تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، وأمانة الدكتور هشام عزمي، ورئاسة وإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية، صدر حديثًا عن المجلس الأعلى للثقافة، كتاب بعنوان: "الموسيقى والغناء في حياة العقاد وفكره" لسعد عبدالرحمن.
وفي هذا الكتاب نجد أن المفكر العلامة عباس محمود العقاد قد دلف من بوابة الأدب إلى كثير من مجالات المعرفة والثقافة، فلم يقتصر اهتمامه على الأدب واللغة والفلسفة والتاريخ وعلم النفس وعلم الاجتماع والتصوف وتراجم العباقرة والنابغين فقط، بل تجاوزها إلى المشاركة في الحياة السياسية وتحرير الصحف، وكان للعقاد اهتمام واسع المدى بالفنون الجميلة التي لم يكن يراها من ضرورات الحياة الإنسانية فقط، بل ضرورية جدًّا بحسب تعبيره، وكان له عناية خاصة بالفنون التشكيلية؛ التصوير والنحت على وجه الخصوص، وتذوق الموسيقى والغناء، ولكن كل من كتبوا عن العقاد اجتذبتهم حين تصدوا للكتابة عنه جوانب هي الأبرز في عالمه الأدبي والفكري وفي حياته فكتبوا عنه شاعرًا وناقدًا ومؤرخًا وفيلسوفًا أو متفلسفًا وزعيمًا سياسيًا وكتبوا عن معاركه الفكرية والأدبية والسياسية مع أعلام عصره وعن بعض جوانب من حياته الخاصة لا سيما العاطفية منها، ولكن يظل العقاد أشبه ما يكون بجبل الجليد لا يبدو منه فوق سطح البحر إلا جزء صغير، بينما يبقى الجزء الأكبر من الجبل غاطسًا في الأعماق لا يُرى وينتظر من لديه القدرة على الغوص ليكشف عما يتيسر له الكشف عنه.