«حياة كريمة».. تجربة مصرية ملهمة.. تستحق التأمل والتوثيق
الاستثمار فى بناء الإنسان
إذا أردت أن ترصد مدى اهتمام الدولة ببناء وحقوق الإنسان فعليك أن تتابع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، وانجازاتها ونجاحاتها فى بناء الإنسان المصرى وتحسين جودة حياته، والارتقاء بالخدمات المقدمة له وتوفير عناصر الحياة الكريمة له، ولعل اطلاق مبادرة «حياة كريمة» للمشروع الأهم والأعظم، تطوير وتنمية قرى الريف المصرى يعد النموذج الأمثل ليتغير واقع ما يقرب من 60 مليون مواطن، ونقل حياة المواطن المصرى فى الريف إلى آفاق جديدة، ومساندة وتغير حياة الفئات الأكثر احتياجاً إلى واقع أفضل بحيث تتوفر لهم الحياة الكريمة، وقد تم تصنيف المبادرة إلى ثلاث مراحل طبقاً للنسب الأكثر احتياجاً لتكون القرى الأكثر احتياجاً لها الأولوية فى تنفيذ المشروعات المستهدفة لتوفير الحياة الكريمة.
المشروع القومى العملاق لتطوير وتنمية الريف الذى أطلقته مبادرة «حياة كريمة» يتضمن تطوير 4584 قرية بالإضافة إلى 30 ألف تابع، وبالمعطيات الاقتصادية الجديدة فى ظل تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية.. أتوقع أن تزيد تكلفة هذا المشروع إلى ما يقارب تريليون جنيه، ورغم هذه التكلفة فى ظل هذه الظروف الصعبة عالمياً وبالتالى تنعكس على مصر فإن القيادة السياسية لديها هدف ورؤية ثاقبة تتمثل فى عبقرية الاستثمار فى البشر وبناء الإنسان وتلبية مطالبه بالمفهوم الشامل فى إطار تخفيف المعاناة عن المصريين.. وتغيير واقعهم وحياتهم إلى الأفضل.. حيث شهدت قرى الريف المصرى على مدار العقود الماضية تجاهلاً وتهميشاً واهمالاً غير مسبوق أدى إلى معاناة وحياة قاسية يحياها المواطن فى الريف فى ظل تردى وانعدام الخدمات المقدمة له، وقضاء بعض الاحتياجات الصحية والتعليمية والعمل فى محافظات كبرى مثل القاهرة والإسكندرية والجيزة، لذلك فالدولة من خلال تنمية وتطوير الريف المصرى، تستهدف بناء الإنسان المصرى والتخفيف عن كاهله ونشر التنمية الشاملة فى قرى الريف والارتقاء بالمستوى البيئى والاجتماعى والاقتصادى للمواطن فى الريف وتوفير فرص عمل له.
مع اشراقة العام الجديد، يبدأ العمل فى المرحلة الثانية من مشروع تطوير وتنمية قرى الريف المصرى، ولعل حالة التغيير فى قرى المرحلة الأولى، نقلت الريف المصرى إلى قفزة وطفرة تاريخية، كانت حلماً للمواطن المصرى، لكن حجم المشروعات العملاقة التى يشهدها مشروع تطوير وتنمية الريف المصرى يشير إلى اننا أمام رؤية كاملة لبناء مجتمعات ريفية عصرية تحظى بكافة الخدمات ومقومات الحياة الكريمة، سواء فى مجال توفير خدمات الصرف الصحى ومياه الشرب النقية والخدمات الصحية، من خلال بناء مستشفيات جديدة وتطوير ورفع كفاءة القرى وتزويدها بأحدث الأجهزة الطبية، بدلاً من رحلة المعاناة التى كان يقطعها المواطن القروى فى البحث عن العلاج سواء فى العواصم الكبرى بالمحافظة أو محافظات أخرى مجاورة أو السفر إلى القاهرة والإسكندرية، بالإضافة إلى بناء المدارس لتقديم خدمة تعليمية عالية الجودة وتخفيض كثافات الفصول، بالإضافة إلى رصف الشوارع والطرق وربطها بالطرق الرئيسية، والتوسع فى إنشاء مجمعات الخدمات الحكومية وأيضا الزراعية التى تساعد الفلاح والمزارع وانشاء مراكز الشباب أو تطوير ورفع كفاءة القديمة، ليكون هناك متنفس للشباب والمواهب والبراعم لاخراج المواهب، وأيضاً المراكز الثقافية والفكرية بالإضافة إلى بناء المنازل واعادة تأهيلها وإيجاد نسق جمالى لمنازل القرى، ومشروع تبطين الترع الذى يحقق أهدافاً كبيرة تعمل على وصول وتدفق المياه والحفاظ على مواردنا المائية، وادخال نظم رى حديثة، والتوسع فى المشروعات الصغيرة لايجاد وتوفير فرص عمل حقيقية للمواطن فى الريف، واعادة تأهيل الفئات الأكثر احتياجاً للعمل والقدرة على الكسب.
