أبدى رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامابوزا، تصميمه على البقاء في منصبه، وذلك في مؤتمر /حزب المؤتمر الوطني/، الذي سيختار بعد أيام رئيسا له، وللبلاد بالتالي، وذلك رغم اتهامات بالفساد.
ويتمتع رامابوزا (70 عاما) بفرصة جيدة للفوز بولاية ثانية، فهو المرشح الأوفر حظا للبقاء على رأس /المؤتمر الوطني الإفريقي/ الذي اختار رؤساء جنوب إفريقيا منذ إنهاء نظام الفصل العنصري، في البلاد قبل 28 عاما.
ونجح رامابوزا في تمرير الرسالة بوضوح في خطاب طويل ألقاه الجمعة في افتتاح المؤتمر وتحدث فيه عن التحديات التي يجب مواجهتها وكذلك النجاحات التي حققتها ولايته الأولى، مؤكدا على أهمية الاستمرارية.
لكنه قال إن مواطنيه يتوقعون منا أن تكون لدينا الشجاعة والصدق للاعتراف بعيوبنا وتصحيحها.
ومن المفترض أن يشارك حوالى 4500 من ممثلي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي جاؤوا من المقاطعات التسع في البلاد في مركز للمؤتمرات في إحدى ضواحي جوهانسبرج، في تصويت حاسم تمهيدا للانتخابات العامة لعام 2024.
ونقلت وكالة أنباء غربية عن المتحدث باسم الحزب عاموس فاجو، صباح اليوم /السبت/ "أن التصويت سيجرى اليوم ما لم يحدث غير ذلك".
والمنافس الوحيد لرامابوزا حاليا هو وزير الصحة السابق زويلي ماخيزي (66 عاما) الذي يتقدم عليه الرئيس الحالي بفارق كبير.
ويواجه رامابوزا هذا الاستحقاق الحاسم لمستقبله السياسي بعدما نجا من إجراءات لعزله، فرئيس الدولة وهو رجل أعمال ثري أيضا، متهم بمحاولة إخفاء سرقة رزم من الدولارات في عام 2020 كانت مخبأة تحت وسائد أريكة في مزرعته الفاخرة في /فالا فالا/ شمال شرق البلاد.
والتحقيق جار في القضية، لكن لم توجه له اتهامات حتى الآن.
وأحبط حزب /المؤتمر الوطني الإفريقي/ - الذي يشكل أغلبية في البرلمان - تهديدا برحيله قسرا بعدما دعا نوابه إلى اتباع خط الحزب ورفض الإجراء.
وعزز الحزب - الذي يتراجع في الانتخابات منذ عشر سنوات دون أن يكون له بديل مقبول - فرص سيريل رامافوزا في الاحتفاظ بالسلطة.
ورغم الفضيحة، ما زال رامابوزا يتمتع بشعبية، وهو يمثل بالنسبة للحزب الذي انخفضت نسبة التأييد له إلى أقل من 50 في المائة، للمرة الأولى في الانتخابات المحلية العام الماضي، أفضل مكسب له لعام 2024.
وردد عشرات المندوبين - ومعظمهم من أنصار الرئيس السابق جاكوب زوما (2009-2018) - هتافات تطالب بالتغيير خلال خطابه وهم يقرعون على طاولاتهم.
وقال رامابوزا متوجها إليهم "دعونا نبرهن على انضباط وضمير سياسي".
والتقطت كاميرات في وقت لاحق صورا لرامابوزا وهو يضحك ويصافح سلفه وخصمه السياسي زوما.
ويعترف حتى أشد منتقدي الرئيس بأن رامابوزا سيفوز، حسبما قال مندوب الحزب عن مقاطعة /كوازولو/ ناتال، ثامي شاماني.
وأضاف المندوب :"لكن، بسبب فضيحة فالا فالا عليه الانسحاب"، مؤكدا أنه سيصوت ولو رمزيا لمنافس الرئيس.