الثلاثاء 18 يونيو 2024

جوتيريش يشدد على ضرورة الالتزام بالحياد الكربوني وعدم التسامح مطلقا مع "الغسل الأخضر"

انطونيو جوتيريش

عرب وعالم8-11-2022 | 15:47

دار الهلال

شدد أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش" على أنه لا يجب التسامح مطلقا مع "الغسل (الغسيل) الأخضر"، وهو مصطلح يقصد به تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركة أو الفوائد البيئية لمنتج أو خدمة ما، بهدف أن تظهر الشركة اجتماعية أو مسؤولة بيئيا في أعين الجمهور المستهدف، مشيرا في الوقت نفسه إلى أهمية الالتزام بتعهدات الحياد الكربوني.

جاء ذلك في كلمة لجوتيريش اليوم خلال إطلاق تقرير مجموعة الخبراء رفيعي المستوى حول تطبيق تعهدات صافي الصفر (صفر انبعاثات كربونية) من جانب المؤسسات المالية والشركات والمدن والمناطق، وذلك في إطار مؤتمر المناخ "كوب 27" المنعقد بشرم الشيخ.

وقال جوتيريش إنه "في العام الماضي في مؤتمر جلاسكو COP26، أعلنت عن تشكيل فريق خبراء رفيع المستوى حول تطبيق تعهدات "صافي الصفر" من قبل الجهات الفاعلة غير الحكومية سيما المؤسسات المالية والشركات والمدن والمناطق"، مشيرا إلى أنه على الرغم من تعهد عدد متزايد من الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية بالحياد الكربوني (صافي صفر انبعاثات)، إلا أن المشكلة تكمن في أن المعايير الخاصة بهذه التعهدات الصفرية لها مستويات متفاوتة من الصرامة وثغرات كبيرة لضمان الوفاء بها.

وأضاف جوتيريش أن تقرير فريق الخبراء اليوم هو دليل إرشادي لضمان التعهدات ذات المصداقية والخاضعة للمساءلة، لافتا إلى أن التقرير يتناول أربعة مجالات رئيسية، وهي: السلامة البيئية؛ والمصداقية؛ والمساءلة؛ ودور الحكومات.

وأوضح جوتيريش أنه فيما يتعلق بالسلامة البيئية، فإن تعهدات "صافي الصفر" (الحياد الكربوني) يجب أن تتماشى مع سيناريوهات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي تحد من الاحترار عند 1.5 درجة، ما يعني أن الانبعاثات العالمية يجب أن تنخفض بنسبة 45% على الأقل بحلول عام 2030، وأن تصل إلى صافي الصفر بحلول عام 2050، كما يجب أن تكون للتعهدات أهداف مؤقتة يتم مراجعة وتقييم نسب تنفيذها كل خمس سنوات اعتبارا من عام 2025.

وتابع جوتيريش أنه بالنسبة للمؤسسات المالية والشركات، فإن التعهدات ذات الصلة يجب أن تشمل جميع الأنشطة الممولة، والانبعاثات المباشرة وغير المباشرة التي تنشأ من سلاسل التوريد، وأنه بالنسبة للمدن والمناطق، فيجب أن تشمل جميع الانبعاثات الإقليمية.

وحذر جوتيريش شركات الوقود الأحفوري من أن ما يسمى "تعهدات صافي الصفر" التي تستبعد المنتجات والأنشطة الأساسية تسمم كوكب الأرض، وأنه يجب على هذه الشركات مراجعة تعهداتها بدقة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن استخدام تعهدات "صافي الصفر" الوهمية للتغطية على التوسع الهائل في الوقود الأحفوري "أمر يستحق الشجب"، ويرتقي إلى مرتبة "الخداع"، حيث إن هذا الخداع "المسمم" يمكن أن يدفع عالمنا نحو الهاوية.

وأشار جوتيريش إلى أنه فيما يتعلق بالمصداقية، فإن إزالة الكربون بشكل كامل وسريع في هذا العقد هو الاختبار النهائي، منوها إلى أن قادة الأعمال والمؤسسات المالية والسلطات المحلية بحاجة إلى تقديم خطط انتقالية مع تعهداتها الصفرية الصافية، سيما وأن غياب المعايير واللوائح والصرامة عند التعامل مع وحدات سوق الكربون الطوعية أمر يبعث على القلق.

وشدد جوتيريش على ضرورة التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتوسيع نطاق الطاقة المتجددة، مؤكدا أهمية تقليص تمويل الوقود الأحفوري، وزيادة تمويل الطاقة المتجددة، سعيا لإحداث ثورة في هذه الطاقة.

وفيما يتعلق بالمساءلة، لفت جوتيريش إلى أن الشفافية الكاملة أمر بالغ الأهمية، داعيا جميع المبادرات الطوعية الخاصة بصافي الصفر إلى تسريع الجهود المبذولة لتوحيد التقارير المرحلية، وإتاحتها عبر المنصات العامة التي تغذي بوابة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.

وحول دور الحكومات، حث الأمين العام للأمم المتحدة الحكومات على إنشاء كيانات تضطلع بمهمة الانتقال إلى مستقبل عادل وخالي من الكربون، مؤكدا ضرورة سرعة العمل على وضع السياسات والتشريعات والميزانيات المطلوبة للحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية.