‬القلاع‭ ‬والمشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬وأقامت‭ ‬‮٠٤‬‭ ‬مدينة‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬الذكية‭ ‬أضافت‭ ‬لأصول‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬‮٠١‬‭ ‬تريليونات‭ ‬جنيه‭.. ‬ولبت‭ ‬متطلبات‭ ‬النمو‭ ‬السكانى‭ ‬الهائل‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وفتحت‭ ‬شرايين‭ ‬جديدة‭ ‬للعمل‭ ‬والاستثمار‭ ‬والانتاج‭.. ‬وكذلك‭ ‬التوسع‭ ‬الزراعى‭ ‬بإضافة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٣‬‭ ‬ملايين‭ ‬فدان‭ ‬حققت‭ ‬اكتفاء‭ ‬ذاتيا‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحاصيل‭ ‬الزراعية‭ ‬والتصدير‭ ‬للخارج‭ ‬بما‭ ‬يوازى‭ ‬‮٣‬‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬امتلاك‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لبنية‭ ‬تحتية‭ ‬عصرية‭ ‬عملاقة‭ ‬من‭ ‬شبكة‭ ‬طرق‭ ‬وموانئ‭ ‬عالمية‭ ‬ومطارات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬حركة‭ ‬تنقل‭ ‬ونقل‭ ‬ميسرة‭ ‬وتلبى‭ ‬احتياجات‭ ‬التوسع‭ ‬العمرانى‭ ‬والزراعى‭ ‬وتحقق‭ ‬مطالب‭ ‬الاستثمار‭.‬


توظيف‭ ‬واستثمار‭ ‬الرصيد‭ ‬الوافر‭ ‬غير‭ ‬المحدود‭ ‬والرهان‭ ‬على‭ ‬وعى‭ ‬الشعب‭ ‬كان‭ ‬طريقاً‭ ‬ومساراً‭ ‬عبقرياً‭ ‬للإصلاح‭ ‬الحقيقى‭ ‬والناجع‭.. ‬وتبنى‭ ‬تجربة‭ ‬مصرية‭ ‬ملهمة‭ ‬حظيت‭ ‬باحترام‭ ‬وتقدير‭ ‬واشادات‭ ‬العالم‭.. ‬ولولا‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬وثمارها‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مصر‭ ‬لتصمد‭ ‬أمام‭ ‬أزمات‭ ‬عالمية‭ ‬شديدة‭ ‬القسوة‭ ‬يتألم‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬أو‭ ‬تداعيات‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬وما‭ ‬كانت‭ ‬لتحقق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النجاحات‭ ‬والإنجازات‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭.. ‬وتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬وتطلعات‭ ‬المصريين‭ ‬نحو‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الجغرافية‭ ‬فى‭ ‬توزيع‭ ‬عوائد‭ ‬التنمية‭ ‬لتطلق‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭ ‬أكبر‭ ‬وأعظم‭ ‬مشروع‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬وهو‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬والأفضل‭ ‬لقرابة‭ ‬‮٠٦‬‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭.‬


تجربة‭ ‬الإصلاح‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ــ‭ ‬السيسي‭.. ‬ارتكزت‭ ‬على‭ ‬تناسق‭ ‬وتناغم‭ ‬المعادلة‭ ‬الثلاثية‭ ‬فى‭ ‬وجود‭ ‬وحضور‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭  ‬الرئاسية‭.. ‬والقبول‭ ‬الشعبى‭ ‬المستند‭ ‬للثقة‭ ‬والوعى‭ ‬والفهم‭ ‬والبيئة‭ ‬المواكبة‭ ‬والمساندة‭ ‬والتى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الاستمرارية‭ ‬والديمومة‭ ‬لأنها‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬فى‭ ‬المعادلة‭ ‬الثلاثية‭ ‬للإصلاح‭ ‬والبناء‭ ‬وعلاج‭ ‬الأزمة‭ ‬العميقة‭ ‬التى‭ ‬عانت‭ ‬منها‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاماً‭.‬


هناك‭ ‬نقطة‭ ‬مهمة‭ ‬جديرة‭ ‬بالحديث‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬البند‭ ‬وهى‭ ‬تقديم‭ ‬جميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬للإجراءات‭ ‬الإصلاحية‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬يستندان‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الوعى‭ ‬والفهم‭ ‬الصحيح‭ ‬والسياق‭ ‬والإلمام‭ ‬والوعى‭ ‬بالفكرة‭ ‬بشكل‭ ‬عميق‭ ‬وشامل‭ ‬وليس‭ ‬مجرد‭ ‬قناعات‭ ‬شخصية‭ ‬محددة‭.. ‬والابتعاد‭ ‬عن‭ ‬السياقات‭ ‬السطحية‭ ‬التى‭ ‬تشكل‭ ‬أعراض‭ ‬المرض‭ ‬وليس‭ ‬أصله‭ ‬وأسبابه‭ ‬مثل‭ ‬التناول‭ ‬المفجع‭ ‬لزيادة‭ ‬أسعار‭ ‬كرتونة‭ ‬البيض‭.. ‬فمن‭ ‬المهم‭ ‬قراءة‭ ‬الواقع‭ ‬والتحديات‭ ‬التى‭ ‬تقف‭ ‬أمامه‭ ‬قبل‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬موضوعات‭ ‬تحتاج‭ ‬لفهم‭ ‬أعمق‭ ‬فى‭ ‬تناولها‭.‬


