أحيانًا تشعر بالاغتراب عن كل شيء يدور من حولك وكأن نصيبك من هذه الدنيا المتغيرة هو المزيد من شعورك بالشتات حتى في داخل نفسك، كلما هممت بفعل شيء وجدت أمواج الانطفاء الشرسة تحتضنك بكل قوة، حتى تكاد أن تغرقك، تحدثك نفسك بالرغبة في الخلاص من كل هذا فلا تجد بعد عناء البحث سوى أبواب ربك التي ستلجأ إليها حاملًا معك كل همومك وأحزانك، لتلقي بها في بحار رحمته وتعود بعدها إنسان جديد.
تعود مطمئنًا مصحوبًا بالبركات، تشعر بأنك أصبحت مثل تلك الريشة التي يدفع بها الهواء، فجميع أثقالك قد سقطت عنك وهذا مقترن دومًا بالقرب من الله، في أحلك اللحظات ترفع عيناك لتراقب السماء فتجد جزءًا من سلامك النفسي المفقود هناك فتقاتل من أجل الحصول عليه والاحتفاظ به، كأنك تهرب بين الحين والآخر من سلاسل قيودك التي تربطك بهذه الأرض التي مسها بعض من الجنون، جنون قد يدفع بك كرهًا للانزواء والانطفاء.
تعود من رحلتك وقد عاد إليك قلب الطفل الذي ولدت به، تعود متفائلًا ، مرحًا ، فمهما حاصرك الظلام فهناك نور قد سطع بداخلك بدد ظلمة أيامك، وهذا وعد الله لك، ذهبت معدمًا لاتملك شيئًا ، ذهبت محملًا بضعفك وقلة حيلتك، ثم عدت من رحلتك إنسانًا جديدًا يحمل بداخله قلب كبير يمكنه من احتواء العالم .
أحيانًا تشعر برغبتك في اعتلاء القمم، ولكن أغلالك تمنعك كما تمنعك تلك الكلمات الموجهة إليك من أغلب المحيطين بك، ها هى طاقة النور قد انفرجت، وأتت معها بكل الخير من عند من ملك كل مفاتيح الخير لك، فطريقك إلى الله ملجأك الوحيد والقرب منه هو سبيل خلاصك.
الأيام والأحداث تأخذنا ويد الله تمتد إلينا لترفعنا من بين غابات الجهالة، ترسم لنا ملامح الطريق الذي سيتحقق لنا فيه كل شعور بالراحة والسلام ، إنه طريق النور ولا طريق سواه.