اعتبرت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية أن الفلبين حققت مكاسب من زيارة رئيسها فرديناند ماركوس جونيور إلى الصين لإجراء محادثة مع نظيره جي جين بينج، بعدما اتفق الرئيسان على إنشاء قنوات اتصال مباشرة بشأن قضايا بحر الصين الجنوبي، والتعامل بشكل ودي مع أية نزاعات قد تنشأ.
وذكر تقرير دورية "ذا ديبلومات" المتخصصة في الشأن الآسيوي، أن رئيس الصين أبلغ ماركوس أيضًا أن الصين مستعدة لاستئناف المفاوضات بشأن الاستكشاف المشترك لموارد النفط والغاز في المناطق غير المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، والتعاون مع الفلبين في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وزيادة الواردات من المنتجات السمكية الفلبينية.
وأوضح التقرير أن رئيس الفلبين زار الصين الثلاثاء الماضي مع وفد تجاري كبير، في مسعى لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين ودفعها إلى "مستوى أعلى"، بينما تطرقت مباحثات الزيارة إلى المناوشات المستمرة في أجزاء من بحر الصين الجنوبي التي تطالب بها الدولتان، والتي غالبًا ما تكون مدفوعة بتوغل خفر السواحل الصيني، فضلاً عن مناقشة ارتباطات الفلبين من حيث تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
وسلّط التقرير الضوء على شكاوى الفلبين مرارًا وتكرارًا من التوغل البحري لبكين، والتي زادت حتى في عهد الرئيس السابق رودريجو دوتيرتي، الذي قلل من أهمية النزاعات البحرية على أمل الحصول على الدعم الصيني الذي تشتد الحاجة إليه لتطوير البنية التحتية؛ ففي عام 2018، وقعت مانيلا وبكين اتفاقية للتنقيب المشترك عن موارد النفط والغاز في كل من المياه المتنازع عليها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين، بينما تم انتقاد الاتفاقية على نطاق واسع داخل الفلبين لتجاهلها حكم التحكيم التاريخي لعام 2016 الذي أكد الحقوق السيادية للفلبين في استغلال احتياطيات الطاقة داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة، لكن في يونيو الماضي، أنهى دوتيرتي المفاوضات حول التنقيب المشترك عن الطاقة في بحر الصين الجنوبي، حيث قال وزير الخارجية آنذاك تيودورو لوكسين إن الفلبين ترغب في تطوير هذه الموارد، لكن "ليس على حساب السيادة".
واعتبر التقرير الاتفاق على المشاكل بطرق ودية ربما الأهم من بين 14 اتفاقية ثنائية تم توقيعها خلال الزيارة التي استمرت ثلاثة أيام، والتي وفقًا للمكتب الرئاسي الفلبيني، تضمنت صفقات حول الزراعة والبنية التحتية والتعاون الإنمائي والأمن البحري والسياحة.
ونقل التقرير تصريحات رئيس الفلبين بشأن تلقيه وعد من نظيره الصيني بتقديم حل وسط يمكن أن يسمح للصيادين الفلبينيين بالعمل في مناطق الصيد التاريخية الخاصة بهم، بعد تقارير متكررة تفيد بأن السفن الصينية قد طاردتهم، وأضاف ماركوس: "على الجبهة السياسية، ناقشنا أيضًا ما يمكننا القيام به للمضي قدمًا لتجنب أية أخطاء محتملة، وسوء فهم يمكن أن يؤدي إلى مشكلة أكبر مما لدينا بالفعل".
ونقل التقرير عن رئيس الفلبين قوله إنه "متفائل للغاية" بشأن اجتماعه التاريخي مع شي، قائلاً إن الزعيم الصيني "بدا مهتمًا حقًا بكل هذه القضايا وإيجاد طريقة للمضي قدمًا لتعزيز العلاقة مرة أخرى بين الصين والفلبين".
واعتبر التقرير أن هذه المكتسبات في العلاقات بين البلدين تمثل "تطورات واعدة"؛ إذ من الصعب تخيل خروج رئيس الفلبين من بكين بأكثر من ذلك، وبينما كان الرئيس السابق للفلبين لديه شكاوى سياسية وشخصية ضد الولايات المتحدة، فقد قدمت الفلبين السياق الأكثر ملاءمة لازدهار العلاقات الثنائية مع الصين، كما دعا التقرير للانتظار لتقييم التطورات في العلاقات بين مانيلا وبكين قبل الإعلان عن حقبة جديدة في العلاقات الفلبينية الصينية.