لقد‭ ‬ظلت‭ ‬مصر‭ ‬حبيسة‭ ‬ورهينة‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الشعبية‭ ‬لتحمل‭ ‬تكلفة‭ ‬الإصلاح‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٠٥‬‭ ‬عاما‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬أى‭ ‬صانع‭ ‬قرار‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬سياق‭ ‬أو‭ ‬مسار‭ ‬لاقناع‭ ‬الشعب‭ ‬بأهمية‭ ‬الرؤى‭ ‬الإصلاحية‭.. ‬لذلك‭ ‬ترسخت‭ ‬الأمور‭ ‬وازدادت‭ ‬تفاقماً‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تشكيل‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬هواجس‭ ‬ضخمة‭ ‬وعميقة‭ ‬لدى‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬وتقديرات‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬ونتج‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الخوف‭ ‬والحذر‭ ‬والتحسب‭ ‬من‭ ‬الإقدام‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الخطوات‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬انهاء‭ ‬هذا‭ ‬الهاجس‭ ‬وتمرير‭ ‬مسارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬التى‭ ‬التف‭ ‬حولها‭ ‬المصريون‭ ‬وحصدوا‭ ‬ثمارها‭.‬

ثبات‭ ‬وثقة‭ ‬فى‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭..‬ اقتصاد‭ ‬قادر‭ ‬ومرن‭ ..‬فرص‭ ‬غزيرة‭..‬ التفاف‭ ‬واصطفاف‭ ‬وطنى‭.. ‬حوار‭ ‬وطنى‭ .. ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬وامتلاك‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬مجابهة‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭..‬ نجاحات‭ ‬وإنجازات‭ ..‬رفض‭ ‬شعبى‭ ‬للإخوان‭ ‬المجرمين‭.. ‬اجهاض‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬لتكون‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الشيطان‭.‬

(المؤامرة‭ ‬مستمرة)‬
من‭ ‬أهم‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الدولة‭ ‬ومسيرتها‭ ‬نحو‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والإصلاح‭.. ‬حملات‭ ‬التشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭.. ‬والتى‭ ‬تضخ‭ ‬عبر‭ ‬عشرات‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬والإلكترونية‭ ‬المعادية‭.. ‬ولم‭ ‬يستهدف‭ ‬شعب‭ ‬مثل‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الحروب‭ ‬من‭ ‬قبل‭.. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬تجاوز‭ ‬التصور‭ ‬ووصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التحريض‭ ‬ومحاولات‭ ‬بث‭ ‬الفتن‭ ‬والوقيعة‭.. ‬سعياً‭ ‬لهدم‭ ‬ما‭ ‬حققه‭ ‬المصريون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٨‬‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وقوة‭ ‬وقدرة‭ ‬شاملة‭.. ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وصمود‭ ‬وتماسك‭ ‬أمام‭ ‬أعتى‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭.. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أصاب‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬بالجنون‭ ‬والهذيان‭ ‬وبدأت‭ ‬تتحرك‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬الدولية‭ ‬التى‭ ‬تمثل‭ ‬رأس‭ ‬الأفعى‭ ‬الحقيقية‭ ‬لتدفع‭ ‬بأذنابها‭ ‬من‭ ‬المرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬والخونة‭.. ‬بقيادة‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬ومعهم‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬الغارق‭ ‬فى‭ ‬رذيلة‭ ‬الفساد‭ ‬والارتماء‭ ‬فى‭ ‬أحضان‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭.. ‬مدعوما‭ ‬بالمال‭ ‬والملاذ‭ ‬الآمن‭.. ‬ومحاولاً‭ ‬الاستقواء‭ ‬بمؤامرات‭ ‬واستهداف‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬تسعى‭ ‬لتركيع‭ ‬وفرض‭ ‬الإملاءات‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬الشامخة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تركع‭ ‬إلا‭ ‬لله‭.‬
