الأحد 24 نوفمبر 2024

هل حياة الفنان الخاصة ملك للجميع؟

طارق الشناوي و سعد الدين

3-12-2022 | 14:48

همسه هلال

لأنهم تحت الأضواء ولأنهم نجوم، تظل أخبار الفنانين الشغل الشاغل للصحافة والجمهور المتتبع لأخبارهم أولاً بأول.. لكن التساؤل الذى يطرح نفسه: هل حياة الفنانين الشخصية تعتبر ملكاً للعموم يمكن للكل الاطلاع عليها.. أم هى فقط ملك خاص للفنان.. هل الخوض فى الحياة الشخصية للفنانين يعتبرًا مساً بالحقوق الخاصة فى حالة ما إذا تعدى الأمر الأخبار العادية.. وهل هذا التتبع هو من صنيع الصحافة فقط.. أم أن الفنان نفسه مسئولاً عن إفصاحه لقدر كبير من خصوصياته بذريعة أن يبقى اسمه موجوداً على الساحة طوال الوقت..

فى الآونة الأخيرة برزت بعض الأخبار التى تخص الفنانين، والتى لا تخص حياتهم الفنية بقدر ما تخص حياتهم الشخصية، «الكواكب» فتحت هذا الملف لتستوضح السبب فى ذلك، بعد أن كان الفنان فى الماضى يقدم عشرات الأعمال الفنية فى السنة، ولا مجال لديه للحديث عن خصوصياته.. فما السبب فى ذلك، هذا ما توضحه مصادرنا الأعزاء فى التحقيق التالى...

فى البداية يقول الناقد الفنى رامى عبدالرازق: إن الحدود الفاصلة بين حياة الفنان المهنية والشخصية جزء كبير منها يتحمله الفنانون أنفسهم؛ لأن بعضهم  سمح بذلك من البداية، وفتحوا أبواب وشبابيك بيوتهم، وبنوا منازلهم بحوائط شفافة تسمح للجميع برؤيتها.

السوشيال ميديا

وأضاف: نعلم جميعاً كيف كانت هناك حدود بين الحياة الخاصة للفنان والصحافة، وتلك الحدود يفرضها الطرفان، سواء الصحافة من خلال ميثاق الشرف المهنى، أو يفرضها الفنان نفسه من خلال موافقته عن ما ينشر عنه، وما يسمح به من أخبار تخص حياته الشخصية، وهو ما كان معمولاً به قديماً، فلم نعلم عن أخبارهم الخاصة شيئاً إلا إذا أعلنوا بأنفسهم عنها أو كتبوها فى مذكراتهم، أو تحدث عنها المؤرخون الفنيون، لكن الآن وفى عصر السوشيال ميديا الموضوع أصبح خارجاً عن السيطرة، بالإضافة إلى أن الفنان نفسه أصبح هو الذى يحكى عن نفسه، ويصور نفسه فى كل الأماكن والأوضاع وينشر ذلك لأن هذا يحقق له شهرة  وأصبح سؤال المنتجين الآن «هو أو هى عندهم كام متابع؟».

وبيَّن عبد الرازق أنه كانت فى الماضى هناك مشاكل بين الفنانين، حيث يعلم الجميع قصة فاتن حمامة وعمر الشريف وعز الدين ذو الفقار، ولكن الموضوع لم يصل لهذه الدرجة كذلك رشدى أباظة وزيجاته المتعددة، وأيضاً صباح وأزواجها، وقصة حب سامية جمال وفريد الأطرش، كل هذه مواقف قرأنا عنها ونشر عنها، لكنها لم تصل لتلك الدرجة، مؤكداً أن الحقبة الفنية الحالية سوف تندثر ويتم نسيانها مع الوقت.

