• أعتبرت طيبة والشاطئ الشرقي من النيل دارا للحياة ففيها يسكنون ويعيشون، واعتبروا الشاطئ الغربى دار الممات فكانوا يبنون فيها قبورهم ولذا نجد المعابد الكبرى في شرق النيل ومقابر وادى الملوك فى غربه
• تعتبر مقبرة توت عنخ آمون أشهر مقبرة ملكية عثر عليها فى وادى الملوك نظرا لما تم العثور عليه من أثاث جنزى كامل داخل المقبرة
• كانت المعابد تعتبر مبانى خالدة، لذا فقد كانت تبنى من الأحجار الثقيلة، أما القصور الملكية وبيوت السكان فكانت تبنى من الطوب اللبن، لهذا لم يبق من القصور الملكية شىء يذكر في حين بقيت المعابد
تعتبر مدينة الأقصر من أشهر المدن التراثية في مصر والعالم حيث تم إدراجها على خريطة التراث العالمى كموقع تراثى ثقافى فى قائمة اليونسكو عام 1979م بضفتيها الشرقية والغربية.
كانت طيبة عاصمة لمصرالموحدة للمرة الأولى في تاريخها على يد الملك منتوحتب الثاني مؤسس الدولة الوسطى. وقد كان لها أكبر الأثر فى هزيمة الهكسوس على يد قائدها أحمس الأول، وبدأت بعدها في النمو حتى أصبحت أهم بقعة في مصر القديمة، واتخذت المدينة ثالوثا من أهم الآلهة فى مصر القديمة وهو الأب آمون والزوجة موت والابن خنسو. لذلك اتجه إليها جميع الملوك ليشيدوا بها معابدهم ومقابرهم، وقد استمر البناء بها حتى العصور المتأخرة من التاريخ المصرى القديم.
تسمية المدينة
تبلغ مساحة الأقصر حوالي 416 كم²، والمساحة المأهولة بالسكان هى 208 كم²، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 487,896 نسمة بحسب إحصاء عام 2010.
تقع الأقصر بين خطى عرض 25-26 شمالاً، 32-33 شرقاً، وتبعد عن العاصمة المصرية القاهرة حوالي 670 كم، وعن شمال مدينة أسوان بحوالى 220 كم، وجنوب مدينة قنا حوالى 56 كم، وعن جنوب غرب مدينة الغردقة بحوالي 280 كم، يحدها من جهة الشمال مركز قوص ومحافظة قنا، ومن الجنوب مركز إدفو ومحافظة أسوان، ومن جهة الشرق محافظة البحر الأحمر، ومن الغرب مركز أرمنت ومحافظة الوادي الجديد، أقرب الموانئ البحرية للمدينة هو ميناء سفاجا، وأقرب المطارات إليها هو مطار الأقصر الدولي.
تقسم مدينة الأقصر إدارياً إلى خمس شياخات هي شرعية العوامية، الكرنك القديم، الكرنك الجديد، القرنة، منشأة العمارى، وست مدن وقرى تابعة لها هي البياضية، العديسات بحرى، العديسات قبلى، الطود، البغدادى، الحبيل، يقال أنّ الأقصر تضمّ ما يقارب ثلث آثار العالم، كما أنها تضم العديد من المعالم الأثرية الفرعونية القديمة مقسمة على البرّين الشرقى والغربى.
يضم البر الشرقي معبد الأقصر، معبد الكرنك، وطريق الكباش الرابط بين المعبدين، ومتحف الأقصر، أما البر الغربى فيضم وادى الملوك، معبد الدير البحرى، وادى الملكات، دير المدينة، ومعبد الرامسيوم، وتمثال ممنون.
سميت مدينة الأقصر باسم طيبة غالباً منذ القرن الثامن ق.م. حيث كان هوميروس هو أول من ذكرها في كتابة الإلياذة بأنها "طيبة ذات المنازل الغنية ذات المائة باب" نظرا لكثرة ما بها من صروح سامقة وبوابات شاهقة حيث اشتهر اسمها كمدينة المائة باب في العصرين اليوناني والرومانى.
