الجمعة 19 ابريل 2024

الدعاء المظلوم

مقالات7-12-2022 | 21:11

قضية مهمة تحدث عنها الرئيسى عبدالفتاح السيسى، خلال افتتاحه مدينة المنصورة الجديدة الأسبوع الماضى، بقوله: «إننا نظلم الدعاء» فكيف لمن يريد أن ينجح ويتفوق ويبنى ويكسب رزقاً وفيراً أن يكتفى بالدعاء فقط دون أن يعمل ويكافح ويثابر ويعافر ويسهر الليل.. والحقيقة ان هذه القضية غاية فى الأهمية.. تعكس حالة من الازدواجية والتناقض لدى البعض.. وتجسد فهماً خاطئاً ومغلوطاً للتدين والدعاء.. فبدون الأخذ بأسباب النجاح والتفوق والاكتفاء بالدعاء يصبح تحقيق الأهداف صعب المنال.. فالمولى- عز وجل- ذكر ذلك فى الكثير من الآيات.. ورسخ مفهوم الأخذ بالأسباب.. فالمولى- عز وجل- كان قادراً على أن ينزل الرطب للسيدة مريم دون عناء ودون أن يأمرها بأن تهز جذع النخلة.. وأيضاً سيدنا أيوب أمره أن يركض برجله هذا مغتسل وشراب.. والله قادر على أن يحقق له الشفاء دون أى أسباب فالله تعالى يقول للشىء كن فيكون.. لكنها سنة الله فى كونه وخلقه.. فهناك اشتراطات للنجاح والتفوق والكسب الحلال.. أبرزها العمل والسعى مع دوام الطاعة والدعاء.. فليس للإنسان إلا ما سعى.

قضية أخرى هى المفهوم المزيف للتدين والتناقض.. فهناك من يحرص على الصلاة والالتزام ويمارس سلوكيات بعيدة كل البعد عن الدين.. مثل الكذب والغش والرشاوى وتعطيل مصالح الناس والتقصير.. وعدم الاتقان فى العمل وهى أمور منافية تماماً لصحيح الدين.. لذلك فنحن نظلم الدين.. ونظلم الدعاء.. ويتمسك البعض منا بالازدواجية وعدم السعى وعدم العمل وفى نفس الوقت يريد النجاح والتفوق.

الدعاء المظلوم

فى الواقع أن المعاناة الحقيقية التى تواجه الكثير فى مجتمعنا هى الوعى والفهم الخاطئ لمفهوم الدين.. وفى القلب منه مسألة الرزق والتوفيق والنجاح.. فالبعض يعتقد أن الرزق الوفير سيأتى فقط بالدعاء دون عمل أو مسعى أو تعب وان النجاح والتفوق سوف يتحقق بالدعاء دون أن يثابر ويذاكر.. وهناك من يتمادى فى الفهم الخاطئ للدين خاصة فى قضية مثل كثرة الإنجاب والعيال ويردد البعض مقولة «ان كل عيل يأتى برزقه» والمولي- عز وجل- يقول فى آيات كثيرة من كتابه الحكيم أفلا يتدبرون.. أفلا يعقلون.. أفلا يتفكرون وكلها ترتبط بالعقل والفهم.. فكيف لإنسان فى يده عشرة جنيهات وأن يقول سوف أشترى هذا «البرج» على النيل وسعره ملايين الجنيهات فى ذات اللحظة التى لا يملك فيها من الدنيا سوى العشرة جنيهات.. أيضا هل تضمن أيها الإنسان أن انجابك لخمسة أبناء أو أكثر انك سوف تستطيع الانفاق عليهم وتوفر احتياجاتهم وتتيح لهم الرعاية الصحية والتعليم المناسب.. فلا شك ان المولي- عز وجل- هو الرزاق الكريم لكن فى نفس الوقت طالبنا بإعمال العقل والأخذ بالأسباب.

