أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية التعاون الدولي ودعم العلاقات القوية بين مصر ودول العالم، بما يعكس عمق التعاون بين الدول في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة، ودور هذه الشراكات في دعم جهود الدولة التنموية في قطاعات حيوية مثل التعليم العالي والبحث العلمي.
وكشف وزير التعليم العالي، في بيان أصدرته الوزارة، اليوم الثلاثاء، عن حصاد أداء الوزارة في مجال التعاون الدولي لعام 2022، مشيرًا إلى تنظيم الوزارة فعاليات النسخة الثانية من الأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية، الذي نظمته الوكالة الجامعية الفرنكوفونية بالتعاون مع الوزارة، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أكتوبر الماضي ، بمُشاركة عدد من الوزراء والخبراء ورؤساء الجامعات .
وأوضح أن هذا الأسبوع تناول عددًا من الموضوعات المهمة مثل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، ودعم البحث العلمي في هذا المجال خاصة بين الشباب، وكذلك أهمية أنشطة دعم المرأة، وتعزيز التعليم الافتراضي.
ولفت وزير التعليم العالي إلى توقيع أول بيان من أجل دبلوماسية علمية فرنكوفونية؛ لتعزيز التعاون بين الدول، وتنظيم العلاقات المستقبلية بين الجامعات، بحضور 32 وزيرًا من المعنيين بالتعليم العالي والبحث العلمي من الدول الأعضاء بالوكالة الجامعية الفرنكوفونية، حيث أقّر الوزراء المعنيون بالإجماع خلال الاجتماع على فكرة "بيان من أجل دبلوماسية علمية فرانكوفونية" بالتعاون مع الوكالة الجامعية للفرنكوفونية، وتم المُصادقة بالكامل على مشروع البيان من قِبل الوزراء المشاركين في المؤتمر الوزاري السادس.
وقال إنه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى تنظيم جامعة القاهرة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا فعاليات الحوار العلمي مع دارين تانغ مدير عام المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO، وذلك في ضوء أهمية الملكية الفكرية للجامعات والمؤسسات البحثية.
وأضاف أنه تم التأكيد على حرص مصر على تشجيع أوجه التعاون مع المُنظمة العالمية للملكية الفكرية في مجالات الملكية الفكرية، والبحث العلمي، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ودعم رواد الأعمال والمُبتكرين، فضلا عن حرصها على دمج الملكية الفكرية في سياستها الوطنية وإستراتيجيات التنمية بما ينعكس على تحقيق أهداف التنمية المُستدامة ورؤية مصر 2030.
وألقى وزير التعليم العالي الضوء على فعاليات منتدى الاستثمار في التعليم العالي والذي نظمه المكتب الثقافي المصري بلندن بالتعاون مع الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، بهدف تشجيع التعليم عبر الحدود بين مصر وبريطانيا، خلال الفترة من 1 ـ 2 ديسمبر الحالي ، بمشاركة ممثلين عن 36 جامعة بريطانية.
وأوضح أن هذا المنتدى استهدف تثمين الجهود المبذولة للتعاون بين الطرفين في الاستثمار في التعليم العالي، وزيادة آفاق التعاون المُستقبلية التي تعود على نظام التعليم العالي المصري بالنفع وتحقيق التميز المنشود والارتقاء بالجامعات والمعاهد المصرية،و تشجيع الجانب البريطاني للشراكة والاستثمار بمصر من خلال إنشاء أفرع للجامعات البريطانية في مصر أو منح درجات علمية مُشتركة، أو تعزيز التبادل الطلابي.
ولفت إلى مشاركة الوزارة في فعاليات المؤتمر الوزاري الافتراضي لدول الاتحاد من أجل المتوسط حول "البحث والابتكار"، والذي استضافته وزارة البحث العلمي الفرنسية؛ لوضع خريطة طريق حول مسارات (الصحة، والمناخ، والطاقة المتجددة)، وسبل تنفيذها بالدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، وذلك في ضوء أهمية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول حوض البحر المتوسط من خلال التعاون في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والابتكار، والمعرفة، ونقل التكنولوجيا، والتضافر لتحقيق التنمية المنشودة لشعوب المنطقة، ومواجهة التحديات التى تقابلها.