السؤال‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نطرحه‭ ‬على‭ ‬أنفسنا‭ ‬نحن‭ ‬المصريين‭ ‬ونحتكم‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق‭.. ‬هو‭ ‬لماذا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬الشيطانية‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬تشكيك‭ ‬وتشويه‭ ‬وأكاذيب‭ ‬وشائعات‭ ‬وتحريض‭ ‬وتسفيه‭.. ‬ولماذا‭ ‬تعاود‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬نشاطها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬انجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬وقدرات‭ ‬مضافة‭ ‬واستقرار‭ ‬شامل‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬مكانتها‭ ‬ودورها‭ ‬وثقلها‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولي‭.. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أصاب‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬بالجنون؟
الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تعاظم‭ ‬وتنامى‭ ‬قوة‭ ‬وتقدم‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬الشاملة‭ ‬والمؤثرة‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬لديها‭ ‬فرص‭ ‬للصعود‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مواقفها‭ ‬وثوابتها‭ ‬الراسخة‭ ‬ونجاحاتها‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭.. ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭ ‬وترسيخ‭  ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭.. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أصابهم‭ ‬بالجنون‭.‬
الأمر‭ ‬المهم‭ ‬الآخر‭ ‬الذى‭ ‬اثار‭ ‬جنون‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬ورعاة‭ ‬المؤامرة‭ ‬عليها‭.. ‬والذين‭ ‬فشلوا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافهم‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬مؤامراتهم‭.. ‬وتعطيل‭ ‬مخططهم‭ ‬وانقاذ‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭ ‬هو‭ ‬حصول‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬استضافة‭ ‬قمة‭ ‬المناخ‭ ‬‮«‬كوب‭ ‬ــ‭ ‬‮٧٢»‬‭ ‬وما‭ ‬يعكسه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬تتحصل‭ ‬عليه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬دولية‭ ‬وعوائد‭ ‬اقتصادية‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أصابهم‭ ‬بالجنون‭.. ‬يريدون‭ ‬افشال‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬انجاح‭ ‬القمة‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬سوف‭ ‬تعقد‭ ‬الشهر‭ ‬القادم‭ ‬فى‭ ‬شرم‭ ‬الشيخ‭.‬
حالة‭ ‬الاستقرار‭ ‬والصمود‭ ‬والتماسك‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬أشرس‮»‬‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬التى‭ ‬خلقت‭ ‬وصنعت‭ ‬بأياديهم‭ ‬وقارنوا‭ ‬بين‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تداعياتها‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬ودول‭ ‬العالم‭.. ‬وأوروبا‭.. ‬فوجدوا‭ ‬مصر‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬تتوافر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬احتياجات‭ ‬شعبها‭ ‬بلا‭ ‬معاناة‭ ‬دولة‭ ‬تتفانى‭ ‬فى‭ ‬تخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عن‭ ‬شعبها‭ ‬وتتوافر‭ ‬لديها‭ ‬مقومات‭ ‬النجاة‭ ‬من‭ ‬أتون‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬سواء‭ ‬بما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬وكهرباء‭ ‬ووجود‭ ‬فائض‭ ‬كبير‭ ‬وأمن‭ ‬غذائى‭ ‬مستقر‭ ‬وفائض‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬أرض‭ ‬الفرص‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬أكبر‭ ‬عملية‭ ‬بناء‭ ‬وتنمية‭ ‬تشهدها‭ ‬ربوع‭ ‬الوطن‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬المجالات‭ ‬والقطاعات‭.. ‬واقتصاد‭ ‬واعد‭.. ‬قادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات‭ ‬ولديه‭ ‬المرونة‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬حيث‭ ‬تدرك‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المعاناة‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭.. ‬وتوجه‭ ‬دائماً‭ ‬بتوسيع‭ ‬مظلة‭ ‬الحماية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬احتياجاً‭ ‬وتحسين‭ ‬معيشة‭ ‬مواطنيها‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬عليه‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬قالت‭ ‬لشعوبها‭ ‬اذهبوا‭ ‬وتحملوا‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬ونقص‭ ‬وعجز‭  ‬الطاقة‭ ‬والسلع‭ ‬بمفردكم‭.. ‬الدولة‭ ‬لن‭ ‬تساعد‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬أصاب‭ ‬أعداء‭ ‬مصر‭ ‬بالجنون‭ ‬بعدما‭ ‬اعتقدوا‭ ‬وزعموا‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ستؤثر‭ ‬على‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتماسك‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وهى‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬جل‭ ‬حساباتهم‭ ‬منذ‭ ‬نشوب‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حجم‭ ‬الأزمة‭.. ‬عشرات‭ ‬الدول‭ ‬لاحداث‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬فيها‭.‬
أصابهم‭ ‬الجنون‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬وحماية‭ ‬مواردها‭ ‬وحقوقها‭ ‬وثرواتها‭ ‬وحدودها‭ ‬وأمنها‭ ‬القومى‭ ‬ودحر‭ ‬الإرهاب‭.. ‬أصابهم‭ ‬بالجنون‭ ‬قدرة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬أبنائها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬فتح‭ ‬شرايين‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضايا‭ ‬وتحديات‭ ‬الوطن‭ ‬بقلب‭ ‬وعقل‭ ‬مفتوح‭.. ‬لا‭ ‬يقصى‭ ‬سوى‭ ‬الجماعة‭ ‬الإرهابية‭ ‬التى‭ ‬خانت‭ ‬وتآمرت‭ ‬وأشهرت‭ ‬السلاح‭ ‬فى‭ ‬وجه‭ ‬الدولة‭ ‬وشعبها‭.‬
يظل‭ ‬الحوار‭ ‬الوطنى‭.. ‬هو‭ ‬الصفعة‭ ‬التى‭ ‬اصابت‭ ‬أطراف‭ ‬المؤامرة‭ ‬وأذنابها‭ ‬بالصدمة‭ ‬والجنون‭.. ‬فنشطت‭ ‬آلة‭ ‬الكذب‭ ‬والتشكيك‭ ‬والتشويه‭ ‬والتحريض‭ ‬ظناً‭ ‬بأن‭ ‬المصريين‭ ‬سوف‭ ‬تنطلى‭ ‬عليهم‭ ‬هذه‭ ‬الأكاذيب‭ ‬والخداع‭.. ‬الذى‭ ‬أكتوت‭ ‬منه‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬وأيقنت‭ ‬حقيقة‭ ‬المؤامرة‭ ‬ورعاتها‭ ‬وأطرافها‭ ‬من‭ ‬الخونة‭ ‬والمرتزقة‭ ‬والعملاء‭ ‬الذين‭ ‬يأكلون‭ ‬ويتغذون‭ ‬على‭ ‬موائد‭ ‬أعداء‭ ‬الوطن‭.‬
تظل‭ ‬وحدة‭ ‬وتماسك‭ ‬المصريين‭.. ‬ووعيهم‭ ‬ورفضهم‭ ‬للإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬سبباً‭ ‬رئيسياً‭ ‬لحملات‭ ‬التشكيك‭ ‬والأكاذيب‭ ‬ومحاولة‭ ‬تفعيل‭ ‬المؤامرات‭ ‬التى‭ ‬فشلت‭ ‬منذ‭ ‬الربيع‭ ‬المشئوم‭ ‬وتهاوت‭ ‬بثورة‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬‮٣١٠٢‬‭..  ‬لم‭ ‬ينسوا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬أنقذ‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة‭ ‬العربية‭ ‬من‭ ‬مخطط‭ ‬الشيطان‭ ‬الذى‭ ‬حاولت‭ ‬تنفيذه‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬التى‭ ‬تحاول‭ ‬الثأر‭ ‬الآن‭ ‬وعقاب‭ ‬مصر‭ ‬بسبب‭ ‬مواقفها‭ ‬الشامخة‭ ‬وقوتهاو‭ ‬قدرتها‭ ‬الواضحة‭ ‬لأن‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬تزعجهم‭ ‬وتقض‭ ‬مضاجعهم‭.‬