الرئيس السيسى طرح قضية غاية فى الأهمية تعكس حال الكثير من النماذج الموجودة فى مجتمعنا ولخصها الرئيس بأننا نظلم الدعاء فما هى الفائدة أنك تدعو المولي- عز وجل- أن يغدق عليك المال ويجعلك من المتفوقين والنابهين دون أن تقدم أسباب وحيثيات ومقومات النجاح والغنى والثراء أو على الأقل الحصول على المال فلا شك ان هذا الأمر يحتاج إلى العمل والسعى والمثابرة والأخذ بالأسباب ولا يمكن للطالب أن يتفوق ويحصل على درجات أكثر من 90٪ بالدعاء فقط دون أن يذاكر ويسهر ويعافر ويبذل جهداً بدنياً وذهنياً ويتابع ويطمئن على كل صغيرة وكبيرة فى المنهج.

ما ينطبق على الأشخاص ينطبق أيضاً على بناء الدول والأوطان.. فالأوطان لا تبنى بالشعارات والدعاء وكثرة العبادة فحسب ولكن بالعمل والمثابرة والإرادة والمتابعة والسهر وبذل الجهود.

فلولا العمل المتواصل والجهود غير المسبوقة والإرادة الصلبة والرؤى الثاقبة والأفكار الخلاقة مع التقرب والتضرع والدعاء إلى الله بالتوفيق والالتزام بطريق الخير والحق والشرف والصدق ما تحققت فى مصر كل هذه الإنجازات والنجاحات والبناء غير المسبوق والتنمية فى كافة ربوع البلاد.. وهو ما يجعل الرئيس السيسى فى كل مناسبة يتوجه بالشكر العميق والحمد للمولي- عز وجل- على توفيقه لعمل المخلصين والمجتهدين والساهرين.. اذن النجاح يتحقق بأمرين مهمين العمل والمثابرة والإرادة والسعى الدءوب مع الالتزام بطاعة المولى والدعاء والتضرع له بالتوفيق تجسيداً لقول المولي- عز وجل- «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقى إلا بالله».

النجاح والرزق والتوفيق والسداد مرهون بالعمل والسعى وبذل الجهود والسهر والاصرار على تحقيق الأهداف والنتائج المرجوة.. وهكذا تعلمنا من آيات المولي- عز وجل- وسنة نبينا الكريم- صلى الله عليه وسلم.

المولي- عز وجل- يقول فى محكم آياته فى سورة (الملك) «فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور».. إذن الرزق هنا مرتبط ومرهون بالسعى والعمل والاجتهاد والأخذ بالأسباب وأن يعمل الإنسان ما عليه.. ثم يقول المولي- عز وجل- «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفي» (سورة النجم) فالإنسان على حسب فهمى واجتهادى يتحصل على نتائج وثمار سعيه وعمله وان الجزاء يأتى بقدر السعى والعمل.. وهنا أيضاً وتطبيقاً لحكمة المولي- عز وجل- فى الكون والخلق.. ان الأخذ بالأسباب والعمل وبذل الجهود هو الطريق إلى الرزق والنجاح والتوفيق.

يعلمنا المولي- عز وجل- حكمة بالغة وقوانين الكون التى أرساها فى سورة (مريم).. يقول المولي- عز وجل- وهو القادر وهو من يقول للشيء كن فيكون وقدرته بين الكاف والنون يقول: «وهزى إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا».. بداية السيدة مريم كانت فى لحظة مخاض وولادة وربما عقلانياً لا تقوى على فعل شيء بسبب التعب والانهاك والضعف.. وربما لا تقوى على هز النخلة.. وهذا تصورنا البشرى لكن هناك حكمة ربانية فى قوله: «هزى إليك بجذع النخلة» والنتيجة تساقط عليك رطباً جنياً.. وهذا قمة الأخذ بالأسباب والعمل.. فلن تحصل على رطب جنى إلا بهز النخلة رغم قدرة المولي- عز وجل- على أن يمنحها الرطب دون عناء.. لكن المولي- عز وجل- يعلمنا العمل والسعى والأخذ بالأسباب وهو الطريق للحصول على الأهداف والرزق وليس بالاستكانة والاستسلام أو الدعاء فقط.. هذه قمة الإبداع الإلهى فى تعليم البشر طريق النجاح والتوفيق والراحة والاستقرار والنجاح والخروج من المعاناة والأزمات.

