الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تحقيقات

صوت إفريقيا .. جهود الدولة المصرية محليًا وعالميًا في مواجهة آثار التغيرات المناخية

  • 27-11-2022 | 15:24

التغيرات المناخية

طباعة
  • إسراء خالد

أصدرت الهيئة العامة للاستعلامات كتاب «مصر وقضايا التغيرات المناخية»، بعدد من اللغات العالمية الأكثر انتشارًا، لتذكير ضيوف مصر والرأي العام الدولي بالجهود المصرية في مواجهة التغيرات المناخية، بدءاً من رؤية وجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يقود دور مصر وأفريقيا في هذا المجال، ثم جهود الدولة المصرية على المستوى المحلي في مواجهة آثار التغيرات المناخية والحد منها في مجالات التصحر، وشح المياه، ووسائل النقل، وحماية الشواطئ، والانبعاثات الصناعية، وغيرها، ثم الجهود المصرية على الصعيدين الإفريقي والعالمي.

ويأتي ذلك في ضوء اختيار المجتمع الدولي لمصر لاستضافة الدورة السابعة والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي 27 COP في شرم الشيخ - نوفمبر 2022 والذي يعد بمثابة اعتراف دولي، وتقدير عالمي لدور مصر النشط والفعال ضمن منظومة العمل الدولية لمواجهة آثار التغيرات المناخية، والحد منها، والتكيف مع نتائجها.

مصر صوت إفريقيا في قضايا المناخ

وركز الكتاب على اعتبار مصر صوتًا لإفريقيا في قضايا المناخ، إذ قطعت مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، وما زالت، خطوات ملموسة وبناءة على الصعيد المحلي والدولي في طريق العمل المناخي لمواجهة أزمة تغير المناخ التي تشكل تهديدا لكافة مناحي الحياة.

ولم يقتصر دور مصر في مواجهة تغير المناخ على سلسلة الإجراءات الواسعة داخليا، بل عملت أيضا على مساندة مصالح الدول الإفريقية الجارة والشقيقة، والدفع بهم نحو إجراءات التكيف مع تغير المناخ، باعتبارهم شركاء الوطن في القارة السمراء.

كما أولت مصر اهتماما بالغا بمؤتمر تغير المناخ السادس والعشرين (cop26 ) والتي استضافته بريطانيا في العاصمة الاسكتلندية جلاسكو في 1 نوفمبر 2021 ، انطلاقا من حرص مصر على مصلحة الدول الإفريقية والتشديد على ضرورة رصد التمويلات اللازمة للحد من آثار المناخ الضارة في إفريقيا، ومنحها النصيب العادل من هذه التمويلات المقدّرة بنحو 100 مليار دولار، وتتطلع مصر إلى إطلاق المبادرة الإفريقية للتكيف مع تغير المناخ والهادفة لتمكين الدول الإفريقية من الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ إجراءات التكيف والتخفيف من آثار المناخ.

وكانت مصر قد مثلت القارة الافريقية في صندوق المناخ الأخضر مع كل من تنزانيا وجنوب أفريقيا والسودان والجابون، وهو آلية التمويل التي تعتمد عليها الدول الأفريقية لتمويل مشروعات التكيف والحد من الانبعاثات في القارة، كما قامت مصر نيابة عن القارة الأفريقية في التفاعل مع قضايا المناخ وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء، والتي ظهرت في شكل مفاوضات رسمية حيث تولت مصر رئاسة مجموعة الـ 77 للدول النامية والصين خلال عام 2018، ومجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ عامي 2018 و2019، ورئاسة لجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة أعوام 2015 و2016، والمبادرتين الأفريقيتين التي أطلقهما الرئيس السيسي للتكيف والطاقة المتجددة خلال الدورة الـ 15 لمؤتمر الأطراف في باريس في 2015، وخلال قمة الأمم المتحدة للمناخ في 2019 ترأست مصر بالشراكة مع جمهورية مالاوي والمملكة المتحدة تحالف التكيف والتحمل ممثلة عن القارة الأفريقية، والرئاسة المشتركة لمجموعة أصدقاء التكيف في نيويورك.