لك أن تتخيل أن كل مجال أو قطاع فى تطوير وتنمية قرى الريف المصرى يعد بمفرده مشروعاً قومياً عملاقاً، فإذا كنا نتحدث عن الكهرباء وتوصيل الغاز الطبيعى ورصف الطرق وتبطين الترع وبناء المدارس والإسكان الاجتماعى ومراكز الشباب، ومجمعات الخدمات الحكومية فإن كل مجال من هذه المجالات يعد مشروعاً قومياً ضخماً، لذلك فحياة كريمة، هى منظومة عمل طبقا لرؤية شاملة ومتكاملة تنفذ فى توقيت واحد.
أهالى القرى الذين عانوا على مدار عقود من الإهمال وقسوة الحياة فخورون الآن بما تحقق لهم فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى من «حياة كريمة» ومرافق ومنشآت وبناء لكافة الأجيال فى الحاضر والمستقبل لاستئصال شأفة الاحتياج، والتطرف والتشدد، والفراغ القاتل، والمعاناة من سوء الخدمات، والأمراض الخطيرة التى كانت تنتشر بسبب سوء الحياة ومياه الشرب، وما سببته من أمراض الكبد والفشل الكلوى، والأورام لذلك فإننا أمام دولة عظيمة، وجمهورية جديدة تستأصل المعاناة والأزمات من جذورها.
لك أن تتخيل، مواصفات الإنسان المصرى فى القرى بعد انجازات ونجاحات حياة كريمة، ما هو مستوى رضاه وما هو مستوى صحته وتعليمه، ووعيه وهل يمكن أن يقول إن الدولة تتجاهله ولا تسأل فيه وهو أولوية عندها تعمل على مدار الساعة وتوفر ميزانيات ضخمة لتوفير الحياة الكريمة له لذلك نحن أمام منظومة متكاملة لبناء الإنسان صحياً وتعليمياً، ، ورياضياً وذهنياً وفكرياً، ومسكن كريم، وخدمات وعناية واهتمام، تجسد عبقرية الدولة المصرية فى الاستثمار فى البشر وأن بناء الحجر يأتى فى الأساس لإحداث النهوض بالإنسان المصرى.
كانت القرى قبل الرئيس السيسى فى عالم النسيان وأتون المعاناة ــ دون أن يسأل فيها أى مسئول ــ هى رقم مهمل، لا يجد الحياة النظيفة ولا الصرف الصحى، ويتعذب من أجل قضاء الخدمات الرسمية والحكومية وينفق مالاً ويبذل جهداً من أجل تحقيق مصلحته، لكن الآن السؤال ما هو شكل الحياة بالنسبة للمواطن فى الريف، وكيف يراها المواطن اعتقد أن الإجابة كانت واضحة، والسعادة ارتسمت على وجوه أهالى قرية الحصص التى تفقدها الرئيس السيسى وهى من أوائل القرى التى انتهى فيها العمل وأصبحت تحظى بجميع الخدمات والأنشطة كما هى فى المدن والعواصم الكبرى فى تجسيد حقيقى للعدالة فى توزيع عوائد ومكاسب التنمية، فالعدالة الجغرافية لم تعرف طريقها إلا فى عهد الرئيس السيسى.
الحقيقة أن المشروع العظيم الذى أطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يتسق مع الإنسانية المتدفقة لدى الرئيس السيسى، وحرصه على جبر الخواطر، وتوفير الحياة الكريمة لجميع المصريين، وهو المشغول بهذا الهدف وحريص ودائم السؤال والنقاش والتواصل مع المصريين للاطمئنان على ظروفهم وأحوالهم المعيشية وتلبية مطالبهم.
