انطلقت اليوم الأحد فعاليات قمة المناخ "COP 27"، من مدينة شرم الشيخ، والتي ستستمر حتى 18 نوفمبر الجاري؛ ومن المنتظر أن يشهد المؤتمر، مناقشات جادة من أجل الخروج بمكتسبات تنفيذية تضمن مستقبل أفضل لشعوب العالم، ومواجهة التغيرات المناخية التي باتت تهدد أغلب شعوب الأرض.
هذا ما أكده عدد من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ - في تصريحات لوكالة "أنباء الشرق الأوسط"-، معربين عن ثقتهم التامة في أن مصر سيكون لها دورها الحقيقي في تحقيق قمة المناخ، جميع أهدافها لإنقاذ العالم من مخاطر ظاهرة تغير المناخ.
فمن جانبه، أعرب الدكتور محمد الوحش وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، عن ثقته التامة في أن مصر ستحقق هدفها في إيصال صوت الدول النامية بصفة عامة والدول الأفريقية بصفة تجاه قضية تغير المناخ على الساحة الدولية، وذلك خلال قمة المناخ "COP 27"، مضيفا أن هذه القمة ستكون بمثابة تحول كبير واستراتيجي لمواجهة التغيرات المناخية خاصة داخل الدول النامية.
وأعرب الوحش عن أمله فى أن تستجيب الدول الكبرى وعلى وجه الخصوص الدول الصناعية الكبرى، في أن تفي بالتزاماتها المتعلقة بتوفير مساعدات مالية بقيمة 100 مليار دولار لدعم جهود الدول النامية لمواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية والتحول إلى الطاقة النظيفة ونقل التكنولوجيا الصديقة للبيئة، مشيراً الى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد أكد أن القارة الإفريقية تعد الأكثر تضررا من الانبعاثات وآثار التغير المناخي، رغم أنها الأقل مساهمة في مسبباتها وأن تغير المناخ يشكل تهديدا لدول القارة التي تعاني من التصحر وندرة المياه وارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات والسيول وغيرها من الأحداث المناخية القاسية.
وأضاف أن مصر سيكون لها دورها الحقيقي فى تحقيق قمة المناخ لجميع أهدافها لإنقاذ العالم من مخاطر وشرور ظاهرة تغير المناخ، مثمنا التقارير الإيجابية المكثفة التي تبثها وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية عن القمة، وعن كل ما تم من إنجازات ومشروعات قومية كبرى داخل مصر، مشيرا إلى أن تلك التقارير سيكون لها دورها الكبير في جذب الاستثمارات والسياحة العالمية لمصر خلال الفترة القادمة.
ومن ناحيتها، أكدت الدكتورة دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، أن قمة "COP 27" تمثل خطوة جادة نحو استعادة الريادة ودور العمل المناخي من جديد، كما أنها تعد الحدث الأكبر على مستوى العالم اقتصاديا وسياسيا، ومنفذ لتعبئة الجهود العالمية نحو مواجهة تلك الظاهرة بإفريقيا بأبعادها المختلفة، حيث تتجه أنظار العالم بأسره إلى مصر، بما ستحققه من مكتسبات تنفيذية تضمن مستقبل أفضل لشعوب العالم.
واعتبرت "هلالي"، أن استضافة مصر لهذه الفعالية الهامة، سيكون له انعكاس على الجانب الاقتصادي وتعظيم فرص الاستثمار والسياحة، إضافة إلى تعزيز المكانة الرائدة والمؤثرة لمصر بالقارة السمراء من خلال خطاب المصير الواحد الذي اعتمدته بذلك الملف وحشد الدول الكبرى للوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها بقمة باريس وما بعدها، عن طريق التمويل المستدام والدعم ونقل الخبرات والتكنولوجيا للدول النامية، لاسيما وأن القمة تشكل خطوة محورية في تعزيز التعاون الدولي والشراكة بين الدول والقطاع الخاص لمواجهة التداعيات الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي تسببت في خسائر فادحة بدول العالم، وخاصة في الدول الفقيرة رغم ضآلة مساهمتها في الانبعاثات الضارة.
وشددت عضو مجلس الشيوخ، على أهمية الخروج بسياسات تنفيذية تدعم المنهجية الشمولية فى التعامل مع القضية، خاصة وأن قضايا التغير المناخي لا تنحصر فقط في الانبعاثات الكربونية المسببة لتلوث المناخ، وإنما تمتد أبعادها لتأثيرات سلبية تهدد بزيادة معدلات الفقر والتأثير على الإمكانات الإنتاجية بالريف ونقص الوظائف بسوق العمل لتجعل الفقراء في الصفوف الأمامية للمتضررين، ومن هنا تأتي ضرورة الاهتمام بالمجتمعات الريفية والأقاليم المحلية، وإيجاد بدائل لكسب العيش، موضحة أن ذلك يستلزم وضع استراتيجيات تحول ملف المناخ لإطار تنموي وإيلاء المرأة وبالأخص الريفية، وذوات الإعاقة في البلدان النامية أولوية خاصة، فإن تحقيق مشاركتها الفعالة في جميع التدخلات المتعلقة له دور مهم.
وبدوره، قال النائب محمود قاسم عضو مجلس النواب، إن الاهتمام الكبير من وسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية والإقليمية بكافة تفاصيل قمة المناخ، دليل قاطع على أهمية هذه القمة لمواجهة التداعيات السلبية والخطيرة لأزمة تغير المناخ، مضيفا أن هذه القمة ستكون ناجحة وستحقق جميع أهدافها لصالح مختلف دول العالم بصفة عامة والدول النامية بصفة خاصة، مؤكداً أن مصر نجحت فى أن تجعل ملف تغير المناخ فى بؤرة اهتمامات المجتمع الدولي.
وطالب قاسم، الدول الصناعية الكبرى ومؤسسات التمويل الدولية، بأن تفي بتعهداتها المالية تجاه الدول النامية المتضررة من الآثار السلبية لظاهرة تغير المناخ، معربا عن ثقته في أن هذه القمة سوف تخرج بوثيقة شاملة ومتكاملة للحد من ظاهرة تغير المناخ.
وأوضح أن المشاركة الكبيرة من الصحفيين الأجانب في قمة المناخ في مصر ووجود أكثر من ثلاثة آلاف صحفي أجنبي سيغطون "COP 27" من 450 وسيلة إعلامية، وحوالي 300 مراسل داخل مصر يمثلون ما يقرب من خمسين مؤسسة إعلامية ولها مكاتب في مصر، سيكون له آثاره الإيجابية في تسليط الضوء على ما يحدث داخل مصر من إنجازات ومشروعات قومية كبرى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى جميع أنحاء البلاد، لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية لمصر والترويج للسياحة المصرية عالمياً حتى تسترد مصر مكانتها الكبيرة والمرموقة على خريطة السياحة العالمية.