كمـا عمـلـت مـصـر على توالى الاجتماعات مع المفوضين الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، حيث استضافت مصر مجموعة المفاوضين الأفارقة في مدينة شرم الشيخ 2018 – 2019 ، فضلاً عن رئاسة لجنة القادة والرؤساء الأفارقة المعنيين بتغير المناخ، ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة عامي 2015 و2016، ثم لقاء وزير الخارجية مع مجموعة المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ في 8 يونيه 2022، خلال تواجده بمدينة بون الألمانية بالتزامن مع انعقاد الدورة 56 لاجتماعات الجهازين الفرعيين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ.

جهود مصر في مؤتمرات ومنتديات دولية واقليمية

تشمل جهود مصر في مؤتمرات ومنتديات دولية واقليمية مشاركة كبار المسئوليين المصريين على مختلف المستويات في مؤتمرات ومنتديات دولية واقليمية ركزت على تداعيات التغير المناخي على القارة الإفريقية.. ومن أبرزها مايلي:

- في 18 أغسطس 2022 أطلقت مصر جائرة لدعم جهود مواجهة التغير المناخي في أفريقيا، ضمن استعداداتها لاستضافة قمة المناخ كوب 27، في نوفمبر.

وفي هذا الإطار، شهدت وزيرة البيئة المصرية ياسمين فؤاد، توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز شؤون البيئة ومركز تحديث الصناعة ومؤسسة استدامة جودة الحياة للتنمية والتطوير لإطلاق وتنفيذ جائزة مواجهة تغير المناخ في أفريقيا.

وتهدف الجائزة إلى تشجيع كل القطاعات من أصحاب المصالح لاتباع نهج صديق للبيئة وتخفيف ومعالجة وطأة التغير المناخي وتطبيق مبادرات قائمة على الابتكارات في مجال العلوم والتكنولوجيا لدعم الإجراءات المناخية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

- في 9/ 8/ 2022 شاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في الجلسة التشاورية الثانية التي عقدت عبر خاصية الفيديو كونفرانس والخاصة بالتشاور حول المبادرة العالمية للمخلفات 50 التي تم إطلاقها خلال مؤتمر المناخ COP27 بمشاركة كل الدول الإفريقية وكيفية مساهمة القطاع الخاص والجمعيات الأهلية في كل الأنشطة الخاصة بالاستفادة من المخلفات، وتهدف إلى رفع معدل إعادة تدوير إلى 50% من المخلفات الأفريقية بحلول عام 2050.

وعرضت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، تجربة مصر في إصدار السندات الخضراء لتمويل مشروعات التواءم مع متطلبات مواجهة تداعيات التغيرات المناخية والحد من انبعاثات غازات الكربون، وجاء ذلك خلال مشاركتها عبر الفيديو كونفرانس في منتدى بعنوان تجاه كوب 27 : «المنتدى الإفريقي الإقليمي حول مبادرات المناخ من أجل تمويل مشروعات المناخ وأهداف التنمية المستدامة» الذي تنظمه الرئاسة المصرية لقمة المناخ كوب 27 ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا وأبطال الأمم المتحدة رفيعي المستوى للمناخ لكوب 26 وكوب 27 خلال الفترة من 2 إلى 4 أغسطس 2022 بمركز مؤتمرات الأمم المتحدة بأديس أبابا.

- نُظمت المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة AREI الإصدار الثاني من منتدي الطاقة المتجددة في افريقيا يومي 26 و 27 يوليو 2022 بالقاهرة تحت رعاية وزارة الكهرباء والطاقة والمتجددة وقد اعقبه برنامج تدريبي مقدم من وزارة الكهرباء لنقاط الاتصال في المبادرة من الدول الأفريقية، واستضافت مصر هذا الحدث الهام في إطار الدعم الذي تقدمه مصر للمبادرة منذ أن أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية في مؤتمر الأطراف COP21 في باريس عام 2015، كما أن مصر هي عضو في مجلس إدارة المبادرة.

