السبت 20 ابريل 2024

دور الإعلام في حفظ الأمن المجتمعي

مقالات28-11-2022 | 13:58

ونحن نعيش فى ظل ثورات تكنولوجية وتحولات رقمية لكافة الأمور فى حياتنا اليومية، ومع ما تحياه شعوب الأرض قاطبة من كم غير مسبوق من التحولات الاجتماعية والمشاكل السياسية والأزمات الاقتصادية أصبح دور الإعلام من الأهمية بمكان حيث أنه قد تعددت وسائله، وتنوعت أساليبه وانتشرت بكثرة مجالات تأثيره، فاستولت وسائل الإعلام على معظم أوقاتنا واستقطبت جل اهتماماتنا، حيث تلاشت أمام سطوة وسائله الحدود الجغرافية و تهاوت أمام قوة انتشاره الاختلافات اللغوية لذا فإن دوره أصبح من أهم الأدوار فى شتى أبواب المعرفة والوعى وحفظ أمن المجتمعات إذا تم تسخيره وأدواته فى البناء و التنمية ونشر الخير.

وكما أن بابا من أهم  أبواب الإعلام ووسائله وهى الصحافة سواء أكانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية ويتم تعريفها بأنها السلطة الرابعة لما لها من قوة تأثير فى المجتمعات وتنمية قدراتها وتمكينها من تغيير الكثير من سلوكيات المجتمعات سلبيا أو إيجابيا بناء على ما يتم تقديمه من محتوى فكرى وثقافى، حيث الهدف الأسمى من الإعلام ووسائله المختلفة هو تنمية المجتمع ورفع كفاءة مواطنيه وتعظيم مستوى الوعى لديهم.

والإعلام يعتبر من المقومات المهمة لقضايا التنمية، حيث يجب أن يكون إعلاما واقعيا يحقق أهدافا اجتماعية سياسية واقتصادية واجتماعية، تربوية وثقافية تعمل على بناء الثقة فيما يتم تقديمه للجمهور مبنياً على صراحة وصدق ووضوح متكامل مع كافة مخرجات السياسات الإعلامية الأخرى بحيث يقدم جرعات من الثقة لدى المواطن بما تقوم به أجهزة ومؤسسات الدولة دون تهويل أو إجحاف وهذا بدوره يؤدى حتما إلى تهدئة الرأى العام؛ فالإعلام أحد أهم الأسلحة فى تشكيل السلوك الوجدانى للشعوب وعامل أساسي فى بناء الفكر وتقريب وجهات النظر، ودوماً إذا صلح الإعلام فإن ذلك يُعد عاملاً مهماً فى تكريس استقرار وأمن المجتمع، محافظاً على تماسك الجبهه الداخلية للوطن، وكم وجهت القيادة السياسية بأنه لا بد أن يكون الإعلام منبراً حراً للفكر والرأى والتنوير والتوعية فى إطار المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات الاعلامية فى إخراج محتوى اعلامى هادف فكرياً وبنّاء سلوكيا ورائد أخلاقياً.   

والإعلام له دور هام فى رفع كفاءة الوعى المجتمعى بقضايا الوطن الأخلاقية والعلمية والعملية وسرعة تأثيره فى كافة ما يتعلق بسلوكيات الأفرد والمجتمعات مثل الحفاظ على المال العام وعدم إهداره، وتأثيره الكبير فى الحفاظ على البيئة والحد من التلوث ، كما أن للإعلام دوراً هام فى الحفاظ على المقدرات.

ومن أهم الأدوار للإعلام هو الحفز الدائم لتعميق الانتماء للوطن ودعم قضاياه والزود عنه وقبول التحديات والتصدى للفكر الهدام والتصدى للمحبطين والمشككين. 

وهناك فرق شاسع بين إعلام الإنارة وإعلام الإثارة فهذا يبنى قيماً وأخلاقاً وحب للأوطان وذاك يهدم ويشوه كل آثار البناء والتنمية، وللإعلام الهادف دوراً فى الحفاظ على مكتسبات الوطن كما يساهم فى دفع عجلة التنمية، ويُعد عاملاً رئيساً فى بناء الإنسان، وعيه وثقافته، وقدراته، وتنمية فكره كى يستطيع القيام بدوره الإيجابى الفاعل فى المجتمع.

ويجب أن تكون المنابر الإعلامية على اختلاف توجهاتها منابر هادفة، بعيدة عن كل ما من شأنه تعكير صفو المجتمع أو تشويه صورته والتقليل من قوة إنجازاته، وعلى الإعلام أن يقوم بدوره فى تعزيز وتوضيح ما تمر به البلاد من معارك كبرى وتحديات خطيرة وضرورة الانتباه بالمتربصون داخليا وخارجيا والذين يُريدون لنا عدم التوفيق والنجاح، والعمل على تقوية التنسيق بين القنوات والصحف والمنابر الهادفة وتبادل الخبرات والتجارب فيما بينها، والإعلام يعتبر من أهم الأدوات المؤثرة، وله دورا استراتيجيا مهما وفى مواجهة التحديات، وتحقيق التنمية والازدهار والإعلام منارة للوعى، أهدافه تتسم بالنبل وليس آداة للإثارة بل للتثقيف والإنارة ويعمل على نشر الثقافات الإيجابية التى تسهم وبشكل مباشر فى رُقى الأفراد والمجتمعات، ودائما ما يتصدى للثقافات السلبية، التى تؤثر على الأمن والسلم المجتمعى.

وعلاقة الإعلام بالمجتمع ينبغى أن تكون علاقة تفاعلية تكاملية حيث إن الإعلام الهادف البنّاء يؤدى إلى بناء جسور تواصل وثقة مع المجتمع حيث يُعزز طرق البحث عن حلول ممكنة التنفيذ للمشكلات والقضايا المجتمعية وذلك بطرح هذه المشكلات وتلك القضايا على المختصين ذوى القبول الجماهيرى وتفعيل آرائهم فى وضع الحلول المناسبة، وذلك خلافاً للإعلام السلبى الذى يشغل المجتمع بقضايا لا طائل منها كزواج وطلاق بعض المشاهير كما أنه لا يجب أن يقتصر دور الاعلام على مثل هذه الأمور التى لا تعود بأى نفع تجاه المجتمع.

ويعتبر الإعلام حائطاً من حوائط الصد وصمام أمان ضد كل سُبل التطرف ومحاربة الشائعات والأكاذيب والإعلام يُعد شريكا أساسيا فى حفظ الاستقرار وتعزيز الأمن القومى.

 إن وسائل الإعلام الحديثة يجب الاستفادة منها لأهميتها فى تكريس ثقافة الحوار وحث المواطن على المشاركة بالرأى فى الشأن العام والتفاعل البنّاء مع القضايا والأحداث.

وللإعلام دوراً هاماً فى حفظ الأمن القومى حيث يرسخ ذلك الدور المفهوم الشامل للأمن وذلك بالإبتعاد عن اى ممارسات من شأنها التأثير بالسلب على اى من مقومات الأمن القومى والمجتمعى من أى تهديدات، وهذا هو الإعلام البناء أما أخطر سلبيات الإعلام وهو اسلوب الإثارة والسعى الى السبق او المنافسات والممارسات اللا أخلاقية وهذا ما يهدد الأمن المجتمعى لأن نجاح منظومة الإعلام يرتكز على قدرته فى مواكبة الأحداث التى تمر بها البلاد والمنطقة وفهم الواقع واستخدام خطاب ورسائل اعلامية متوازنة تتميز باليقظة و الحكمة تماشياً مع متطلبات المرحلة.