الجمعة 10 مايو 2024

درس من شرم الشيخ

مقالات22-11-2022 | 20:52

السؤال المهم الذى يتردد الآن وبقوة.. ماذا بعد النجاح الكبير والذى فاق التوقعات لقمة المناخ التى استضافتها مصر؟.. فلا يجب أن يمر هذا النجاح مرور الكرام.. بل نستخلص منه الدروس وأسباب التألق والابداع.. ليس فقط قمة شرم الشيخ.. ولكن هناك دروساً ورسائل مهمة رسختها الدولة المصرية على مدار 8 سنوات.. فقد نجحت فى تغيير الكثير من المفاهيم والمعتقدات والثقافات الخاطئة.. وفتحت أبواب الطموح على مصراعيه.. خاصة أن الدولة المصرية كسرت قواعد المستحيل.. وتجاوزت العقبات والتحديات.. لكى تعرف هذه الحقيقة يكفيك ان تقرأ دفتر أحوال الدولة المصرية قبل الرئيس السيسى.. لتدرك كيف نجح فى تحقيق ما يقترب من المعجزة الحقيقية على أرض الواقع فى الداخل والخارج.
  
لم يأت النجاح الكبير والمبهر شكلاً ومضموناً والنتائج التى حققتها مصر فى استضافتها لقمة المناخ (كوب-27) بشرم الشيخ صدفة أو اعتباطاً.. أو استثناءً.. ولكن من يقرأ دفتر أحوال الدولة المصرية على مدار 8 سنوات.. يجد هناك «كتالوج» عصرياً للبناء.. وإدارة الدولة والتخلص من الأنماط القديمة المتفرقة فى طموحها وفى نتائجها.. إلى بلوغ ذروة النجاح والتفوق.. والأقرب إلى المثالية والنموذج العالمى.. بدأت بتطوير الجهاز الإدارى للدولة ورفع كفاءته.. وتطوير وتأهيل كوادره على متطلبات الإدارة والإنجاز بما يواكب العصر.
الدولة المصرية وهى تبدأ مسيرة الإصلاح والبناء حرصت على القضاء على الفكر القديم وحالة الجزر المنعزلة بين وزاراتها ومؤسساتها لتجد أن كل عمل يجرى وينفذ فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى يتم بروح الفريق الواحد.. وبأعلى المعايير والمواصفات وبالجودة والنجاح.. واستشراف المستقبل.. وتناول كافة التفاصيل والحسابات كبيرها وصغيرها ودعت الدولة المصرية فى عهد السيسى ثقافة الفهلوة و«المظهرية» والتباطؤ والتقزم أو مجرد واجهات لكن المضمون أضعف ما يكون، لنكون أمام صورة مختلفة على مدار 8 سنوات قوامها الابداع والابهار، لا تظهر إلا مبادئ الالتزام بأعلى معايير الجودة.

الحقيقة أن هناك رؤية وإدارة ومشروعاً وطنياً ينشد البناء والتقدم ومواكبة العصر، وان تكون مصر فى مصاف الدول الكبيرة والمتقدمة تجلس فى الصفوف الأولى.. وليس فقط مجرد إنهاء عقود المعاناة والأزمات هناك طموح وأحلام غير محدودة بدأت تتحقق على أرض الواقع، لذلك يمكننا القول ان ما جاء فى قمة المناخ.. وما تحقق من نجاح وابهار كان محصلة فكر خلاق وعمل كبير جرى على أرض الواقع فى مصر على مدار 8 سنوات.. عبرت خلالها الدولة المصرية أقسى التحديات والأزمات والعقبات.. وتستطيع أن تقوم بالفعل بتحدى التحدي، فالقارئ لدفتر أحوال الدولة المصرية قبل عهد السيسى يصل لنتيجة مهمة ان ما تحقق فى مصر يقترب من المعجزة لذلك فإن النجاح الكبير فى شرم الشيخ لم يكن وليد أيام القمة فقط، ولكنه جاء عبر عقيدة جديدة ترسخت فى العقول والوجدان والفكر المصرى المتطلع إلى آفاق رحبة، على مدار 8 سنوات.. أصبح أى مسئول فى الدولة لديه «كتالوج» لابد أن يتواكب مع المعايير والمواصفات والطموح الذى غرسه الرئيس السيسى فى أسلوب عمل وإدارة وبناء الدولة.

