الأحد 16 يونيو 2024

السفيرة ميرفت التلاوى : أمينة استحقت لقب رائدة

14-8-2017 | 15:13

حوار : شيماء أبو النصر - تصوير: ديفيد أيمن

لم يكن طريق حواء يوما مفروشا بالورود، لكنه كان دائما حافلا بالعمل والنضال لخدمة مجتمعها ليس على المستوى المحلى فقط ولكن على المستوى العربى والعالمى، وقد ظهرت العديد من الرائدات اللائى حملن على عاتقهن قضية الدفاع عن حقوق المرأة ومكتسباتها، وتعد السفيرة مرفت التلاوى، المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية واحدة من المعاصرات اللائى حملن شعلة النضال وسلكن درب الأوائل مستلهمة منهن روح الإصرار والعزيمة فى القضاء على العادات والثقافات التى تحرم المرأة حقوقها..

وحول جهود المنظمة فى الدفاع عن قضايا المرأة العربية، ودورها فى الحفاظ على ما حققته الرائدات من مكتسبات كان لـ «حواء » معها هذا الحوار.

نحتفل هذه الأيام بذكرى رحيل الرائدة والكاتبة الكبيرة أمينة السعيد.. ماذا تمثل لك هذه الذكرى؟

هى مثال الشخصية النسائية الواعية التى حملت قضايا وطنها بإيمان شديد ووعى فاستحقت لقب رائدة، فقد كانت - رحمها الله - شخصية فذة قوية، وقد جمعتنى بها العديد من المناسبات الوطنية، لذلك أطالب الجيل الجديد بالمحافظة على المكتسبات التى حصلت عليها المرأة عبر سنوات من النضال نتيجة لجهود أمينة السعيد وغيرها من الرائدات.

الأم هى الرائدة الأولى فى حياة كل منا.. إلى أى مدى تتفقن مع هذه العبارة؟

كانت أمى - رحمها الله - مساندة لى فى كل خطوة من خطوات حياتى، وكانت تؤكد دائما أنها فخورة بى، كما كانت سيدة أعمال ناجحة، تتسم بقدرة ذهنية عالية على موائمة حياتها، تعلمنا منها الجدية والعمل الدؤوب لخدمة مجتمعنا، وقد حرصت على غرس هذه المعانى والقيم فى ابنتى الوحيدة فنشأت معتمدة على نفسها حتى أصبحت شخصية عملية ناجحة.

كيف تطورت قضايا المرأة منذ عهد الرائدات وحتى الآن؟

ما زالت المرأة على مستوى جميع الدول العربية تسعى لإصدار تشريعات لتحسين وضعها والحصول على حقها فى تولى المناصب القيادية، ومن الملاحظ أن هناك تقدما تشريعيا لصالح المرأة فى العالم العربى بشكل عام، إلا أنها عانت ولا تزال من الثقافة المجتمعية والخطاب الدينى أثناء حكم الإخوان الذى ظهر فى فتاوى دينية تسلب المرأة حقها فى العمل والحياة وتحرمها من تولى المناصب القيادية بزعم الخوف عليها من تحمل المسئولية، وللأسف فما زال هناك أصرار من بعض الأمهات على ختان بناتهن وتزويجهن مبكرا، وكذلك تفضيل تعليم الذكور وحرمان الإناث من حقهن فى التعليم، وكلها قضايا وهموم ناضلت من أجلها الرائدات وما يزال المجتمع يعانى منها بدرجات متفاوتة.

كرمت منظمة المرأة العربية المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة، فما أسباب هذا التكريم؟

رشحت المهندسة نادية عبده لتولى منصب محافظ منذ نحو 5 سنوات وذلك أثناء حكم جماعة الإخوان لكنهم رفضوا ترشيحى لها، وكان رد وزير شئون المحليات وقتها «احنا خايفين على النساء لأن الظروف صعبة » وبدعوى أن السيدات أقل كفاءة من الرجل، رغم أن هذه السيدة كانت تعمل رئيس شركة المياه وكان يعمل تحت إدارتها آلاف العاملين، كما عرف عنها حسن قيادة العمل والإنجاز والنجاح.

تمكين المرأة العربية

ما دور منظمة المرأة العربية فى دعم قضايا المرأة ؟

تعمل المنظمة المرأة تحت مظلة جامعة الدول العربية، وقد دخلت اتفاقية إنشائها حيز النفاذ فى مارس 2003 ، ولها 3 أهداف أساسية هى: تحقيق تمكين المرأة العربية وتعزيز قدراتها فى كافة الميادين، والتوعية بأهمية أن تكون شريكا على قدم المساواة مع الرجل فى عملية التنمية، وتكريس جهود التنسيق والتعاون بين الدول العربية من أجل إنجاز أهداف التمكين والتوعية، كما أنها تمثل كلمة موحدة وتدعم موقف السيدات العربيات من قضايا أوطانهن فى مواجهة الحروب والنزاعات المسلحة.