وحققت الـ AREI هدفها في المرحلة الأولى وهو 10 جيجاوات في عام 2019 قبل أكثر من عام، مما يثبت أنه عندما تتحدث إفريقيا بصوت واحد، يمكنها تحقيق أهدافها بشكل أسرع مما هو متوقع، وقدمت AREI مساهمة كبيرة ومتعددة الأبعاد في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في إفريقيا من خلال العمل كمنصة للحوار رفيع المستوى مع الشركاء ومنصة لتعبئة الموارد لقطاع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

- أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمة متلفزة لمنتدى أسوان للسلام والتنمية في نسخته الثالثة في يونيو 2022، أنه على الرغم من الجهد الحقيقي المبذول والإنجازات التي تحققت في إفريقيا خلال الفترة الماضية، فإن الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم اليوم تظل تؤكد أن الطريق لا يزال طويلا لتحقيق آمال شعوب القارة وهوما يتطلب من الجميع التكاتف، مع التحلي بإيمان راسخ بأننا قادرون معا على تخطي تلك الصعاب نحو مستقبل أفضل لقارتنا الإفريقية.

وأوضح السيسى أن منتدى أسوان أصبح منصة إفريقية تثبت يوما بعد يوم منذ إطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الافريقي في عام 2019، أنها محفل إفريقي فعال وجامع لمناقشة مختلف التهديدات والتحديات التي تواجه القارة، وأشار الرئيس إلى أن المنتدى ينعقد هذا العام فى توقيت بالغ الدقة، يعاني فيه المجتمع الدولي توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، وتنعكس آثارها كذلك على بلداننا الإفريقية، لاسيما على الأمن الغذائي وأمن الطاقة.

- في 21 /6/ 2022 أكد سامح شكري، وزير الخارجية، حرص مصر على التنسيق مع الدول الإفريقية من أجل خروج كوب 27 بنتائج محددة تعزز عمل المناخ الدولي، وخاصة فيما يتعلق بخفض الانبعاثات ودعم قدرات الدول النامية والإفريقية على التكيف مع تغير المناخ وتوفير تمويل المناخ بجانب تنفيذ تعهدات المناخ، وأشار في هذا الصدد إلى تركيز النسخة الحالية لمنتدى أسوان للسلم والتنمية على القضايا المرتبطة بتغير المناخ.

- في الفترة من 12 إلى 21 يونيو 2022 واصل البرنامج التدريبي لتأهيل الكوادر الأفريقية على التنمية المحلية واللامركزية، فعالياته لليوم العاشر والأخير والذى نظمت وزارة التنمية المحلية بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية البرنامج التدريبي لتأهيل الكوادر الأفريقية على التنمية المحلية واللامركزية خلال، بحلقة نقاشية بعنوان قمة المناخ في شرم الشيخ (COP27 ) ، حاضر فيها رئيس الإدارة المركزية لتغير المناخ بوزارة البيئة.

وأشار اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية السابق، إلى أهمية عرض الاجراءات التي تقوم بها كافة أجهزة الدولة والجهات المعنية في لاستضافة مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ 27 COP بمدينة شرم الشيخ، على المتدربين في النسخة الثانية من الدورة التدريبية لتدريب وتأهيل الكوادر الأفريقية في مجال التنمية المحلية واللامركزية، للاستفادة منها فى تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية اختتمت الحلقة الناقشية بالتأكيد على أهمية مؤتمر المناخ العالمي باعتباره أكبر وأهم مؤتمرات الأمم المتحدة من حيث عدد المشاركين ومدة الانعقاد والقمة التي تجمع قرابة 30 ألف مشارك من 196 دولة حول العالم، ويعكس المؤتمر اهتمام الدولة المصرية لملف التغيرات المناخية وحماية البيئة والخروج في هذا الحدث بصورة مشرفة تبرز جهود مصر في هذا الملف ومكانتها دوليًا.

- خلال الفترة من 30 مايو وحتى 18 يونيو 2022 استضافت مدينة شرم الشيخ تلك الاجتماعات بحضور رئيس المجموعة الإفريقية و ٤٠ مفاوضا من كبار المفاوضين الأفارقة لتغير المناخ ونقاط الاتصال المعنيين بتغير المناخ وممثلى الدول الإفريقية، بالإضافة إلى المنظمين من سكرتارية المجموعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وشارك من مصر الوفد التفاوضي المعني بتغير المناخ بكلا من وزارتي الخارجية والبيئة.