لكن السؤال المهم الذى يطرحه البعض منا ماذا بعد هذا النجاح والإبداع الذى تحقق فى قمة المناخ بشرم الشيخ، خاصة فى ظل احترام العالم وإشادة الجميع بالشكل والمضمون والمحتوى والنتائج التى تمخضت عن القمة وأرى ان أبرزها وهو تاريخى صندوق الاضرار والخسائر.. وتحقيق العدالة المناخية، وتحويل الوعود والتعهدات إلى التنفيذ.. وتنمية الإدراك العالمى بخطورة التغيرات المناخية، وآثارها الكارثية على دول وشعوب العالم وخسائرها الهائلة.. لذلك دقت مصر ناقوس الخطر.. ولفتت الانتباه إلى أهمية أن تكون التغيرات المناخية على قمة أولويات هذا العالم.
السؤال المهم والأساسي.. ماذا تعلمنا من التنظيم الناجح لقمة المناخ بشرم الشيخ؟ وبماذا خرجنا من روعة الشكل والمضمون الذى بدت عليه القمة؟.. أرى ان هذه الدروس تحتاج إلى البناء عليها.. كالتالي:

أولاً: نجاح القمة يمنح كل مواطن مصرى الثقة فى النفس.. والقدرة على النجاح.. وأهمية الطموح والإرادة لتحقيق الإنجاز.. فلسنا أقل من أكبر الدول فى العالم، بل نجحنا بشكل أفضل وهو ما يؤكد قدرتنا على تحقيق النجاح.

ثانياً: نجاح قمة شرم الشيخ بشكل هائل وفريد يتسق مع العقيدة الرئاسية ورؤيتها فى تحويل الأحلام إلى حقيقة على أرض الواقع.. وأنه لا وجود للمستحيل.. وأننا نستطيع ان نتحدى التحدي.. فما تحقق خلال 8 سنوات يشير إلى ذلك.. فقد بنت مصر أروع البناء، وراعت وهى تبنى الحاضر متطلبات المستقبل، لم تشعر الدولة وهى تنفذ أكبر عملية إصلاح وبناء بأن هناك من يعيق طموحاتها وتطلعاتها.

ثالثاً: نجاح القمة بشرم الشيخ جاء ليؤكد عمق الرؤية والفكر الخلاق فقد انتصرت فلسفة الحكم التى أرساها الرئيس السيسى بالتخطيط واستخدام العلم ودقة التنفيذ والالتزام بأعلى المعايير والمواصفات.. والعمل بروح الفريق الواحد وليس الجزر المنعزلة فلقد رأينا نتائج هذا الأسلوب عندما انصهرت كل مؤسسات الدولة فى بوتقة الملحمة.. وتكاملت بشكل أدى إلى النجاح.. كل شيء كان يمضى وفق تخطيط تم التأكيد على فعاليته توقع لأصعب الظروف والسيناريوهات وتجاوزها فى وقت قياسى.. رأينا روعة التنظيم.. كل القاعات والمناطق تعمل بانسيابية دون تعثر.. رأينا كيف كان الأمن احترافياً من الدرجة الأولى بحيث تشعر وتلمس الأمن والأمان وفى نفس الوقت لا ترى كوادر وعناصر ورجال الأمن.. لم تجد مشكلة أو أزمة واحدة تعكر صفو هذا العمل الإبداعى والملحمى.. الجميع أدى دوره باقتدار تعاون الكل فى إنكار للذات.. وانتظار للنجاح الكبير حتى تفخر مصر بأبنائها.

رابعاً: نجاح قمة شرم الشيخ بهذا الإبداع فى التخطيط والتنفيذ رسالة لكل مسئول وزيراً أو محافظاً بألا يخرج أى عمل يتولاه إلا بنفس المعايير والمواصفات والمحددات التى وضعها الرئيس السيسى.. وأيضاً بالفكر الذى جسده نجاح قمة شرم الشيخ والمشروعات العملاقة فى مختلف القطاعات والمجالات.. نجاح مصر على الصعيد العالمى والإقليمى والدولى ليس فقط فى قمة المناخ.. ولكن على مختلف الأصعدة يضع الجميع أمام مسئولياته فى اخراج أى عمل بالصورة والشكل والمضمون بأعلى المعايير والمواصفات.

