الجمعة 22 نوفمبر 2024

نجومنا للأوبرا يصدحون فى كل أنحاء العالم

نجوم الأوبرا

24-12-2022 | 12:29

أشرف بيومي
لعبت الموسيقى دوراً مهماً فى تشكيل الثقافة المصرية منذ قديم الأزل، حيث كانت فى عهد الحضارة المصرية القديمة وسيلة التنوير للإله «أوزوريس»، وقد نحت فنانو مصر القديمة صور الموسيقيين على جدران المعابد والمقابر وهم يعزفون على الآلات المختلفة مثل «الهارب» و«الكلارنيت» و«الفلوت»، وكانت هذه نقطة البداية للتنوع الحيوى للموسيقى فى مصر. قد قُدمت موسيقى الأوبرا لأول مرة فى مصر عام 1869 بعدما أمر الخديوى إسماعيل ببناء دار الأوبرا للاحتفال بافتتاح قناة السويس، وفوض الملحن الإيطالى جوزيبى فيردى لكتابة «أوبرا عايدة» الشهيرة لتعرض فى احتفاليات الافتتاح، ومن ثم زادت شهرة الموسيقى الأوبرالية فى مصر بشكل ملحوظ على مدى العقود التالية. ولكن بعد أن شب حريق دار الأوبرا الخدوية عام 1971 توقف نشاط هذا الفن الراقى فجأة، ولم يتسبب الحريق فقط فى تدمير دار الأوبرا، بل دمر أيضاً العديد من المقتنيات التاريخية الثمينة مثل الآلات الموسيقية والملابس والنوتات الموسيقية الأصلية لفيردى. بالرغم من تنوع الموسيقى التى ظهرت عبر القرون، تعتبر الأوبرا من أبرز أنواع الموسيقى لجمعها فنون الغناء والتمثيل والرقص، ولذلك سنرصد لكم خلال السطور التالية أشهر مطربى الأوبرا اللامعين. حسن كامى أحد أهم فنانى الغناء الأوبرالى بدار الأوبرا المصرية، كما أنه صاحب واحدة من أهم المكتبات التى تحتوى على كتب نادرة ووثائق مصرية ظلت وزارة الثقافة تسعى للحصول عليها حتى نجحت فى ذلك، ولم تتوقف شهرته كمغنٍ أوبرالى، ولكنه كان واحداً من الرموز الفنية السينمائية، وعرف بصوته الفخيم وملامحه الأجنبية. ولد فى 21 أكتوبر 1941 وحصل على ليسانس حقوق جامعة القاهرة، ودرس الغناء الأوبرالى بمعهد الكونسرفتوار إلى جانب دراسات عليا موسيقية يإيطاليا. وقد بدأ حياته الفنية عام 1963 وعمل إلى جانب ذلك بمجال السياحة والطيران، وأدى دور البطولة فيما يزيد على 270 أوبرا عالمية فى مختلف الدول منها إيطاليا، الاتحاد السوفيتى، بولندا، فرنسا، الولايات المتحدة، اليابان، كوريا والدنمارك. حصل على العديد من الجوائز العالمية وشهادات التقدير، وقد قدمه للمسرح الفنان الراحل محمد نوح ليعمل فى مسرحية «انقلاب» وتلاها عده أعمال منها «دلع الهوانم»، و«لا مؤاخذة يا منعم»، وبعدها انطلق فى عالم الدراما وقدم مجموعة من الأعمال الدرامية الشهيرة، ورحل عن عالمنا فى 14 ديسمبر 2018. د. إيمان مصطفى تخرجت فى كونسرفتوار القاهرة عام 1986، وحصلت على تقدير امتياز تحت إشراف د. فيوليت مقار، ثم تلقت دراستها العليا بباريس على يد الأستاذة كارولين دوما، وحصلت على الماجستير والدكتوراه بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف.. قامت مؤسسة «فرانكو ميشيل» نابوليتا بنابولى، باستضافة د. إيمان مصطفى لإحياء حفلها الختامى عام 1984، كما مثلت مصر فى مسابقة «مدام بترفلاى» الخامسة باليابان