- في 18 /2/ 2022 ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي، المائدة المستديرة حول تغير المناخ والتي انعقدت في إطار أعمال القمة السادسة للمشاركة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية بروكسل .

وأكد الرئيس السيسي أن استضافة مصر المناخ العالمية القادمة في نوفمبر 2022 تأتي بالنظر إلى إدراك مصر لخطورة التحدي الذي تمثله ظاهرة تغير المناخ، مشيرا إلى أن مصر ستسعى إلى خروج القمة بنتائج متوازنة وقابلة للتنفيذ لرفع طموح عمل المناخ بكافة مكوناته، سواء على صعيد خفض الانبعاثات أو التكيف، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية للمؤتمر السابق في جلاسجو ولتحويل تعهدات المناخ إلى واقع فعلي.

في 2021/4/6 شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس في الاجتماع رفيع المستوى الذي نظمه بنك التنمية الأفريقي بالتعاون مع المركز العالمي للتكيف تحت عنوان «حوار القادة حول التداعيات الطارئة لجائحة كورونا وتغير المناخ في أفريقيا»، وذلك بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة.

في 28 /8/ 2019 أشار الرئيس السيسي خلال كلمته في قمة «التيكاد» إلى حجم التحديات التي لازالت تواجه دول إفريقيا، في ظل مناخ دولي تجتاحه موجات الحمائية الاقتصادية والتجارية، فضلا عن التوقعات المتشائمة بتراجع النمو العالمي، وتفاقم تداعيات ظاهرة تغير المناخ.

ودعا الرئيس السيسى المشاركين إلى تكثيف التعاون العلمي والتنموي المشترك للاستفادة من قدرات القارة الأفريقية الطبيعية في تنويع مصادر الطاقة، من خلال دعم مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، بما يُسهم في تخفيف الآثار البيئية لظاهرة تغير المناخ.

- في 25 /8/ 2019 ألقى الرئيس السيسى كلمة خلال جلسة المناخ والتنوع البيولوجي والمحيطات في قمة مجموعة السبع بفرنسا أكد فيها أن مصر لم تدخر جهداً خلال رئاستها لمجموعة الـ 77 والصين عام 2018، وللمجموعة الأفريقية في مفاوضات المناخ، لإنجاح عملية تفعيل اتفاق باريس.

- في أواخر نوفمبر 2018 شاركت مصر في مؤتمر «استدامة الاقتصاد الأزرق» الذي عقد في العاصمة الكينية - نيروبي ـ حيث حضر حوالي 18000 مندوب من 184 دولة - وهو عدد أكثر بكثير من العدد المتوقع، حيث كان متوقعا حضور حوالى 4000 مندوب عن الدول المختلفة - وشمل ذلك مسئولين حكوميين، وممثلين عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية الرئيسية، وأعضاء المجتمع المدنى، وممثلين من الأوساط الأكاديمية وممثلين مختلفين للصناعة البحرية وخبراء عالميين آخرين.

- في 2015/11/30 قال الرئيس السيسي في باريس: «إن إيلاء الاهتمام اللازم لقضية التكيف مع آثار تغير المناخ يعد من المطالب الثابتة للدول الأفريقية ومن هنا تأتى أهمية هذا الاجتماع الذي يعكس أهمية تحول النظرة العالمية لقضية التكيف وتزايد الاهتمام بها، ويمثل التكيف مع آثار تغير المناخ تحديا هائلا بالنسبة للقارة الأفريقية، إذ تمتد تلك الآثار للعديد من المجالات الضرورية للحياة وللنشاط الاقتصادى، وفى مقدمتها المياه والزراعة والصحة والطاقة والبنية الأساسية وحماية السواحل والحفاظ على التنوع البيولوجي فى الوقت الذي تفتقر فيه القارة الأفريقية للموارد اللازمة للتعامل مع كافة تلك التحديات وزيادة معدلات التنمية في الوقت ذاته».

أخبار الساعة

الاكثر قراءة