أصدرت مكتبة الشبكة العربية كتاب “ تأويل التاريخ العربي “ للدكتور محمد الخياط، ويعد الكتاب في وجهة نظر مؤلفه سعيا منا إلى التفكير في الخطاب العربي المعاصر الذي يعالج مسائل التاريخ، وحرصا على تحليل آليات الفكر العربي الحديث في تأويل الماضي والعقل التراثي، عمدنا إلى كتابات بعض المفكرين المغاربة المعاصرين نتدبر آراءهم ومناهجهم ورهاناتهم بالتقصي والنقد في نزوع منا إلى تكوين مشهد عام عن الخطاب التحديثي في الفكر العربي المعاصر، فلعل ذلك يكون المسوغ الأول لطرح موضوع "تأويل التاريخ العربي عند بعض المفكرين المغاربة المعاصرين". والقارئ لعنوان المبحث تستوقفه لاشك جملة من الإحراجات التي يثيرها الموضوع ويبدو له العنوان من أول وهلة إشكاليا من وجوه.
لماذا نتحدث عن تأويل التاريخ والحال أن كتابة التاريخ فعل تأويلي بالضرورة؟ أليس التأويل بداهة من بداهات العقل البشري المؤمن أبدا بثنائية الظاهر والباطن؟ ألسنا نعتقد بأن كل ظاهرة لها وجه وقفا أو سطح وقاع؟ فهل نعني بالتأويل التاريخي بالغوص إلى الأعماق بتجاوز العوارض أم نهدف إلى معنى آخر؟