فى 1986. قامت بالغناء مع أوركسترا البحر الأبيض المتوسط، وحصلت على الجائزة الأولى فى مسابقة «ماريا كالاس» وعلى درع الأغانى الأوبرالية فى مسابقة ستيفانو فى روما فى 1991، وفى عام 2002، حصلت على جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون. قامت بعمل أسطوانة ذهبية مع تلاميذ بفاروتى بباريس.. قامت بعمل العديد من الجولات الفنية فى النمسا، ألمانيا، اليابان، الصين، ايطاليا، المغرب، دبى وسوريا. قدمت دور «عايدة» فى رائعة فيردى «عايدة» بالعديد من الدول منها فرنسا وإيطاليا والصين والنمسا، وعلى المسرح الفيلهارمونى بألمانيا، قيادة المايسترو نادر عباسى. شاركت فى كونسيرات غنائية بميلانو ونابولى بإيطاليا، وقدمت دور الكونتيسة فى أوبرا «زواج فيجارو» بباريس. يضم الريبرتوار الخاص بها العديد من الأوبرات والرسيتالات والميوزيكال، نذكر منها أوبرا «تاييس» لماسينيه، «صيادو اللؤلؤ» لبيزيه، «لابوهيم» لبوتشينى، «لاترافياتاو الحفل التنكرى» لفيردى، «توسكا ومدام بترفلاى» لبوتشينى، «الشهامة الريفية» لمسكانى، «دون جيوفانى» لموتسارت، «الأرملة الطروب» لفرانز ليهار، أوبرا «أنس الوجود» للمؤلف الموسيقى المصرى عزيز شوان، أوبريت «الطيب والشرير» والإنتاج العالمى لأوبرا عايدة الهرم 2002. د. رضا الوكيل رضا الوكيل، هو باص باريتون فرقة أوبرا القاهرة منذ افتتاح دار الأوبرا المصرية عام 1988، شغل منصب رئيس البيت الفنى للموسيقى والأوبرا والباليه بدار الأوبرا المصرية، درس الغناء فى كونسيرفتوار القاهرة على يد جيلان رطل وفيوليت مقار، وفى إسبانيا على يد إيمجارد سيفريد وحصل على الدكتوراه فى الغناء من كونسرفتوار القاهرة بعد إنهائه المنحة الدراسية المقدمه من سفارة فرنسا للدراسه بالإكول نورمال للموسيقى بباريس تحت إشراف كارولين دوما وميشال رو، وحصل على الدبلومة السادسة بتهنئة اللجنه بالإجماع ودبلومة الكونسيرتيست، وهى أعلى شهادة بالإكول نورمال بفرنسا امتياز بالإجماع والترتيب الأول على الكلية. قام رضا الوكيل بغناء أدوار الباص الرئيسى فى العديد من الأوبرات مثل «لابوهيم»، «توسكا»، «مدام بترفلاى»، «توراندوت»، «صيادو اللؤلؤ»، «كارمن»، «تاييس»، «أنس الوجود»، «حلاق أشبيلية»، «بروسكينو»، «إكسير الحب»، «إلتروفاتورى»، «عايدة»، «الحفل التنكرى»، «ريجوليتو»، «لاترافياتا»، «الناى السحرى»، بالإضافة إلى دور رامفيس والملك فى اإناج العالمى لأوبرا عايدة. د. فيوليت مقار تعتبر الدكتورة فيوليت مقار أو ميريس فؤاد مقار من رواد الغناء الأوبرالى فى مصر والعالم العربى، وكانت أستاذة بمعهد كونسرفتوار القاهرة وأول مصرية تلعب دور أمينريس فى أوبرا عايدة، ومن مؤسسى قسم الغناء بالكونسرفتوار وتتلمذ على يديها العديد من الفنانين. ولدت فى 5 مارس 1934 وتوفيت فى 25 فبراير 2011، وكانت من عائلة عريقة من الأقباط الكاثوليك بالقاهرة، صعيدية الأصل من قرية الشناينة مركز صدفا بأسيوط، وكان والدها المستشار فؤاد مقار، وقد التحقت بالتعليم الكاثوليكى