ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهجمات الروسية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، دفعت كييف إلى مطالبة الدول الغربية بإمدادها بصواريخ باتريوت الحديثة من أجل حمايتها وتمكينها من الدفاع عن الشبكة القومية للكهرباء في البلاد، وتقليص أعداد النازحين من المناطق المتضررة من انقطاع التيار الكهربي بسبب القصف الصاروخي الروسي على محطات الطاقة في جميع أرجاء البلاد.
وأشار المقال، الذي شارك في كتابته كل من دان صباغ وجنيفر رانكن، إلى تصريحات رئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميكال التي أكد فيها حاجة بلاده الماسة لصواريخ الدفاع الجوي لصد الهجمات الروسية والحد من أعداد السكان الفارين من مناطق القصف إلى مناطق أكثر أمانا تتوافر فيها الخدمات الأساسية من وسائل تدفئة وكهرباء وإمدادات مياه.
وأوضح المقال أن الجانب الأوكراني طالب الدول الغربية كذلك بتوفير أنظمة صواريخ دفاع جوي حديثة إلى جانب صواريخ باتريوت في ظل تزايد المخاوف من أن تؤدي موجات جديدة من الهجمات الصاروخية الروسية على البنية التحتية للطاقة في البلاد إلى نزوح أعداد كبيرة من المناطق التي دمرتها الحرب.
وسلط المقال الضوء على الكلمة التي ألقاها رئيس وزراء أوكرانيا خلال مؤتمر للمساعدات الإنسانية لأوكرانيا في باريس أمس الاثنين والتي عبر فيها عن اعتقاده "أن روسيا تسعى لإطلاق حملة واسعة النطاق من الهجرة إلى القارة الأوروبية ولاسيما خلال فصل الشتاء قارس البرودة" على حد قوله.
وفي الوقت نفسه، يتناول المقال موقف الدول الغربية من المطالب الأوكرانية إذ أوضح أن الولايات المتحدة مازالت ترفض تقديم منظومات دفاع جوي حديثة ومتطورة لأوكرانيا بينما باءت بالفشل محاولات بولندا لإقناع ألمانيا بتقديم بطاريات صواريخ باتريوت لأوكرانيا بعد رفض برلين لطلبها.
ويشير المقال إلى أن أوكرانيا تبذل قصارى جهدها من أجل إقناع الغرب بتوفير المساعدات اللازمة لتعزيز قدرتها على صد الهجمات الروسية، موضحا أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي ألح على الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال محادثة هاتفية يوم الأحد الماضي، لتوفير المزيد من الدعم لحماية البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا، على الرغم من أنه لم يحدد نوعية الأسلحة المطلوبة للوفاء بهذا الغرض.
ويوضح المقال أن الهجمات الصاروخية الروسية على جميع أرجاء أوكرانيا أدت إلى تعطيل ما يقرب من 50 في المئة من الشبكة القومية للطاقة في البلاد، لافتا إلى مناشدة الرئيس الأوكراني للرئيس بايدن بضرورة العمل بشتى الوسائل على حماية أوكرانيا من الهجمات الروسية.
وفي الوقت نفسه، كما يشير المقال، أعلن البيت الأبيض تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بما قيمته 275 مليون دولار يوم الجمعة الماضي متضمنة صواريخ هيمارس متعددة الأغراض، إلا أن البيت الأبيض لم يبدي أية رغبة في تقديم صواريخ باتريوت المتطورة.
ويضيف المقال أن مساعي أوكرانيا لم تقتصر على الولايات المتحدة فحسب، حيث قام الرئيس الأوكراني بتوجيه كلمة خلال قمة افتراضية لقادة مجموعة الدول الصناعية السبع أمس الاثنين حذر فيها من أن القدرات الصاروخية والمدفعية للجانب الروسي مازالت تفوق القدرات الأوكرانية، مطالبا القادة بتقديم مساعدات لبلاده تشمل دبابات حديثة وصواريخ بعيدة المدى إلى جانب نحو 200 مليار متر مكعب من الغاز لتعويض الأعطاب التي أصابت شبكة الطاقة في أوكرانيا.
ويتناول المقال في الختام موقف قادة مجموعة الدول الصناعية السبع في هذا الخصوص إذ توصلوا إلى اتفاق بضرورة تقديم مساعدات عاجلة لأوكرانيا تشمل أنظمة دفاع جوي وقدرات عسكرية أخرى، إلا أن ألمانيا والتي تشغل منصب الرئيس الحالي للمجموعة أعلنت أن هناك أنواع محددة من الأسلحة ليست على قائمة المساعدات المقدمة لأوكرانيا.