خامساً: فى ظل تفوق الدولة المصرية.. وقدرتها على تحقيق التفوق فى تنظيم الأحداث والفعاليات العالمية.. بقدرات هائلة وثقة يضع الجميع أمام مسئولياته فى ضرورة النهوض ببعض الخدمات المقدمة للمواطن.. والوقوف عليها والحفاظ على ما وفرته الدولة من قدرات وامكانيات مثل الصحة التى يجب على المسئولين عنها النزول إلى المستشفيات ومراكز تقديم الخدمة الطبية للوقوف على مستوى رضا وراحة المواطن وحسن سير العمل.. ومدى تفاعل وتعامل وتعاطى الموظفين ومقدمى الخدمة مع المواطنين.. فقد تعلمنا من الرئيس السيسى الاطمئنان بنفسه على سير العمل.. من خلال جولات تفقدية ميدانية فى جميع الأوقات.. حتى لو كانت أيام العطلات والأعياد.

أيضاً لابد أن نتفق جميعاً على أهمية حرص الدولة على تطوير التعليم ليكون مواكباً للتقدم العلمى وسوق العمل المحلى والإقليمى والدولى ومتطلباته العصرية وألا نقف كشعب ومواطنين عقبات فى وجه هذا التطوير.. يكون لدينا الوعى الحقيقى بأهمية وجود نظام تعليم قوى يؤدى إلى نتائج تدفع الدولة إلى الأمام.. وليس مجرد الحصول على شهادات جامعية بلا جدوى.. ومن هنا يجب تضافر المسئولين عن التعليم والرأى العام.. والنخب الفكرية والثقافية لتحقيق القبول والفهم والوعى الشعبي.

سادساً: نجاح قمة شرم الشيخ بل نجاحات الدولة المصرية على وجه العموم على الصعيدين الداخلى والخارجى تضعنا كمواطنين أمام مسئولياتنا بامتلاك الطموح والقدرة على تحقيق النجاح.. وانه لا يوجد مستحيل.. فإذا كانت الدولة فى ظل الأزمات والعقبات والتحديات التى ورثتها من العقود الماضية.. فإن الدولة على مدار 8 سنوات نجحت فى تجاوز التحديات ولم تتوقف أمام العقبات.. وحققت نجاحات عظيمة فى مختلف المجالات والقطاعات وهو ما يمنحنا رسالة مهمة..أنه لا مستحيل أمام الإرادة الصلبة.. والرؤى الخلاقة، فهو درس مهم لكل مواطن، لابد أن يمتلك الطموح والإرادة لبلوغ الأهداف.

سابعاً: حالة النجاحات التى تعيشها الدولة المصرية على الصعيدين الداخلى والخارجى.. ترسخ وعياً حقيقياً لدى المواطن.. وفهماً صحيحاً لدى الجميع واستيعاباً لرؤية وعمل وإرادة الدولة.. خاصة أنه تشكل لدى الجميع، أن جهود الدولة أصبحت حقيقة على أرض الواقع، ونجاحاتها يدركها ويستشعرها ويراها المواطن.. لذلك لابد أن يعى المواطن نفسه أهمية الوعى والحفاظ عليه فى تحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات التى تنعكس على حياته وتغييرها إلى الأفضل.. فكلما نجحت الدولة وتقدمت جنى المواطن المزيد من الثمار سواء فى مستوى الخدمات المقدمة له.. أو جهود الدولة فى تحسين مستوى معيشته.

ثامناً: النجاحات والإنجازات التى تحققت وكانت محصلتها نجاح وإبهار قمة شرم الشيخ جاءت نتاج عمل ميدانى على الأرض.. ومتابعة ووقوف واطمئنان على كل العناصر على مدار الساعة.. وتخطيط وتنفيذ ومتابعة وهو ما يجبر كل مسئول بأهمية النزول على أرض الواقع.. فالمحافظ عليه ان يتابع مشروعات الدولة ويطمئن عليها فى نطاق محافظته.. وأيضاً يطمئن على أحوال المواطنين ومستوى الخدمات المقدمة لهم.. وليس الجلوس فى المكاتب.. وعلى الجميع ان يتعلموا من رئيس الدولة الذى يتابع ويتفقد ميدانياً ويطمئن على كل صغيرة وكبيرة ويأتى بالمسئولين التنفيذيين ليطلع على التفاصيل ويصدر التوجهات، ويتابع سير الأعمال والتنفيذ على أرض الواقع.. ويقضى يومياً أكثر من 10 ساعات عمل كحد أدنى ليتابع ويطمئن على كل شيء فى الداخل والخارج.