وماذا عن آليات تحقيق تلك الأهداف؟

تقوم المنظمة بالعمل على تحقيق تضامن المرأة العربية من خلال تنسيق مواقف عربية مشتركة لدى تناول قضايا المرأة فى المحافل الإقليمية والدولية، وتنمية الوعى بقضاياها فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقانونية والإعلامية، ودعم التعاون المشترك وتبادل الخبرات فى مجال النهوض بالمرأة، وإدماج قضاياها ضمن أولويات خطط وسياسات التنمية الشاملة، وتنمية إمكاناتها وبناء قدراتها، والنهوض بالخدمات الصحية والتعليمية الضرورية لها، وقد حددت وثيقة السياسات العامة للمنظمة سبعةمجالات تشكل أولويات عمل المنظمة للنهوض بالمرأة العربية هى: التربية والتعليم والصحة والبيئة والإعلام  والمجال الاجتماعى والاقتصادى والسياسى والقانوني.

ملف الاجئات من أخطر الملفات والأزمات الإنسانية التى زدات وتيرتها فى السنوات الأخيرة.. فماذا عن دور المنظمة فى هذا الملف؟

وصلت أزمة اللجوء فى المنطقة العربية لمعدلات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية على خلفية المعاناة الكبيرة التى يعيشها اللاجئون فى ظروف إنسانية صعبة، وفى ظل بروز أزمات المرأة اللاجئة والنازحة بصورة خاصة، إذ تشكل المرأة والطفل نحو 80 % من عدد اللاجئين أو النازحين، كما يتحملا أنماطا مختلفة من العنف خاصة الأسرى الذى تتزايد وتيرته فى ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، فضلا عن حرمان الفتيات من التعليم فى ظل ضيق فرص التعليم بشكل عام، على هذه الخلفية المعقدة حملت منظمة المرأة العربية على عاتقها ملف اللاجئات والنازحات العربيات بهدف تحسين أوضاعهن.

وما أهم المشكات التى تعانى منها اللاجئات والنازحات؟

تتمثل أهمها فى مشكلات قانونية كاستصدار الإقامة وضياع الأوراق الثبوتية، وعدم تسجيل المواليد الجدد، والافتقار للأمن والسكن غير الملائم، ونقص الغذاء وضعف خدمات الصحة والتعليم، والزواج المبكر، ومواجهة العنف بكل أشكاله، أما عن معالجة واقع اللاجئات والنازحات فيحتاج إلى حلول جذرية منها دعم الدول العربية المضيفة للاجئات وتوفير الضيافة  والمعيشة الإنسانية الكريمة لهن، وتعزيز الدعم الدولى الموجه لهن والعمل على ضمان وصوله إلى مستحقيه وفق معايير أكثر كفاءة، وفى هذا الصدد تقوم المنظمة بتحفيز جهود دعم اللاجئات والنازحات فى المنطقة بما يشمل تمويل مشروعات تنموية صغيرة تستفيد منها النساء والفتيات اللاجئات فى الدول المضيفة لهن فى المنطقة العربية.

وكيف تواجه المنظمة مشكلة العنف ضد المرأة العربية ؟

تحرص المنظمة على التصدى لظاهرة العنف والوقوف على أسبابها ومحاولة إيجاد مختلف الحلول لمعالجتها وذلك من خلال تبنيها لبرنامج «حماية المرأة من العنف الذى يستهدف التأسيس لعمل عربى مشترك لمواجهة ظاهرة العنف ضد المرأة بكل صورها، حيث وضعت المنظمة «الاستراتيجية العربية لحماية المرأة من العنف » بهدف مساعدة الدول العربية على وضع خطط عمل وطنية لضمان تعزيز الالتزام السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى بمناهضة العنف ضد المرأة، كما قامت بتفعيل الاستراتيجية العربية لحماية المرأة من العنف من خلال تنفيذ مشروع بعنوان «وضع إطار إقليمى لحماية المرأة من العنف »، وهناك «الاستراتيجية الإقليمية لحماية المرأة العربية: الأمن والسلام » وهدفت هذه الاستراتيجية التى قامت بوضعها المنظمة بالتعاون مع إدارة المرأة بجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى وضع إطار عام لتشجيع سائر الجهات ذات الصلة فى الدول العربية وصانعى القرار فيها على العمل الفعلى لضمان حق المرأة العربي فى الحماية من كافة أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعى فى أوقات الحرب والسلم وحصولها على حقوقها كاملة دون تمييز