قوى‭ ‬الشر‭.. ‬والدول‭ ‬الحاقدة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬والرافضة‭ ‬لقوتها‭ ‬وقدرتها‭.. ‬تحاول‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭.. ‬لأن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬والبطل‭ ‬الحقيقى‭ ‬فيما‭ ‬تشهده‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬وانجازات‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وصلابة‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وفرص‭ ‬وثقة‭.. ‬ولأن‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬البناء‭ ‬والتقدم‭ ‬التى‭ ‬يقودها‭ ‬الرئيس‭ ‬سوف‭ ‬تضع‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أخرى‭ ‬لكنهم‭ ‬ــ‭ ‬أى‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬ورأس‭ ‬الأفعى‭ ‬التى‭ ‬تتبنى‭ ‬المؤامرات‭ ‬ومحاولات‭ ‬فرض‭ ‬الهيمنة‭ ‬ــ‭ ‬لا‭ ‬ترضيها‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬مصر‭ ‬وتقدمها‭.. ‬لانها‭ ‬تهدد‭ ‬مخططاتهم‭ ‬الشيطانية‭ ‬وأهدافهم‭ ‬الخبيثة‭.‬
انهم‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الشجاعة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬مصر‭ ‬لأنها‭ ‬قوية‭ ‬وقادرة‭ ‬فذهبوا‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬أدوات‭ ‬ودمى‭ ‬رخيصة‭ ‬وبالية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬الشرف‭ ‬غرقت‭ ‬فى‭ ‬الخيانة‭ ‬سواء‭ ‬الإخوان‭ ‬المجرمين‭ ‬ومن‭ ‬معهم‭ ‬من‭ ‬مرتزقة‭ ‬وخونة‭ ‬وعملاء‭ ‬الطابور‭ ‬الخامس‭ ‬الذين‭ ‬يتحركون‭ ‬وفق‭  ‬تعليمات‭ ‬أسيادهم‭.‬
المصريون‭ ‬شعب‭ ‬ذكى‭ ‬وأصيل‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلدغ‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الجحر‭ ‬مرتين‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينخدع‭ ‬مرة‭ ‬أخري‭.. ‬يحفظ‭ ‬الجميل‭ ‬والمعروف‭ ‬ويقدر‭ ‬أصحاب‭ ‬المواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬المضيئة‭ ‬ويدرك‭ ‬التحديات‭ ‬ويعى‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬‮٨‬‭ ‬سنوات‭ ‬وما‭ ‬يعيشون‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬وفرص‭ ‬ومستقبل‭ ‬واعد‭ ‬ينتظرهم‭.. ‬وأن‭ ‬الصعوبات‭ ‬والتحديات‭ ‬جاءت‭ ‬وفرضت‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬بسبب‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمات‭ ‬العالمية‭ ‬المتوالية‭.. ‬وأن‭ ‬الدولة‭ ‬تبذل‭ ‬جل‭ ‬جهودها‭ ‬لتخفيف‭ ‬المعاناة‭ ‬عنهم‭ ‬ويعون‭ ‬المؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬مصر‭ ‬وحملات‭ ‬الهدم‭ ‬والتدمير‭ ‬والتعطيل‭ ‬التى‭ ‬تستهدف‭ ‬ما‭ ‬حققوه‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬ونجاحات‭.. ‬يريدون‭ ‬لمصر‭ ‬دائماً‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ضعيفة‭.. ‬يكرهون‭ ‬لها‭ ‬الخير‭ ‬والتعافى‭.. ‬يريدون‭ ‬لها‭ ‬الفوضى‭ ‬والسقوط‭ ‬فمواقفها‭ ‬وشموخها‭ ‬وثباتها‭ ‬وعدم‭ ‬مضيها‭ ‬فى‭ ‬القطيع‭ ‬يزعجهم‭.. ‬فمصر‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬قرار‭ ‬وطنى‭ ‬مستقل‭ ‬تسعى‭ ‬لمصالحها‭ ‬وتحقق‭ ‬إرادة‭ ‬شعبها‭ ‬ولا‭ ‬تنساق‭ ‬ولا‭ ‬تخضع‭ ‬لاملاءات‭ ‬أو‭ ‬استقطاب‭.. ‬لكن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬لا‭ ‬يعجبها‭ ‬ذلك‭.. ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تنطلق‭ ‬المؤامرة‭ ‬على‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬بعد‭ ‬لكنها‭ ‬مستمرة‭ ‬كما‭ ‬قلت‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬فمصر‭ ‬هى‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬نجت‭ ‬من‭ ‬السقوط‭ ‬فى‭ ‬‮١١٠٢‬‭ ‬ليس‭ ‬هذا‭ ‬فحسب‭ ‬ولكنها‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬وقدرة‭ ‬واستقرارا‭.‬

الاكثر قراءة