قال القس الدكتور إيوان سوكا، القائم بأعمال الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، إن انعقاد ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يعد فرصة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى وطرح المناقشات، مما يجعله مثالًا حيًّا لتعزيز التعايش العالمي وتجسيد معاني الأخوة الإنسانية.
وأشار خلال كلمته بالجلسة الرئيسة بملتقى البحرين للحوار إلى أن الله خلق البشر جميعا على اختلاف أشكالهم وتنوعهم من أجل التعارف واحترام بعضهم بعضًا، ومن ثم فقد جعل الله التعايش أمرًا إلهيًّا وليس مجرد تجربة بشرية، مضيفًا أن مجلس الكنائس العالمي بصفته وحدة الانتماء العالمية بين الكنائس- يضع هذه الرسالة في صميم رؤيته ورسالته.
وأوضح الدكتور إيوان سوكا أنه من أجل ذلك، فقد دعا مجلس الكنائس العالمي في اجتماعه الحادي عشر الذي عقد مؤخرًا في مدينة كارلسروه، جميع أصحاب النيَّات الحسنة إلى العمل معًا من أجل المصالحة والوحدة، وهو ما أكدته عواقب جائحة كوفيد-19 وتحديات العصر بأن عالمنا أصبح في حاجة ماسَّة إلى المصالحة والوحدة أكثر من أي وقت مضى.
واستعرض "سوكا" تجارب مجلس الكنائس العالمي في تعزيز التعايش مع أتباع الديانات الأخرى على أساس القيم المشتركة والاستجابة لتحديات العصر، مثل العدالة المناخية من خلال العمل والتنسيق مع الكنائس في جميع أنحاء العالم من أجل حماية وشفاء الكوكب والتخطيط لمستقبل مشترك، كما حذر من خطورة ممارسة التميز العنصري وسياسات الفصل العرقي، وهو ما يثير مسألة الكرامة الإنسانية وتقدير الذات في مواجهة النظم التي تجرد الإنسان من إنسانيته وتشوه كرامته.
وتستضيف العاصمة البحرينية المنامة ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» يومي الخميس والجمعة 3و4 نوفمبر، تحت رعاية الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة، ونحو 200 شخصية من رموز وقادة وممثلي الأديان حول العالم، إضافة إلى شخصيات فكرية وإعلامية بارزة، بتنظيم من مجلس حكماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مملكة البحرين، ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.