فى اعتقادى أن من أروع وأعظم ما رسخته مبادرة «حياة كريمة» لتطوير وتنمية قرى الريف المصرى هو توجيه الرئيس السيسى للمسئولين التنفيذيين للمشروع العظيم بالحوار والنقاش مع أهالى القرى والمواطنين فى هذه المناطق للتعرف على آرائهم ومطالبهم، وأولوياتهم لأن أهل القرى أدرى بشعابها، والدولة حريصة على تلبية الاحتياجات الحقيقية للمواطن، وبالتالى فإن تحديد قائمة الاولويات طبقاً للمعاناة والأزمات التى عاناها الأهالى خلال العقود الماضية هو احترام غير مسبوق للإنسان المصرى بالإضافة إلى الحرص الرئاسى على توفير الحياة الكريمة له، من خلال حوار مفتوح ومجتمعى يعبر عن آمال وتطلعات ومطالب أهالى الريف، وهو ما تحقق بالفعل لذلك تجد سعادة غامرة لدى الأهالى من قرى المرحلة الأولى.
أيضاً فكرة ومبدأ الحياة الكريمة المتكاملة التى لا ينقصها أى عنصر.. فالخدمات التى توفرها الدولة فى قرى الريف المصرى تجدها شاملة ومتكاملة تلبى الحياة السهلة والميسرة ليست مجرد منشآت وخدمات فحسب، ولكن بناء فكرى وثقافى وتأهيل وتدريب على العمل ودعم ومساندة للكسب الحلال وتوفير مصدر رزق، وكل ذلك يؤدى إلى ترسيخ وتعزيز الولاء والانتماء عند المواطن المصرى فى القرى.
«حياة كريمة» تشمل كل القرى المصرية فى كافة ربوع البلاد، تجدها فى محافظات الصعيد والدلتا والمحافظات النائية والساحلية وكذلك الحياة الكريمة فى سيناء التى استهدفت أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخها حيث انفقت الدولة عليها أكثر من 650 مليار جنيه لتوفير الحياة الكريمة لأهالينا فيها والقضاء على المعاناة والأزمات التى عاشوها خلال العقود الماضية وتعزيز الولاء والانتماء وأن تكون التنمية هى إحدى وسائل الحماية لهذه الأرض الطيبة التى ارتوت بدماء الشرفاء والأبطال من رجال جيشنا العظيم وشرطتنا الوطنية وأبناء هذا الشعب من الشهداء الأبرار الذين سقطوا جراء الإرهاب المدفوع والمممول ولحماية سيناء أيضاً من الأطماع والمخططات والمؤامرات.
الحقيقة أن الحياة الكريمة هى عنوان وعقيدة الجمهورية الجديدة التى أسسها وبناها الرئيس السيسى مع شعبه.. هدفها بناء الإنسان، وبطلها الإنسان المصرى، لذلك فالقيادة السياسية حريصة ألا يجد المواطن المصرى أى أزمة أو معاناة فى توفير احتياجاته فلم يعد هناك أى نوع من الزحام أو الامتثال أو الطوابير لحصول المواطن على احتياجاته حتى فى أوج الأزمات الاقتصادية العالمية فراحة وكرامة المواطن المصرى أولوية لدى الدولة طبقاً لرؤية وتوجيه الرئيس السيسى.
