في منظر خلاب يسلب الأفئدة، يزين كوكب المريخ سماء عالمنا العربي، طوال مساء اليوم الخميس الموافق الأول من ديسمبر، في ظاهرة تتكرر كل 26 شهرا تقريبًا.

و بحسب الجمعية الفلكية بجدة فيتم الآن  رصد اقتران القمر الأحدب المتزايد بكوكب المشتري عملاق نظامنا الشمسي العربي حيث سيفصل بينهما حوالي 4 درجات في منظر جميل مشاهد بسهولة بالعين المجردة.

أسباب حدوث الظاهرة؟

ويحدث ذلك بالتزامن مع وصول الكوكب إلى أقرب مسافة من الأرض التي تبلغ 81 مليون كيلومتر، وهو حدث يتكرر كل عامين ولكن المسافة متغيرة بسبب مدارات الكواكب الاهليجية حول الشمس.

 الكوكب الأحمر الآن يفوق لمعانه لمعان نجم الشعرى وعند الرصد من خلال تلسكوب متوسط يمكن رؤية قرص الكوكب وملامح تضاريسه سطحه الرئيسية، ولو لم تكن تمتلك تلسكوب لا مشكلة فالمنظر بالعين وحدها في غاية الجمال

بحسب وكالة الفضاء الأمريكية، ناسا، فإن السبب في تكرار هذه الظاهرة كل عامين هو أن كوكب الأرض الذي يقترب من الشمس أكثر من المريخ،  يتحرك في مداره أسرع من المريخ - في الواقع أسرع بكثير لدرجة أن كوكبنا يقطع دورتين حول الشمس في مساره في نفس الوقت الذي يستغرقه المريخ للدوران مرة واحدة حول الأرض، لذلك فان كل 26 شهرًا تقريبًا ، تأتي  الأرض من خلف المريخ  وتتفوق عليه.

 أثناء مرورنا على الكوكب الأحمر هذا العام ، سيبدو لنا كما لو أن المريخ يتحرك صعودًا وهبوطًا. بعد ذلك ، بينما نتحرك بعيدًا على طول مدارنا المنحني ونرى الكوكب من زاوية مختلفة ، سيختفي الوهم وسنرى مرة أخرى المريخ يتحرك في خط مستقيم.

هذه الحركة الشاذة الظاهرة تسمى "حركة رجعية". يحدث الوهم أيضًا مع كوكب المشتري والكواكب الأخرى التي تدور بعيدًا عن الشمس.

ليست المرة الأولى:

ولم يكن تجلي المريخ هذه الليلة بسماء الوطن العربي هو الأول له هذا العام، حيث رصدت الجمعية الفلكية بجدة ظهور المريخ بسماء الوطن العربي قبل شروق الشمس صباح الثلاثاء الموافق ال 26 من أبريل الماضي ، اقتران القمر بكوكب المريخ ، حيث تم فصلهما بمقدار 4 درجات في مشهد تراه بالعين المجردة مثل آخر. العالمية.

 

وقالت الجمعية الفلكية بجدة ، إن القمر والمريخ يُرصدان قبل شروق الشمس بحوالي 3 ساعات - باتجاه الأفق الجنوبي الشرقي ، وبما أن المسافة الظاهرة بين القمر والمريخ كبيرة ، فلن يظهروا معًا في مجال رؤية التلسكوب. ، ولكن يمكن القيام بذلك من خلال المنظار.

 

وأضافت: "ظهر كوكب المريخ تدريجيًا في سماء الصباح بعد أسابيع من بلوغه الاقتران الشمسي في 8 أكتوبر من العام الماضي عندما كان محجوبًا في وهج الشمس ، ومنذ ذلك الوقت تحسنت رؤية العين دون مساعدة وزاد سطوعه تدريجيًا".

 

المريخ

المِرِّيخ أو الكوكب الأحمر هو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض ويصنف كوكبا صخريا، من مجموعة الكواكب الأرضية (الشبيهة بالأرض).

 أما اسمه بالعربية فهو مُشتق من كلمة «أمرخ» أي صاحب البقع الحمراء، ويقال ثور أَمرخ أي به بقع حمراء، وأما مارس (باللاتينية: Mars) فهو اسم الإله الذي اتخذه الرومان للحرب، وأما لقب الكوكب الأحمر فسببه لون الكوكب المائل إلى الحمرة أو الاحمرار بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه. يبلغ قطر المريخ حوالي 6792 كم (4220 ميل)، وهو بذلك مساو لنصف قطر الأرض وثاني أصغر كواكب النظام الشمسي بعد عطارد.

تقدّر مساحته بربع مساحة الأرض. يدور المريخ حول الشمس في مدار يبعد عنها بمقدار 228 مليون كلم تقريبا، أي 1.5 مرة من المسافة الفاصلة بين مدار الأرض والشمس. يغطي الحوض القطبي الشمالي الأملس نصف الكرة الشمالي تقريباً 40% من الكوكب وقد يكون له تأثير كبير على الكوكب.

 المريخ له قمران، يسمّى الأول ديموس أي الرعب باللغة اليونانية والثاني فوبوس أي الخوف، وهما صغيران وغير منتظمي الشكل، ويمكن أن يكونا كويكبين قام بالتقاطهما، على غرار 5261 يوريكا، وهو طروادة مريخية..