بمدارس الراهبات، حيث كانت ترتل فى الكنيسة بصوت جميل. وكانت من الرعيل الأول لمطربات ومطربى الأوبرا المصرية مع أميرة كامل وحسن كامى ورتيبة الحفنى وكارمن زكى ونبيلة عريان وجابر البلتاجى وصبحى بدير وغيرهم من مشاهير الأوبرا. وقد منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وساماً فى عيد العلم، وسافرت عدة بعثات للخارج لدراسة الفن الأوبرالى، وذهبت فى بعثات طويلة لإيطاليا ويوغوسلافيا والاتحاد السوفيتى وغيرها وحصلت على درجة الماجستير ثم الدكتوراه، وحزنت حزناً شديداً على احتراق دار الأوبرا. وكانت الراحلة تجيد الفرنسية والإيطالية والعربية والكثير من اللغة الإنجليزية وكانت سيدة مجتمع من الدرجة الأولى، وعند افتتاح الأوبرا الجديدة عام 1988 كانت من أنصار تقديم الأوبرات القصيرة، التى يترجم منها الحوار ولكن بدون الأغانى، وقدمت بعضاً منها مثل «الأمبرازريو«، و«التليفون». نبيلة عريان تخرجت نبيلة عريان فى مدرسة الكلية الإرسالية الإنجليزية، والتحقت فى أول دفعة درست فى الكونسرفتوار عام 1958، وهى أول مصرية تغنى «لا ترافياتا» فى دار الأوبرا المصرية عام 1964 قبل احتراقها عام 1971، كما تعد أصغر مغنية سوبرانو تؤدى دور «فيوليتا» فى الأوبرا، وقد أثار أداؤها للعرض باللغة العربية الإعجاب نظراً لصعوبة النطق باللغة العربية. وقد واصلت السوبرانو أداءها لمدة شهر كامل فى تلك السنة، وقامت بتقديم عرض كل موسم على مدار 20 عاماً. بعد احتراق دار الأوبرا المصرية بسبعة عشر عاماً، قامت بتقديم عروض فى قاعة «إيوارت» التذكارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة فى عدة مناسبات حتى تم افتتاح دار الأوبرا الحالية فى عام 1988. نالت نبيلة عريان الدكتوراه من جامعة ميريلاند، وكتبت رسالتها عن الموسيقى القبطية فى مصر. ثم بدأت حياتها المهنية فى الأوبرا فى 1960 وقامت بجولات دولية، حيث شاركت فى عروض أوبرالية عديدة. وتم تكريمها من قبل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عيد العلم عام 1964 بعد بضعة أشهر من أدائها فى «لا ترافياتا». كما قامت بالتدريس فى المعهد العالى للموسيقى بالقاهرة، كأستاذ للعلوم الصوتية. وبعد تقاعدها عادت عريان مرة أخرى إلى معهد الموسيقى للإشراف على طلاب الدراسات العليا. جوهر جاسبريان كانت جوهر مطربة الأوبرا المصرية، من أبرز أيقونات الأوبرا، واشتهرت بلقب «العندليب الأرمينى»، وُلدت فى 14 ديسمبر 1924، ودرست الموسيقى فى مصر ثم هاجرت عام 1948، حينما كانت أرمينيا ضمن جمهوريات الاتحاد السوفينى، ضمن آلاف الأرمن الذين عادوا من بلاد الشرق الأوسط إلى موطن آبائهم وأجدادهم. وبدأت جاسبريان الغناء فى دار الأوبرا الأرمينية عام 1949 واستطاعت خلال مسيرتها الفنية الغناء فى 23 دار أوبرا، بالإضافة إلى الغناء فى الحفلات الخاصة، واستكملت دراستها للموسيقى فى معهد كونسرفتوار يريفان الموسيقى الحكومى، ومقره العاصمة الأرمينية. وحصلت جاسبريان على العديد من الجوائز، أبرزها جائزة فنان الشعب