حفلات رأس السنة زمان
يتنافس نجوم الغناء فى كل زمان ومكان على تحقيق النجاح، بل والمشاركة فى إحياء أبرز الفاعليات والليالى الغنائية، من هذا يأتى حفل ليلة رأس السنة والذى حاولنا أن نتطرق إليه ولكن كما كان فى الزمن الماضى.
ملاليم عبد الوهاب
عرف الموسيقار محمد عبد الوهاب عندما غنى لأول مرة على المسرح ضمن فرقة الفنان فوزى الجزايرلى فى عام 1916، تلك الفرقة التى كانت تعمل بمسرح «الكلوب» الحسينى فى حى الحسين.
كان أجره فى نهاية هذا الحفل«3 مليمات»، حيث كان ضمن مغنو الأغنية الافتتاحية للفرقة، تلك الغنوة اعتادت الفرقة أن تنشدها ترحيبا بالجمهور والتى عرفت «مرحباً بالسادة النجب».
وعندما برع المطرب الشاب محمد عبد الوهاب فى أداء الأغنية فى الحفل، انتبه إليه السميع الأصيل الجزايرلى، وطلب من مكتشفه محمد يوسف شمعون أن يعد له أغنية جديدة، وهو ما تم الاتفاق عليه مقابل 5 قروش كأجر على غنائه فى الحفل، كان مطلع هذه الأغنية «أنا عندى.. منجة.. وصوتى كمنجة».
٥٠ جنيهاً فى الفرح
قالت عنه مجلة «الإثنين والدنيا» الأردنية، أنه لا يحب أن يذيع من المحطة، ولكنه يتقاضى عن الشريط المسجل الواحد 100 جنيه، ويتقاضى عن الحفلة 100 جنيه أيضاً، وعن الفرح 50 فقط.
الأطرش وعبدالحى
وفى حقبة الأربعينيات اشتدت المنافسة بين المطرب المخضرم صالح عبدالحى والمطرب الصاعد فريد الأطرش.
فقد نجح فريد الأطرش فى تحقيق نجاح كبير ولفت الأنظار نحوه بشدة وأصبح أجره فى الأفراح يتساوى مع أجر المطرب المخضرم.
حيث كان يتقاضى كل منهما ٣٠ جنيهاً فى حفل الزفاف. لقد كان أجر صالح عبدالحى من الإذاعة 20 جنيهاً فى هذا الوقت، بينما أجر فريد الأطرش آنذاك 12 جنيهاً من الراديو، إلا أنه طلب زيادة فى أجره، حسب المنشور بنفس المجلة.
أجر عبدالحليم
واختلفت الأمور فى حقبة الخمسينيات مع بزوغ نجم عبدالحليم حافظ، ففى حوار نادر تحدث متعهد الحفلات الشهير الحارونى عن أول لقاء فنى جمعه بعبد الحليم حافظ وكان فى صيف عام 1959 حيث عرض عليه فكرة إقامة حفل غنائى مقابل 1500 جنيه وكان مبلغا ضخما لم يسبق أن تقاضاه أى مطرب عربى ورغم ذلك تردد عبد الحليم فى الموافقة وبعد تفكير لم يطل اتصل به حليم ليبلغه بموافقته على إقامة الحفل فى يوم 2 أغسطس على مسرح 26 يوليو بالأزبكية ونفذت تذاكر الحفل بمجرد طرحها فى الأسواق مما أغرى متعهدى حفلات آخرين بالسعى للتعاقد معه لإحياء عدد من الحفلات ووقع عبد الحليم فعلاً فى تلك الفترة على أكثر من عقد بأجور أعلى من هذا الأجر.. ليصبح المطرب الأول الذى قفز أجره بشكل جنونى من خمسة جنيهات مع بداية ظهوره ليصلح لثلاثة آلاف فى الستينيات.
أجر أم كلثوم
النصف الحلو من القائمة هى أجور المطربات والتى اختلفت بعض الشيء، لقد جاءت كوكب الشرق «أم كلثوم» فى الصدارة، حيث كانت تتقاضى 107 جنيهات عن الأغنية الواحدة فى الإذاعة، وعند الاستفسار عن سر الرقم سبعة إضافة إلى المائة جنيه، وردنا التوضيح بأن الـ7 جنيهات هى ضريبة، كان يصل دخل «أم كلثوم» فى الحفل العام إلى 100 جنيه، و50 جنيهاً فى حفل الزفاف الواحد.
ومؤكد إننا نتذكر جميعاً المسلسل الذى جسد حياة كوكب الشرق، وأصولها التى تمتد إلى السنبلاوين، وبدايتها مع الإنشاد الدينى، إلا أن الشيخ أبو العلا محمد ظل مجتهداً لتنويع أدائها الغنائى، فقدمها فى أغنية من تلحينه وهى «سلوا كؤوس الطلا» فى عام ١٩٢١. وقفت الأنسة أم كلثوم تصدح وتغنى وخلفها الفرقة بالقاهرة. كما غنت لاحقا على مسرح «سانتي» الذى كان يحتل ركنا فى حديقة الأزبكية وكان أجرها فى الحفلة الواحدة 50 جنيهاً كاملة.
حفل النادى الأهلى
وفى عام ١٩٤٥، قامت الإذاعة المصرية بتنظيم حفل كبير بالنادى الأهلى، وغنت فيه السيدة أم كلثوم.
وكانت أسعار دخول الحفل ٥ جنيهات تذكرة للمائدة الممتازة ذات ٤ مقاعد.
أما فى الدرجة الأقل كانت التذكرة بـ4 جنيهات و10 قروش تستوعب أربعة مقاعد، أما المقعد فى المدرج فكان 50 قرشاً.
وقبل أن تودع أم كلثوم عالمنا بعام واحد تقريباً قامت بإحياء حفل ربما كان الأخير قبل المرض الذى ابعدها شهور طويلة وكان الحفل على مسرح سينما قصر النيل فى عام 1973، وكان سعر التذكرة 2 جنيه للفرد.
أسمهان ومطربة القطرين
وفى حقبة الثلاثينيات من القرن الماضى كانت المنافسة على أشدها بين المطربة الشابة أسمهان والمطربة المخضرمة فتحية أحمد الملقبة بـ«مطربة القطرين».
وتساوت المطربتان فى إحياء حفلات الزفاف بأجر ٣٠ جنيهاً، وكان أجرت فتحية أحمد 17.5 جنيه فى الإذاعة، وتتخطاها الأميرة «أسمهان» بحصولها على 40 جنيهاً من الإذاعة.
أجر ليلى مراد
ومن الوقائع المثيرة التى حدثت فى هذا التوقيت رفض المطربة ليلى مراد الحصول على مبلغ 25 جنيهاً من الإذاعة، وإصرارها الشديد على مبلغ ٣٠ جنيهاً، وهو نفس الأجر الذى تتقاضاه لإحياء حفل الزفاف.