من جانبه أكد الناقد الفنى أحمد سعد الدين، أن الفنان وحده من يحدد علاقته بالإعلام، حيث يوجد فنان يحب أن يصدِّر شتى أعماله للإعلام والصحافة، لكنه يغلق على حياته الخاصة، وهناك فنان آخر نجده دائماً يظهر جوانب من حياته الشخصية على الملأ بمعنى «تزوج مين؟» «ابنه فين» وهكذا، موضحاً: هنا تلعب الصحافة دوراً كبيراً، حيث تبدأ فى البحث عن معلومات هذا الفنان والكتابة عنه فى البداية، فيفرح هذا الفنان بما ينشر من أخبار عنه وعن حياته، لكن عندما تواجهه مشكلة ما يغضب مما يكتب عنه.

وأشار سعد الدين إلى أن هناك جانباً أدبياً فى التعامل بين الفنان والإعلامى، بمعنى أنهم يتعامل مع الفنان على أساس فنه فقط، وكونه شخصية عامة نتناول منها قدراً من حياته العامة، لكن حياته داخل منزله ومع أسرته يجب ألا تتناولها الصحافة.

وتابع: بعض الفنانين هم من يسمحون للصحافة وغيرها بالدخول فى حياتهم الخاصة، حيث يكتب أحدهم «النهارده عيد ميلاد مراتى» وغيرها من الأمور الخاصة، هنا يريد أن ينقل الإعلام هذا الخبر وتكتبه الصحافة، أما عندما يقابله شىء سلبى فيحزن مما يكتب عنه، إذن أولاً وأخيراً الفنان وحده من يحدد علاقته بالإعلام، وعلى سبيل المثال الفنان محمد صبحى، حيث تناولت الصحافة كل أعماله ونجاحاته وإخفاقاته والنقد وغيرها من أمور تخص حياته العملية.. أما حياته الشخصية مثل زوجته وأولاده فلا نجد عنها شيئاً مكتوباً، لأنه حريص على عدم إظهار تلك النقطة، بخلاف غيره من الفنانين الذى تناولت الصحافة خلافاتهم العائلية طوال الوقت، ويرجع هذا لأن المجال كان مفتوحاً لهم.

ويرى الناقد الفنى طارق الشناوى أن الحياة الشخصية للفنان تظل حياة خاصة إلى أن ينقلها هو إلى العلن، وينشر ويتحدث عن أخباره بنفسه، ومثال على ذلك ما حدث مع الفنانة شيرين عبدالوهاب وحديثها عن مشاكلها وخلافاتها مع زوجها الفنان حسام حبيب، هنا تحولت حياتها الشخصية من الخاص إلى العام؛ لأنها هى من أباحت ذلك، مؤكداً أن الحياة الخاصة للفنان تظل مصانة حتى من الصحافة، ولا يمكن اختراقها أو عبور حدودها طالما أغلق الفنان بابه على نفسه، ولم يسمح بالحديث عنها.. أما عندما يحدث العكس ويفتح للجميع أبوابه، ويعلن بصوت عالٍ عن تفاصيل متعلقة بحياته الخاصة وعائلته، هنا تنتفى فكرة الخصوصية ويمنح شرعية للجميع بتناول أى شيء متعلق بحياته

.واتفق معه الناقد رامى متولى، قائلاً: أرفض تماًما تدخل الصحفى أو الإعلامى فى تلك الموضوعات إلا إذا فتح الفنان النقاش فيما يخصه بنفسه، لكن فى حالة عدم رغبة الشخص يبقى أى تدخل تعدياً على حقوقه، أما حالات التشهير والتقليل المتعمدة سواء من بعض الوسائل الإعلامية والصحفية بهدف «الترافيك»، وهى الحملات التى تزيد من حالة الكراهية للفن والفنانين بشكل خاص والشخصيات العامة عموماً، فهى غير مقبولة ولا تمت إلى الصحافة ولا الإعلام بشىء، كما أن حالات مخالفة ميثاق الشرف الصحفى بنشر معلومات أو الإفصاح عنها هى جريمة تستوجب العقاب القانونى.