الحقيقة ان الرئيس السيسى لمس وتراً مهماً وأثار قضية منتشرة فى قطاع من المواطنين لمجتمعنا حول «الاتكالية» والمفهوم الخاطئ والمغلوط للتدين والدعاء الصحيح والحق.. فالمولي- عز وجل- يقول «ادعونى أستجب لكم» وقوله- عز وجل- «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون» والناس يقولون دائماً لبعضهم البعض «اسعى يا عبد وأنا أسعى معاك».. فمن الجميل أن تدعو ربك وتعمل وتأخذ بالأسباب فهو طريق الرشد والعقل والتدبر لآيات المولى- عز وجل- فالمولى- عز وجل- قادر أن يرزقنا دون تعب أو سعى أو كلل لكنه وضع قوانين ومبادئ للنجاح والتوفيق واستجابة الدعاء من خلال الطاعة والعمل والأخذ بالأسباب.. وأيضاً السعى والتعب والمثابرة والاصرار والصبر وربما تفشل فى المرة الأولى.. لكن الإصرار وإرادة النجاح مع الطاعة والصدق والدعاء من المؤكد أن الإنجاز والتفوق سوف يتحقق.

هناك درس آخر يهدف إليه المولي- عز وجل- لنبيه ولسائر البشر هو أهمية توافر مقومات النجاح والنصر وان التفريط أو عدم الالتزام بأى شرط من شروط النجاح والنصر سوف يحدث الخلل والفشل.. فهل يتصور عقل بشر أن يخفق جيش يقوده رسولنا الحبيب سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- على الإطلاق.. لكنها الحكمة وانه الدرس فى غزوة أحد.. وضعت خطة النصر باعتلاء قمة جبل أحد.. مكان إستراتيجي.. ونقطة حاكمة ومحورية فى تحقيق النصر.. وصارت المعركة فى طريقها بتفوق المسلمين ولكن عندما ترك صحابة رسول الله من مقاتلى الجيش قمة الجبل ونزلوا إلى الأسفل فقدوا السيطرة وتحولت المعركة لصالح الأعداء.. هنا نأخذ درساً مهماً ان التمسك بأسباب النجاح ومقومات النصر مهم للغاية.. وهو موقف أراد به الله- عز وجل- ان يعلمنا أهمية امتلاك أسباب ومقومات النجاح والنصر.. فالتهاون أو التراخى والتفريط فى هذه الأسباب والمقومات نتائجه تكون القتل والاخفاق والهزيمة رغم قوة إيمان الصحابة والمسلمين فى عهد نبينا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- لكنها حكمة نتعلم منها دروساً مستفادة نأخذ منها العبرة والعظة ونتمسك بأسباب النجاح والنصر.

والسنة النبوية تعلمنا دروساً بليغة فى هذا الإطار فالرسول- عليه الصلاة والسلام- يقول: «من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له» - أو كما قال عليه صل الله عليه وسلم- انه العمل والسعى والتعب والعرق من أجل الكسب الحلال والرزق وليس الاتكالية والاستكانة والتراخي.. فالدعاء مع عدم الأخذ بأسباب السعى والعمل لن يحقق النجاح.

والنبى الكريم يقول: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه» وهنا ليس مجرد العمل لمجرد الظهور بمظهر السعى ولكن اتقان العمل وتجويده يشير إلى وجود ضمير حى وإصرار على مرضاة المولى- عز وجل- وإفادة الناس بعمل بأعلى درجات الاتقان والجودة.. لأن التفريط فى هذا الأمر ربما يتسبب فى كوارث مأساوية أو ينتج عنه كسب حرام يخالف تعاليم رب العالمين.

سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- حث على العمل والكد والسعى وليس مجرد العبادة فقط والدعاء.. فحين دخل المسجد ذات يوم وجد صحابياً يقضى طوال أيامه فى المسجد.. فسأل عمن ينفق عليه فقالوا له: أخوه.. قال- صلى الله عليه وسلم- أخوه أعبد منه.. تخيل أيها المسلم أن العمل أكثر تعبداً من الإقامة باستمرار فى المسجد والصيغة النموذجية والمثالية التى يرسخها الإسلام هى العمل والعبادة معاً والدعاء مقروناً بالعمل والسعى والمثابرة والكد والتعب.. لذلك يقولون «العمل عبادة».

أيضاً هناك سياق آخر للفهم الخاطئ للتدين والوعى المزيف بالمفهوم الحقيقى لتعاليم الدين الصحيح فهذا على سبيل المثال موظف صوام قوام كثير الصلاة والدعاء.،. لكنه يحصل على مال حرام من الرشاوى مقابل قضاء حوائج الناس الذى يحصل على مرتب شهرى مقابل هذا العمل.. أو يتعمد تعطيل مصالحهم.. أو يعقد الأمور أمامهم حتى يجبرهم على دفع الرشاوي.

نموذج آخر.. لبعض النماذج مثل طبيب يعمل فى المستشفى يتركها فى وقت عمله ويذهب لعيادته أو المستشفى الخاص به أو مدرس يترك مدرسته ويذهب إلى إعطاء دروس خصوصية وقت العمل فى منازل الطلاب أو «السناتر» أو أى إنسان يقصر فى عمله أو يستحل مرتبه وأموال الوظيفة ولا يعمل بها.. وهذا نوع من الكسب الحرام والفساد والازدواجية وترى البعض من هؤلاء «الزبيبة» على جبهته من كثرة الصلاة ويحدثك ولا أعظم إمام عن الدين والعفة.

ثم هذا الأب الذى يتعمد إنجاب «عيال» لا يستطيع الانفاق عليهم وليست لديه الملاءة المالية والمادية لتربيتهم بشكل يسأل به أمام المولى- عز وجل- ولا يستطيع توفير الرعاية الصحية أو التعليم أو المأكل الصحى والملبس الكريم.. أو أن يعيش الطفل سنه يلعب ويلهو ويشعر بالحنان ويخبرك أن «كل عيل يأتى برزقه» وهو يدخر جهده وتعبه ولا يكلف نفسه بمزيد من العمل حتى يستطيع الانفاق المعقول عليهم كحد أدنى.. وفى حالات كثيرة يدفع بهم إلى سوق العمل وهم مازالوا أطفالاً فى الورش.. أو يسربهم من التعليم ويجعلهم يعانون الشقاء والظلم والسخط والأدهى والأمر ان يعفى نفسه من مسئولية هذا الظلم ويلقى بالمسئولية على الحكومة والدولة ويلعن الظروف.

نعم المولي- عز وجل- هو الرزاق الكريم.. ويرزق من يشاء بغير حساب لكن فى نفس الوقت رب العالمين أمرنا أن نتدبر ونتعقل ونتفكر ونأخذ بالأسباب فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت.. والناس يقولون «على أد لحافك مد رجليك».. هذا لا يعنى ان نفقد الطموح ولكننا نعمل ونثابر ونسعى بكل جد ودون كلل ونملك أسباب النجاح والرزق.. وفى نفس الوقت يكون لدينا الآمال والطموح التى لن تتحقق بدون عمل وجد وصبر ومعاناة وسهر ورشد وحكمة وطاعة ودعاء.. لا ينفصل سبب عن باقى الأسباب الأخرى فما أعظم العمل والعبادة معاً.. وليس العبادة دون العمل.