تاسعاً: نجاح قمة شرم الشيخ علمنا أننا لسنا أقل من أى دولة فى العالم.. بل نتفوق وأن المواطن المصرى جدير بالمسئولية وأنه إذا توفرت له الإمكانيات فإن النجاح والابهار سيكون حليفه.. فلا جدال ان من قاموا على هذا العمل ليس فقط على مستوى قمة شرم الشيخ للمناخ.. ولكن على مدار 8 سنوات من عمل شاق وإنجازات ونجاحات فى كافة ربوع البلاد هم بطبيعة الحال مصريون.. لذلك فإن الثقة فى النفس والثقة فى المواطن المصرى والرهان عليه كما فعل الرئيس السيسى تؤتى ثمارها وتحقق أهدافها بما يفوق التوقعات.. فالبعض صدر لنا مفاهيم واعتقادات خاطئة ومغلوطة عن المواطن المصرى ثبت على أرض الواقع انها غير صحيحة.. فهو الذى بنى ونظم وأبدع ووعى واصطف حول وطنه وقيادته السياسية.

عاشراً: تجربة الـ8 سنوات الملهمة علمتنا ألا نلتفت لحملات أهل الشر والأكاذيب والشائعات.. ومحاولات الاحباط والتشويه، ألا نلقى بالاً بالصغائر والكارهين والحاقدين وأن نمضى وبثقة وثبات وندع الكلاب تعوي.. ولا نبالى بالمرتزقة والخونة والعملاء.. درس مهم ألا نلتفت لكل محاولات وحملات التعطيل وبث اليأس ونتحلى بالإرادة والعزيمة والتحدي.. فما أروع التجربة المصرية على مدار 8 سنوات التى واجهت تحديات وتهديدات من كل حدب وصوب.. تغلبت وهزمت الظروف والأزمات والعقبات فى الداخل، وأجهضت المؤامرة القادمة من الخارج.. وتجاهلت حروب تزييف الوعى والتحريض.. ركزت فحسب على الأهداف المطلوب تحقيقها وأدارت ظهرها لكل الأكاذيب والتشويه والشائعات.

الدرس القادم من شرم الشيخ مدينة السلام والجمال والإبداع.. إنه لا مستحيل على الاطلاق.. نجاح قمة المناخ كان عنواناً مهماً لحكاية وقصة نجاح ونجاة وطن كاد يضيع فى غياهب الفوضى والاهمال وغياب الرؤية والإرادة.. قمة شرم الشيخ عنوان كبير ومضيء لمعجزة مصرية تحققت خلال 8 سنوات.. مفادها من الضياع قبل 8 سنوات إلى الابداع والإنجاز والنجاح.. فالجميع يتساءلون عندما يشاهدون مصر ليس فقط فى شرم الشيخ.. ولكن فى كل ربوع البلاد.. أهذه هى البلاد التى كادت تضيع وتسكنها الفوضى ويهددها الإرهاب وتخيم عليها الأزمات والمعاناة؟.. نعم هذه هى الدولة التى كادت تضيع لكنها الآن حديث العالم فى النجاح والإنجاز والإبهار.

نجحت قمة شرم الشيخ وقدمت شباب مصر فى أبهى وأعظم صورة وجسدت قدراتهم فى تنظيم هذا الحدث العالمى بتفوق وإبداع فاستحقوا تكريم الأمم المتحدة.. فهؤلاء الذين ساندهم ودعمهم واستمع لهم واحتضنهم الرئيس السيسى إنهم شباب مصر.

أيضا رجال الشرطة ينالون تكريم الأمم المتحدة تقديراً لتفوقهم فى توفير الأمن والأمان.. بشكل احترافى وعصرى دون وجود أدنى مضايقات.. الأمن والأمان عن بعد تستشعره وتلمسه دون أن ترى رجاله.. أيضاً استحقت مصر تكريم وإشادة الأمم المتحدة بسبب روعة التنظيم وعبقرية المضمون والمخرجات والنتائج غير المسبوقة.. التى أسفرت عنها قمة شرم الشيخ.

درس شرم الشيخ لا يجب أن يفوتنا على الإطلاق بل يجب أن نتوقف أمامه كثيراً ونبنى عليه للأمام والمستقبل.. فى كل المجالات والقطاعات.. وأن نثق فى قدراتنا وإمكاناتنا وأدواتنا.. وأهدافنا.
 

Dr.Radwa
Egypt Air