الحقيقة أيضاً ولأن «حياة كريمة» ليست فقط مجرد بناء للحجر، ولكنها بناء للإنسان، والاستثمار فى البشر، فإن هناك إطار وفلسفة فكرية وثقافية لأهداف رئيسية لمبادرة حياة كريمة، فمن شأن الارتقاء بجودة الحياة للمواطن فى الريف المصرى والاهتمام بالتواصل معه ومخاطبة عقله وأيضاً اشراكه فى بناء الوطن، وتنمية وعيه، بطبيعة الحال فإن البيئة الخصبة التى احتضنت الإرهاب والتطرف والتشدد والعنف خلال العقود الماضية لم تعد موجودة كما أن حالة عدم الرضا لدى المواطن فى قرى الريف التى ترسخت بسبب اهمال وتجاهل العقود الماضية لم تعد موجودة لأن مبادرة «حياة كريمة» قضت على كل هذه الظواهر، وعززت الولاء والانتماء، والانفتاح العقلى والفكرى، ورسخت التسامح والتعايش وأدت إلى تنمية الوعى الحقيقى بالإضافة إلى تقوية جدار الرضا لدى المواطن وهو يرى أن الدولة منتفضة من أجله، وتعمل ليل نهار على توفير الحياة الكريمة وتحقيق آماله وتطلعاته وأنه فى بؤرة اهتمام الدولة، ويحظى بالعدالة مثل باقى المواطنين فى المدن الكبرى والعواصم، وكل ذلك يتواكب مع بناء الدولة الحديثة وتحقيق التقدم، وتعظيم قدرة الإنسان على الابداع والعطاء، وزيادة مهارات وقدرات الإنسان فى قرى الريف خاصة فى ظل توصيل الخدمات العصرية مثل خدمات النت السريع ومراكز التكنولوجيا والابداع كل ذلك أصبح متوفراً ومتاحاً أمام المواطن المصرى فى الريف.
الحقيقة أن عظمة وابداع مبادرة حياة كريمة، ومشروع تطوير وتنمية قرى الريف المصرى، يجعلنا نطالب ونؤكد على ضرورة توثيق هذا المشروع الأعظم، والاحتفاظ بفيديوهات وأفلام تسجيلية عن كل قرية على حدة لتعريف كل الأجيال القادمة بما حققه الرئيس السيسى لهذا الوطن، والطفرة التاريخية التى أحدثها فى الريف المصرى وهذا أمر مهم وأساسى، وهذا هو حق هذا القائد العظيم على الجميع الذى شهدت مصر فى عهده نجاحات وانجازات أقرب إلى المعجزات، فإذا كان البعض فى الماضى يتغنى بمشروع واحد أو عدة مشروعات فإنه فى عهد الرئيس السيسى شهدت مصر تطوير وتحديث كل ما كان فى الدولة القديمة وبناء دولة جديدة حديثة تضمنت عشرات الآلاف من المشروعات القومية العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات وفى جميع ربوع البلاد.
الحقيقة أن الجميع يجب أن يتوقف أمام «حياة كريمة»، والمشروع الأضخم والأعظم الذى أطلقته الدولة لتنمية وتطوير قرى الريف المصرى بالتسجيل والتوثيق والتأريخ بالإضافة إلى حوار ونقاش فكرى حول فلسفة وأهداف وانجازات حياة كريمة، هذه المبادرة التى أشاد بها العالم، وبعدها تجربة ملهمة توقفت أمامها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالاحترام والتقدير واعتبرتها واحدة من أعظم المشروعات فى العالم.
الحقيقة أن «حياة كريمة» هى رؤية شاملة ومتكاملة لتغيير واقع الحياة فى الريف المصرى، حيث تم تنفيذ جميع مكونات مشروع تنمية تطوير الريف المصرى بشكل متزامن وليس على التوالى أو بطريقة التجزئة، لذلك فالنتائج جاءت سريعة فى إنشاء مجتمعات ريفية متكاملة وعصرية تحظى بجميع الخدمات.
«حياة كريمة»، وتنمية وتطوير الريف المصرى، نموذج لازالة المعاناة، وبناء الإنسان فى دول العالم وفى القلب منها أفريقيا التى تتطلع إلى الحياة الأفضل، وهى تجربة مصرية ملهمة تصلح للتطبيق فى أى دولة لتمكين المواطن من الحياة الأفضل، وتحقيق الرضا، وتعزيز الولاء والانتماء، ونموذج مثالى للحياة الكريمة المتكاملة.
حياة كريمة نموذج للاستثمار فى البشر تغير من مضمون الحياة القاسية إلى حياة أكثر سهولة ويسراً وكرامة، من هنا فإننا أمام أجيال مصرية أكثر ابداعاً ومواكبة للعصر ينتظر منهم الوطن مساهمة ودوراً أكبر فى بناء وطن أكثر وعياً، وولاء وانتماء.
لذلك فإن توثيق هذا الانجاز العظيم هو أمر مهم للغاية، لأنه زاد الباحثين عن الحقيقة والوعى ودحر لكل الأكاذيب والتشكيك والأفكار الهدامة ليعيش المواطن حياة كريمة، فى وطن قوى وقادر.