الجمعة 19 ابريل 2024

بعد 40 عامًا على جريمته الشهيرة.. وفاة "آكل لحوم البشر الياباني"

آكل لحوم البشر الياباني

الهلال لايت 3-12-2022 | 11:45

إيمان علي

تم الإعلان عن وفاة إيسي ساغاوا المعروف بـ"آكل لحوم البشر الياباني"، عن عمر 73 عامًا، وذلك بعد أكثر من 40 عامًا على الجريمة التي استدعت إطلاق هذه التسمية عليه، عندما قتل طالبة هولندية في باريس ثم أكلَ أجزاء من جثتها، وهي الوقائع التي أثارت الرعب في النفوس قبل أن يتحوّل القاتل لظاهرة إعلامية في بلاده.

وفارق ساغاوا الحياة في 24 نوفمبر نتيجة إصابته بالتهاب رئوي، وأُقيمت جنازة له بحضور أقاربه فقط من دون تنظيم مراسم رسمية، على ما ذكر شقيقه جون في بيان.

وكان إيسي ساغاوا طالبًا في جامعة سوربون في باريس عندما دعا في 11 يونيو 1981 زميلته الهولندية رينيه هارتفلت لتناول العشاء في منزله.

وهناك، أطلق النار عليها وأرداها ثم اغتصبها وقطّعها قبل أن يتناول أعضاء عدة من جسدها على مدى ثلاثة أيام. ولم يتوان عن التقاط صور كثيرة لجريمته المروعة.

وحاول ساغاوا التخلص من بقايا جثة الشابة فوضع الأشلاء داخل حقيبتين وتركهما في متنزه بوا دو بولوني، لكنّ الشرطة تمكّنت من العثور عليه وتوقيفه.

واعترف ساغاوا بارتكابه الجريمة قائلًا "إنّ أكل هذه الفتاة كان تعبيرًا عن الحب. أردت أن أشعر في داخلي بوجود شخص أحبه".

وبعدما أكد خبراء متخصصون أنّه يعاني اضطرابًا ذهنيًا، أُفلت من المحاكمة وأودع مركزًا للأمراض النفسية في فرنسا ثم مركزًا آخر باليابان قبل أن يسترجع حريته في أغسطس 1985.

وأثارت مغادرته فرنسا سخط أسرة الضحية وأشخاص كثر، وتعهّدت أسرة الضحية ممارسة ضغط على الرأي العام الياباني "لعدم إطلاق سراح القاتل مطلقًا".

وبعدما أصبح "نجمًا" في وسائل الإعلام، كان ساغاوا يستقبل صحافيين كثرًا في شقته الواقعة في ضواحي طوكيو. وأجرى مقابلة على إحدى القنوات اليابانية ونشر كتبًا عدة سجّلت أرقام مبيعات مرتفع بينها "آكل لحوم البشر" و"أرغب في أن أؤكل"، بالإضافة إلى إعداده قصة مصوّرة سرد فيها تفاصيل جريمته.

مصدر إلهام للكتاب

وبدا إيسي ساغاوا قلقًا من أن تُقرأ كتبه خارج اليابان، وقال لوكالة فرانس برس في أوائل تسعينات القرن الفائت "لم أتخيل قط أنّ عائلة الضحية قد تقرأ كتبي".

وشكلت جريمته مصدر إلهام للكاتب الياباني جورو كارا الذي فاز عام 1982 بجائزة أكوتاغاوا الأدبية المرموقة عن روايته "رسالة ساغاوا" التي تتناول الجريمة.

ولمّحت فرقة الروك البريطانية "ذي سترنغلرز" إلى الجريمة في أغنيتها الفرنسية "لا فولي" التي صدرت عام 1981.

فيلم وثائقي

وعُرض عام 2017 فيلم وثائقي بعنوان "كانيبا" يؤكد ساغاوا فيه أنّه غير قادر على "تفسير" تصرفه، وقال في الفيلم "هذا بكل بساطة ما كنت أتخيّله. ولا أستطيع إضافة المزيد. سيعتقد الناس أنني مجنون"، كما أشار إلى أنّ هوسه "من المستحيل كبحه".

وذكر الفيلم الوثائقي أنّ ساغاوا اكتشف هوسه في أكل لحوم البشر عندما كان مراهقًا، وهي الفترة التي أدرك فيها رغباته الجنسية. وكان هوسه مركزًا على الممثلات الشقراوات في السينما الغربية تحديدًا، فيما كانت النجمة الأيريكية غرايس كيلي "من أوائل النساء اللواتي جذبنه".

وأشار مخرجا الوثائقي فيرينا بارافيل ولوسيان-كاستاينغ تيلور، إلى أنّهما اختبرا مجموعة من "المشاعر المتضاربة" خلال الأشهر التي أمضياها مع إيسي ساغاوا وشقيقه جون.

وقالت فيرينا بارافيل "شعرنا بالاشمئزاز والذهول، وكنّا نريد أن نفهم ماذا حصل" مضيفة أنّ العمل تمحور رغم كل شيء على "الأخوة والحب".