دائماً ما نظن أن الأمومة هي الفطرة التى تميزت بها الأم وتحملتها على عاتقها تجاه أولادها دون الأب، كما أنه هناك الكثير من الآباء يعتقدون أن مسؤولية تربية الطفل تقع على الأم فقط، ولا يطلب منهم سـوى تأمين الحاجات المادية لأطفاله وزوجته، ولكن أكد علماء فى علم الأنثروبولوجيا "علم الأنسان" فى مقال نشر على موقع "psychologytoday " أن الأمومة هى نتاج مشترك بين الأم والأب فى تربية الأبناء وتحمل مسئولياتهم.

وأشارت الدراسة أن غريزة الأم الفطرية تقوم جنبًا إلى جنب مع القدرات الأبوية من أجل بناء المجتمع، حيث أن شخصيات الوالدين يجب أن تعتبر هي التأثير الأول على تربية الأطفال وأنه كلما زاد إحساس الوالدين بالكفاءة في دورهم الأبوي إنعكس هذا إيجابياً على تربية الأطفال بشكل أفضل،  كما أن مشاركة الأب في التنشئة بشكل فعال، مهمة جداً لاستقرار نفسية الطفل، بل إن الخلل في العلاقة بين الطفل وأبيه كما أثبتت بعض الدراسات، قد يؤدي إلى نمو شخصية سلبية لا تشعر بجدوى المشاركة في الحياة الاجتماعية.

وأكملت الدراسة الى أن قيام الأم بمفردها بعملية التنشئة داخل الأسرة ينعكس بالسلب على شخصية الطفل بسبب عدم توازنها، وهو ما يظهر في غلبة السلوك الطفولي عليه حتى مع نموه في مرحلة المراهقة، وميله إلى الاعتماد على الآخرين والخضوع لهم، كما يؤدي أحياناً إلى العكس أي اتّصاف الطفل بالسلطوية، مع ملاحظة وجود فوارق بين الجنسين، وأن التوجيه الأبوي القائم على النصح والإرشاد وتقويم الأخطاء، يكوّن الضمير والمثال الأعلى للطفل، أما إذا تعرّض الطفل لغياب الأب بشكل دائم، فقد يحدث له إعاقة في النمو الفكري والعقلي والجسمي.