الفارق بين القدرة والعجز.. بين الإهمال والاهتمام.. بين النجاح والفشل.. بين كل ذلك تكمن الإرادة والإصرار والعزيمة.. هكذا كان الصعيد ما بين الآمال والأحلام والواقع.. كيف كان؟ وماذا أصبح؟.. الرئيس السيسى بالأمس كان فى سوهاج تفقد إحدى قرى حياة كريمة التى انتهى فيها العمل بنجاح.. وافتتح مجموعة من المشروعات العملاقة في مجالات كثيرة منها الرعاية الصحية والمجمعات والمناطق الصناعية فى مدينة جديدة تضم جامعة جديدة ليتجدد الأمل.. وترتسم البسمة على الوجوه وتطمئن الأجيال على حاضر ومستقبل واعد آتٍ.. الصعيد يحصد ما يقرب من ربع ميزانية الدولة وإنفاقها على البناء والتنمية.. هذا غير ما يحصده من حياة كريمة سوهاج لوحدها حصدت 102 مليار جنيه فى 7 سنوات.. هذا غير حصتها من حياة كريمة ولها نصيب كبير.. إن لم يكن الأكبر خاصة أنها كانت محافظة تزيد فيها نسبة الفئات الأكثر احتياجًا.
حلم الجنوبى.. يتحقق
قطار البناء والتنمية فى مصر يواصل الانطلاق بكل ثقة ورؤية وإرادة يجوب كافة ربوع البلاد من سيناء إلى المنصورة الجديدة إلى الإسكندرية والسويس إلى محافظات الصعيد الذى يشهد عصرًا غير مسبوق ويحظى باهتمام وأولوية طبقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى رسَّخ رؤية شاملة لبناء الوطن بأعلى المعايير والاستثمار فى البشر وتعويض الوجه القبلى عن عقود المعاناة وتراجع الخدمات بعد أن غابت رؤية وقدرة وإرادة الدولة على مدار عقود ماضية لتحقيق التنمية فى هذا الجزء من أرض مصر.
بالأمس الرئيس عبدالفتاح السيسى كان على موعد جديد مع افتتاح مشروعات قومية جديدة لكنها فى منطقة جديدة من أرض مصر حيث سوهاج إحدى محافظات الصعيد الذى يشهد طفرة تنمية غير مسبوقة تغطى جميع المجالات والقطاعات وإصلاح مقومات الحياة الكريمة للمواطن فى الصحة والتعليم والمياه النظيفة والصرف الصحى وبناء البنية التحتية والنقل والمواصلات والرى وتبطين الترع والزراعة والمشروعات الصغيرة والمجمعات والمناطق الصناعية ومراكز الشباب وتمكين المرأة والشباب، لذلك نحن أمام رؤية متكاملة لبناء وطن حقيقى قوى وقادر، يرتكز على التنمية المستدامة وبناء الإنسان يحظى بالحياة الكريمة.
كتبت بالأمس عن الأحوال والأوضاع الكارثية التى عانى منها الصعيد خلال العقود الماضية وانعكست بطبيعة الحال على معاناة المواطن.. لكن بالأمس توقفت عند مجموعة من النقاط المهمة ربما تكشف إلى حد كبير وتجيب عن السؤال المهم كيف كان الصعيد؟ وماذا أصبح؟ لكن لسان حال المواطن الصعيدى وتحديدًا السوهاجى يقول كنا فين.. وبقينا فين.. وإن الصعيد يشهد زمن تحقيق الأحلام وتحولها إلى واقع ملموس ينعكس على حياة ومستقبل المواطن وأجيال الحاضر والمستقبل.