وقال وزير التعليم العالي إن عام 2022 شهد احتفالية قبول الاعتماد من الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة لكليات طب الأسنان بجامعات النهضة، والدلتا للعلوم والتكنولوجيا، ومصر للعلوم والتكنولوجيا، والتي افتتحها الوزير، بحضور الدكتور فيليب تايلور عميد الكلية الملكية للجراحين بأدنبرة، مشيدًا بالعلاقات الثنائية والجهود التي تبذلها الكلية في المجال الطبي، وتعاونها المُستمر والمُتواصل مع الوزارة، مثمنًا تلك الجهود التي تعكس مدى الالتزام بتعزيز مبدأ الشراكة والمسئولية المُجتمعية.
وأضاف أنه تم بحث التعاون مع الدكتور يونجسوك تشي رئيس مجلس إدارة السيفير (Elsevier) إحدى كُبرى دور النشر العالمية ، لدعم الباحثين المصريين، بما يعود بالنفع على المجتمع الأكاديمي في مصر، والنهوض بمنظومة البحث العلمي المصرية، وتقديم رؤى ومقترحات بشأن تنفيذ المبادرات التي اتخذتها الوزارة لربط نتائج البحوث العلمية بالجهات والمؤسسات القادرة على تطبيقها وتنفيذها بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للدولة.
وأكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي حرص مصر على النهوض بالخدمات التعليمية والبحثية للجامعات؛ لتلبية الاحتياجات المستقبلية للصناعة والمجتمع المحلى، مشيرا إلى أن السيفير تعد شريكًا إستراتيجيًا في دعم الوزارة لإنشاء تصنيف للمراكز والهيئات البحثية المصرية مع سيماجو (SCImago) من خلال الاستفادة من المعلومات التي توفرها السيفير وهى أساس التصنيف.
واستعرض الوزير مجالات التعاون بين الوزارة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID؛ والتي تشمل إنشاء مراكز التطوير المهني بالجامعات المصرية لبناء القدرات المهنية للطلاب والخريجين بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وبرنامج المنح الدراسية "الرواد Pioneers" المقدم من الوكالة في عدد من التخصصات، فضلًا عن مشروع تطوير كليات التربية بالجامعات المصرية، وتنفيذ مبادرة المعلم المتميز لتعزيز قدرات طلاب كليات التربية.
ومن جانبه أكد الدكتور أشرف العزازي رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات أهمية التعاون الدولي كوسيلة لتعزيز جودة التعليم العالي والبحث العلمي، ونشر المعرفة عبر الحدود، والعمل على إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات، فضلًا عن توطيد التواصل بين الدول لخدمة التعليم والصناعة والاقتصاد.
وأشار إلى أهمية التعاون الدولي في تطوير التعليم الجامعي عبر التحالفات الإستراتيجية، وبناء الشراكات، وإنشاء الاتفاقات الثنائية، والمشاركة مع البرامج والمنظمات العالمية، والتركيز على ملاحقة التطور فى تكنولوجيا المعلومات، وتفعيل الاهتمام بالطلاب.
وأكد الدكتور عادل عبدالغفار المتحدث الرسمي والمستشار الإعلامي للوزارة أن الوزارة تدعم التعاون الدولي مع مؤسسات التعليم العالي الأجنبية والعربية المرموقة، وذلك تماشيًا مع توجهات القيادة السياسية في الانفتاح على العالم الخارجي، والاستفادة من الخبرات الأجنبية في مجالي تطوير التعليم العالي والبحث العلمي، وانعكاس ذلك على الارتقاء بمستوى الطالب المصري، واستحداث تخصصات علمية جديدة بكافة روافد التعليم الجامعي، وتحسين أداء الجامعات على مستوى التصنيفات الدولية، بما يدعم قوة الجامعات المصرية كقوة ناعمة على المستوى الإقليمي والدولي.