هناك قطاع من الناس يعانى من الازدواجية و«الشيزوفرينيا» تراه ظاهريا «متديناً» لكن فى نفس الوقت يسيء إلى الدين بأفعال وسلوكيات الدين بريء منها.. مثل التراخى وعدم الاتقان والكسب الحرام والكذب والاتكالية ولعان وشتام ويبخس الناس أشياءهم ويغش الناس ويلعب فى الميزان ولا يعطى الناس حقوقهم ويأكل أموال اليتامى ويحرم المرأة من ميراثها ولديه أمراض الجشع والاحتكار فهل هذا بالله عليكم من الدين الذى يتاجرون به.. ويعانون من مرض التناقض والازدواجية وهل يفلح ويستجاب لدعاء هؤلاء الذين يخدعون الله- عز وجل- وما يخدعون إلا أنفسهم ويحاولون خداع الناس.

فى الأثر ورد ان أهل البصرة سألوا شيخ الزاهدين إبراهيم بن أدهم «فقالوا يا إمام لمَ ندعو ولا يستجاب لنا؟» فقال لهم: عرفتم حق الله فلم تؤدوه وبعدتم عن حلاله واقتربتم من الحرام وعصيتم رب العباد فأنى يستجاب لكم» وهذا المعنى يجسد بالفعل الظلم الذى يتعرض له الدعاء بالمعاصى والذنوب والازدواجية والخداع والحرام.

الحقيقة ان على المؤسسات الدينية دوراً كبيراً ومحورياً فى إعادة بناء الوعى الحقيقى بصحيح الدين والقضاء على ظواهر ومظاهر سلبية مثل الازدواجية والتقصير فى العمل.. والاخلال بنواميس الكون واشتراطات النجاح والتفوق والإنجاب وهى مرتبطة ببعضها البعض ولا يمكن ان تتحقق إلا بالعمل والمثابرة والسهر والتعب والإصرار والطاعة والدعاء والصدق والشرف والضمير الحى والأخذ بأسباب النجاح والعلم.. والصدق مع الله والنفس فالدين يدعونا إلى الإخلاص والاتقان فى العمل فالرسول يقول (هذه هى اليد التى يحبها الله) وهى اليد التى تعمل وتتعب وتكد وتخلص وهنا إشارة إلى بذل المجهود والعمل باتقان فى أى مجال يوكل للإنسان.

بالعمل والإخلاص والمثابرة والصدق والإصرار والسهر يستجاب الدعاء.. فلا يمكن أن ندعو الله دون أن نعمل ونأخذ بالأسباب.. هذه قضية مهمة للغاية يجب تركيز جميع المؤسسات المنوطة بالوعى والتركيز عليها والاهتمام بتناولها فى سياق بسيط وشامل وواقعى وأن تكون قضيتنا فى المدارس والجامعات والمساجد والكنائس وداخل الأسر المصرية لبناء الشخصية القويمة النموذجية ديناً ودنيا.. عملاً وطاعة ودعاء.. الشخصية السوية التى تتسق فيها مبادئ العمل والإصرار والإرادة على التفوق والنجاح مع الطاعة والدعاء والإخلاص والصدق والضمير الحى النابض الذى لا يقبل إلا الحلال وما يرضى المولي- عز وجل.

الحقيقة أننا أمام قدوة فى هذا العصر وهو الرئيس السيسى الذى لا يتوقف عن العمل والإخلاص والمثابرة والتحدى والمتابعة وتحقيق الإنجازات والنجاحات مرضاة لله وإعلاء لمصلحة الوطن.. فى ذات الوقت يخلص للمولى- عز وجل- ويقدم له الشكر والحمد على توفيقه.. فهو نموذج للشرف والتفانى والصدق مع الله- عز وجل- لذلك فهو دائم الرجاء والدعاء إلى الله والشكر والحمد على التوفيق والمساندة والدعم.. فما تحقق فى مصر هو توفيق وكرم من الله- عز وجل- واستجابة لدعاء الصادقين المخلصين المتمسكين بأهداب العمل والمثابرة والجهود والأفكار الخلاقة.. والحريصين على إعلاء مصالح الأوطان والعباد وينتظرون الجزاء الأوفى من المولى- عز وجل.