الأربعاء 29 مايو 2024

الفرج

12-8-2017 | 11:53

يمسك بقضبان الباب الحديدى بقوة محاولا هزه ليفتح. يخرج ما فى جيبه من أشياء معدنية باحثا عما يجده قد يضعه فى ثقب الباب ليحرك المزلج. يخرج سلسلة مفاتيحه ويجرب كل ما بها واحداً تلو الآخر تتساقط قطرات عرقه على بلاط أرضية المكان وتزيد نبضات قلبه ويدق سريعا. يستند إلى الحائط يرفع رأسه ساندا إياه على الجدار ويغمض عينيه ويقطب كل قسمات وجهه. ينظر إلى سقف المكان ينظر حوله يكاد يصرخ. ينقب الأمل من جديد يذهب إلى الجانب الآخر من المكان يندفع باتجاه الباب ملقيا كل جسده باتجاه جنبه واكتافه. يشعر بألم شديد ينتج من ارتطام كتفه بالباب. يتألم من صدمته يستند بظهره على الباب ثم ينزل جالسا على ركبتىه وهو يرفع يده خلف رأسه ماسكا بها تتزايد قطرات عرقه ودقات قلبه ينبت الأمل من جديد. يتضرع يدعو الله. يقف ملاصقا بظهره للباب تماماً رافعا ساقه فى اتجاه الحائط المقابل ثم يدفع الباب بظهره مع ضغطه بقدمه على الحائط. يدفع بكل ما أوتى من قوة ومن عزم ينظر إلى السقف فى تضرع وترج يخرج صوته فى متحشرجا مرهقا صارخا .. يارب يارب لم يعرف كيف وجد نفسه خارج المكان وشبه ملقي على الأرض يضيق سريعا ينظر حوله يهب واقفا ينفض ملابسه يجرى فى اتجاه السلم يصعد درجاته متطلعا إلى نهايته. فى نهاية السلم تفتح أحد الأبواب ويخرج عدد من الناس من الأطفال يرتدون ملابس البهلوانات يصرخون ويضحكون، يحاولون أن يعترضوا طريقه في صخب يلقون عليه بألوان ومساحيق وهم يصرخون ويضحكون في هيستيريا، ينتابه الخوف. يحاول التخلص منه متجها بالصعود إلي أعلي درجات السلم. ينجح في التخلص منهم ليكمل درجات السلم يتساقط عرقه وتبتل ملابسه من غزارته عبر الدور التالي يفتح بابا آخر ويخرج من هؤلاء الذين قد اعترضوه يضحكون ويصرخون في وجهه ينجح في التخلص منهم من جديد، محاولا الصعود تمتد درجات السلم تتكرر، فتح الأبواب في كل دور، ويخرج هؤلاء البهلوانات في كل مرة قاطعين عليه الطريق، يأتيه صوت في وسط فزعه وخوفه الساعة الثامنة يا صابر هاتتأخر علي ميعادك، ينتبه للصوت ويستيقظ لينظر من حوله.. أنا حضرت لك الفطور، ها تتأخر علي ميعادك، يأخذ حمامه ويرتدي ملابسه ويصلي فرضه ويتناول فطوره، ويأخذ أوراق تعيينه للعمل الجديد الذي قد أتي به زوج أخته عن طريق الواسطة ومعرفته بمسئول يعمل في الشركة، يخرج من باب البيت ينظر إلي السماء يدعو في تضرع.. يارب.. يارب..

عماد حمدي