وربما جاءت أصل تسمية طيبة نسبة الى كلمة تا-أيبت باللغة المصرية القديمة والتى تعني "الحرم" وربما تعنى المدخل وربما ترجع تسميتها بطيبة أيضاً نسبة إلى معبديها (الكرنك والاقصر) حيث سمى كل منهما باسم (ايبت-سوت ، ايبت-رسيت) وتعني كلمة "ايبت/ ايبه/ أوبه " المتميز، المعدود، الحرم أو الحريم.
وبعدها تحولت الكلمة إلى "تيباى" فى النطق اليونانى، وعندما دخل العرب مصر تحول نطقها إلى “طيبة”.
ومن الأسماء القديمة أيضًا للمدينة اسم “واست Wast” والتى تعنى الصولجان، واسم “نيوت-امن” وتعنى مدينة آمون. ومن أسمائها أيضاً باسم «مدينة الشمس»، «مدينة النور»، و«مدينة الصولجان».
أما اسم “الأقصر” فيعود أيضًا إلى العرب حيث وجدوا بها الكثير من المعابد والآثار القديمة فظنوا أنها قصور وأطلقوا عليها اسم “الأقصر”.
أهم المعالم الأثرية:
تضم المدينة الكثير من المعابد القديمة، منها معابد للآلهة ومعابد لتخليد الذكرى والتي تعرف باسم معابد ملايين السنين.
كانت طيبة (الأقصر اليوم) مركز لعبادة أمون رع واهتم أغلب فراعنة مصر وعلى الأخص خلال الدولة الحديثة ببناء المعابد فيها لمختلف آلهة قدما المصريين وأهمها أمون رع.
توجد طيبة على الضفة الشرقية من النيل وبنيت عليها العاصمة والمعابد وقصور الملوك وكان لها عمدة على مر العصور.
كانت تعتبر المعابد خالدة لذلك فكانت تبنى من الأحجار الثقيلة، ومنها ما كان يسمى بيت المليون سنة وبنيت أيضا من الأحجار، أما القصور الملكية وبيوت السكان فكانت تبنى من الطوب اللبن، باعتبارها ليست للأبدية.
لهذا لم يبق من القصور الملكية شىء يذكر فى حين بقيت المعابد.
اعتبر المصريون القدماء طيبة والشاطئ الشرقى من النيل دارا للحياة ففيها يسكنون ويعيشون ويذهبون للتعبد في المعابد المجاورة لهم.
واعتبروا الغرب دار الممات فكانوا يبنون فيها قبورهم. لذلك نجد وادى الملوك في غرب طيبة مع عدد قليل من المعابد. أما المعابد الكبيرة ومن ضمنها معابد الكرنك فكانت في مدينة الأحياء على الضفة الشرقية للنيل.
أولاً: معابد الآلهة
هي معابد ضخمة تكون مكرسة لإله بعينه حيث يوجد بها تمثال لهذا الإله، ويشرف كهنته على جميع الطقوس الدينية الخاصة بهذا الإله داخل معبده.
1- معابد الكرنك
تم تشييد المعبد لثالوث طيبة، وهذا الثالوث تكون من ثلاثة آلهة هم: آمون وزوجته موت وابنهما خونسو.
يضم الكرنك مجموعة من المعابد التي ترجع إلى عصور مختلفة حيث تم بناؤها خلال ما يزيد عن 2000 عام. لذلك فمعابد الكرنك ليست مجرد أثر بل هي سجل حافل بتاريخ وفن وعمارة مصر القديمة في أوج ازدهارها.
وقد حرص العديد من ملوك الأسرة الحديثة على تخليد ذكراهم عن طريق تشييد بناء جديد في هذا المكان والذي كان يسمى قديمًا “البقعة المختارة” وأكبر المعابد الموجودة في الكرنك وأشهرها هو معبد آمون، بل ويعد أكبر وأشهر معبد في العالم بأسره، إضافةً إلى المعابد الخاصة بهذا الثالوث، يوجد أيضًا معابد مُكرسة لبعض الآلهة الأخرى مثل: الإله بتاح والإله أوزير والإلهة إبت.