الأرقام والحقائق والمشروعات التى يشهدها الصعيد تجعلنا نقول إننا أمام دولة تبسط التنمية فى كافة ربوع البلاد وتحرص على تجسيد العدالة فى أسمى معانيها من خلال التوزيع العادل للثروة والتوزيع العادل لحصاد وعوائد التنمية فلم تلتهم منطقة بعينها استثمارات الدولة ولكن جميع المحافظات والمدن والقرى فى كافة ربوع البلاد تحظى بنفس الاهتمام وتشملها نفس الرؤية والأهداف لكن هناك نقاطًا تلفت الانتباه خلال افتتاح الرئيس السيسى بالأمس لمجموعة من المشروعات العملاقة فى سوهاج عكستها الأرقام والميزانيات وتنوع المشروعات فى مجالات وقطاعات مهمة بالإضافة إلى مشروعات حياة كريمة.
أولاً: الصعيد عمومًا يحظى بأهمية وأولوية غير مسبوقة فى رؤية الرئيس السيسى لبناء الدولة الحديثة وتأسيس الجمهورية الجديدة.. فالدولة أنفقت 7 تريليونات جنيه على المشروعات القومية فى كافة ربوع البلاد فى رؤية بناء الدولة.. حظى الصعيد بتريليون ونصف التريليون جنيه بما يعنى أن النسبة تقترب من 25% من الـ 7 تريليونات جنيه وهذا الرقم لا يشمل نصيب الصعيد من ميزانية حياة كريمة والتى يحظى فيها الصعيد بالنصيب الأكبر من المراكز والقرى وهو ما سيعيد شكل وجوهر الصعيد إلى آفاقٍ جديدة وحياة كريمة.
ثانيًا: استحوذت سوهاج لوحدها على ميزانية ضخمة ونصيب كبير من التريليون ونصف التريليون التى نالها الصعيد خلال السنوات الماضية وبلغ نصيب سوهاج 102 مليار جنيه بالإضافة إلى أنها استحوذت على 13% من مشروعات حياة كريمة إضافة إلى نصيب قرى سوهاج من مشروع القرن الذى أطلقته المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتطوير وتنمية قرى الريف المصرى.. وشهدت المرحلة الأولى من حياة كريمة فى سوهاج 181 قرية أصبحت فيها الحياة كريمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى تتوفر فيها كافة الخدمات والاحتياجات الإنسانية وحقوق الإنسان بالمفهوم الشامل.
ثالثًا: نحن أمام تغيير كبير فى فكر الدولة الذى تتبناه فى الصعيد وتسعى من خلاله لتغيير شكل ومضمون مقومات ومتطلبات الحياة وأيضا بناء وعى وفكر ومفاهيم جديدة من خلال مستوى عالى الجودة من التعليم.. وبالتالى مواكبة المواطن الصعيدى لما يجرى فى العالم، فالتوسع فى بناء المدارس بمختلف أنواعها حكومية وخاصة وفنية وتكنولوجية ومتفوقين ويابانية بالإضافة إلى جامعة سوهاج وجامعتها الجديدة فى مدينة سوهاج الجديدة.. وإنشاء جامعة خاصة وأخرى فى الطريق.. كل ذلك من شأنه أن يخلق بناء أفكار وأبحاث واختراعات من شأنها أن تغير الواقع وتوجد الحلول فى إطار منظومة البناء والتطوير والتنمية والتقدم التى تتبناها الدولة وتعمل أيضا على تطوير وتنمية المجتمع الصعيدى عمومًا وسوهاج تحديدًا.. ولعل ما عرضه شباب الجامعة من أفكار وأبحاث واختراعات وتوجيه الرئيس السيسى بدعم هذه الأفكار والأبحاث، وتوفير كافة مقومات النجاح لها يؤكد هذا المعنى.