السوفيتية، ولقب بطل العمل الاشتراكى، الذى كان أعلى درجة من التكريم للإنجازات العظيمة فى المجالات الوطنية بالاتحاد السوفيتى، وكذلك وسام «ميسروب ماشتوتس»، ورحلت عن عالمنا فى 16 مايو عام 2007 عن عمر 83 عاماً. د. جابر البلتاجى كان د. جابر لديه صوت شجى مؤثر، وهو مغنى الباريتون الأول الذى كرس حياته للغناء وتعليم أسسه ومعاييره العالمية بطريقة لم يتطرق لها غيره فى أكاديمية الفنون، وكانت الأوبرا المصرية لها تأثير خاص فى حياته الشخصية والفنية واعتبرها بيته الأول وليس الثانى. وحصل على العديد من التكريمات فى دول أوبوا، فحاز على ميدالية فيردى كأفضل صوت، وسام فارس من إيطاليا، وميدالية البولشوى من روسيا من الباريتون الإيطالى تيتو جوبى عام 1975، وكان عضواً فى أوبرا فينيسيا وأوبرا لافنيتشا عام 1972، وحصل على وسام الجدارة من كندا عام 1976، ووسام فارس من رئيس إيطاليا عام 2006. وقد أسس فريق إنشاد للحرس السلطانى العمانى تقديراً للسلطان قابوس وحبه للفن، حيث كان عازفاً للعود ومؤلف مقطوعات موسقية، وذهب د. جابر لتدريب 48 شاباً هناك. فرح الديبانى من أبرز المغنين بالأوبرا المتعددين فى مصر الذين سطع نجمهم فى المحافل الدولية، وصدح صوت فرح على مسارح أفضل ديار الأوبرا فى العالم، وتوجت قصة نجاحها بقبولها فى برنامج «الفنان الصغير» بأكاديمية الأوبرا بباريس وهى أكبر دار أوبرا فى العالم، وهى أول مصرية على الإطلاق تتاح لها الدراسة فى دار الأوبرا بباريس، وقد تم اختيارها من ضمن أفضل 5 مغني أوبرا من بين 500 متسابق. فبعد حريق دار الأوبر فى السبعينيات، انتهت فترة الحداد الثقافى للفنانين والموسيقيين المصريين مع افتتاح دار الأوبرا الحديثة فى أكتوبر 1988، وبعد مرور 4 أشهر من افتتاحها وتحديداً فى 12 فبراير 1989 وُلدت فرح الديبانى التى سطعت فى هذا المجال بعد ذلك، كان والداها يهويان الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية والأوبرالية منذ الصغر، بينما كان جدها عازفاً للبيانو. وبدأت فرح بتعلم العزف على البيانو فى سن السابعة، كما حصلت على تدريبات صوتية على يد مغنية الأوبرا الشهيرة نيڤين علوبة فى سن الرابعة عشرة. أميرة سليم هى ابنة الفنان التشكيلى أحمد فؤاد سليم، ومن بين مواهبها الطفولية المتعددة كالباليه والرسم ولعب البيانو، اختارت أن تتعلم الغناء فى الكونسرفتوار بالقاهرة قبل أن تنتقل إلى أوروبا للالتحاق بـ»Royal Schools of Music» فى لندن، و«Spazio Musica» فى إيطاليا، ثم l’École Normale de Musiqueفى باريس. وقد نالت جائزتها الأولى فى مسابقة الغناء فى إيطاليا عام 2001، ومنذ ذلك اليوم وهى تجمع الجوائز والشهادات والحفلات الغنائية. تعتبر أميرة من أشهر مغنيات الأوبرا فى مصر وفرنسا، حيث تقطن اليوم. وتتميز بصوت فريد من نوعه وأداء فيه الكثير من الرقة والشغف، وتحاول مع كل كلمة تخرج من فمها، أن تقرب الحضارات بعضها من بعض وتصالح الإنسانية مع نفسها، تزور أميرة دار الأوبرا المصرية باستمرار لإقامة حفلات.