رابعًا: تعد سوهاج من أكبر المحافظات الطاردة للسكان وهو ما أدركته الدولة جيدًا وبدأت فى العمل عليه بفكرخلاق خاصة فى مجال التوسع فى توفير فرص العمل، وبالأمس كانت سوهاج على موعد جديد أيضًا لافتتاح مجمع الصناعات المتوسطة الذى يضم 180 وحدة صناعية وأيضًا مناطق صناعية وكذلك تقديم الدعم للمشروعات الصغيرة وإتاحة القروض الميسرة وإحداث التنمية الزراعية وافتتاح مشروعات عملاقة فى مجالات وقطاعات كثيرة وما يحد أيضًا من الهجرة من سوهاج، حرص الدولة على الارتقاء بالخدمة الصحية وبناء المستشفيات التى توفر جميع التخصصات وتضم الأجهزة الطبية وإنشاء مستشفى للأطفال بدلاً من عناء السفر للقاهرة وتوفير جميع الخدمات الحكومية ليس فى المحافظة ومراكزها فحسب.. ولكن أيضًا فى القرى طبقًا لرؤية المبادرة الرئاسية حياة كريمة لتنمية قرى الريف المصرى.
خامسًا: توجيه الرئيس السيسى بأهمية الحفاظ على الغناء والفولكلور والتراث المصرى وحديث سيادته إلى المطرب وائل الفشنى بالاستعداد لتقديم عروض الفن الصعيدى الأصيل بمدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة يجسد مبدأ مهمًا جدًا تتبناه الدولة المصرية فى بناء الحجر وبناء البشر والاستثمار فى الإنسان بالإضافة إلى حرص القيادة السياسية للحفاظ على الهوية المصرية والذى يعد التراث والتاريخ والحضارة والفن المصرى جزءًا أصيلاً من الهوية المصرية.. والحقيقة أن هذا المبدأ عانت الدولة المصرية من غيابه خلال عقود ماضية لكن فى عهد السيسى كل شىء يعود لأصله أكثر جمالاً وإشراقًا وإبداعًا.
سادسًا: حلم الجنوب أو حلم الصعيد الذى تأخر لعقود طويلة يعرف طريقه أخيرًا إلى الواقع ليحقق آمال وتطلعات طالت كثيرًا، فقد آن للمعاناة أن تنتهى.. المواطن الصعيدى الآن فى عقل وقلب الدولة يحظى بالخدمات والحياة الكريمة.. من مياه نظيفة وصرف صحى وتعليم وصحة وجامعات ومصانع وبنية تحتية بالإضافة إلى تأثير المشروعات القومية العملاقة التى تتبناها الدولة مثل الكهرباء وتطوير السكة الحديد وتوفير كافة مصادر الطاقة والغاز الطبيعي.. فالمواطن الصعيدى الآن يستخدم سكة حديد تحترم آدميته وتنظر إليه أنه مواطن جدير بالاحترام والاهتمام.. لذلك نحن أمام منظومة متكاملة للبناء والتنمية وبناء الإنسان فى كل ربوع البلاد.
سابعًا: حرص الرئيس السيسى على تكريم كل من أعطى وضحى وقدم التضحيات والإنجازات بما يؤكد أن «مصر-السيسى» لا تنسى أبناءها المخلصين والحقيقة أن الاختيارات جاءت عبقرية فتكريم الشهداء من أبطال الجيش والشرطة من حرب أكتوبر والحرب على الإرهاب.. وأيضًا تكريم العلماء ومن أنجزوا وأبدعوا لمصلحة هذا الوطن وهو ما يمثل وفاء الدولة المصرية للمخلصين من أبنائها.
ثامنًا: الرئيس السيسى لديه طموح لمصر لا حدود له.. لذلك فإن ما تحقق من إنجازات ونجاحات غير مسبوقة يراه خطوة من ألف خطوة.. وأن المشوار مازال طويلاً.. فقد توقف أمام رقم الـ 7 تريليونات جنيه التى أنفقتها الدولة على خطة التنمية على مدار السنوات السبع الماضية.. معلقًا أنه رقم بسيط لأن المطلوب كثير والطموح بلا حدود وهو ما يجعل الرئيس السيسى متفردًا فى رؤيته وإرادته وطموحه وآماله وأهدافه لهذا الوطن وهو ما يعكس حجم الجهد والعمل والتخطيط والمتابعة التى يقدمها الرئيس السيسى بشرف وإخلاص وإنجاز.
تحيا مصر