يشتهر معبد الكرنك بما يُسمى طريق الكباش وهو طريق طويل يصل بين معبد الأقصر ومعبد خونسو في الكرنك وهذا الطريق يحيط به من الناحيتين تماثيل الكباش.
معبد آمون - رع
يتقدم المعبد الصرح الأول (الصرح في معابد مصر هو بناء ضخم يتكون من برجين ويعد بمثابة بوابة المعبد) الذي يعود تاريخه إلى الأسرة الثلاثين، ولكنه صرح غير مكتمل حيث بناه أو أعاد بناءه الملك نختانبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين المصرية القديمة.
ومن الصرح الأول نصل إلى الفناء حيث توجد مقصورة سيتى الأول والتي كانت مخصصة لعبادة ثالوث طيبة، ومعبد لرمسيس الثالث والذى يعد نموذجًا متكاملًا للمعبد المصرى القديم.
بعد ذلك نتجه إلى الصرح الثانى الذى يعود بداية إنشائه إلى الملك حور محب آخر ملوك الأسرة الثامنة عشر حيث أكمل وأتم الصرح الثانى الملك رمسيس الأول وابنه سيتى الأول من الأسرة التاسعة عشر من الدولة الحديثة.
ثم ندخل إلى أعظم وأكبر مبنى تاريخى فى مصر بل وفى العالم وهو بهو الأعمدة الكبير. فيضم هذا البهو 134عمودًا، يبلغ طول كل منهم 20م، وقطره 3م ومحيطه حوالي 10 أمتار.
ثم نصل إلى الصرح الثالث الذي حوى في باطنه مجموعة كبيرة من أحجار المقاصير المفككة والتى استخدمت كحشو داخل جسم الصرح وأهمها المقصورة الحمراء للملكة حتشبسوت والمقصورة البيضاء للملك سنوسرت الأول من عصر الدولة الوسطى. ومرورا ببقية الصروح التي يبلغ عددها عشرة صروح حيث شيد الصرح العاشر الملك امنحوتب الثالث والذى تصدره طريق الكباش الذى يربط بين الكرنك ومعبد موت إلى الجنوب ثم تتجه طريق الكباش جنوبا إلى معبد الأقصر حيث كانت تمثل المسار الرئيسى لعيد الاوبت في مصر القديمة مع مسار العودة من معبد الأقصر إلى الكرنك من خلال نهر النيل.
وادي الملوك:
وادي الملوك أشهر جبانة ملكية في طيبة حيث كان يحوي حتى عام 1922 عدد 61 مقبرة حيث تم الكشف في هذا العام عن مقبرة الملك توت عنخ امون ليصبح عدد هذه المقابر 62 مقبرة وفي عام 2006 تم الكشف عن المقبرة رقم 63 بواسطة بعثة جامعة ممفيس الأمريكية بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار. أما إجمالى عدد المقابر الملكية فى وادي الملوك فعددها 26 مقبرة ملكية وبقية المقابر لأمراء.
تعتبر مقبرة توت عنخ آمون التى احتفل العالم بمئوية اكتشافها أشهر مقبرة ملكية عثر عليها في وادى الملوك نظرا لما تم العثور عليه من أثاث جنزي كامل داخل المقبرة.
مكانة الأقصر لسياحية
الأقصر من أهم المقاصد السياحية للسياحة العالمية الثقافية بل إن منظمة اليونسكو تولى اهتماما كبيرا بكل عمليات التطوير التي تحدث نظرا لكون مدينة الأقصر موقع تراث عالمى فريدا ومتحفا مفتوحاً خاصة بعد إعادة فتح طريق الكباش مرة أخرى بين معابد الكرنك ومعبد الأقصر. وتجدر الإشارة إلى أن عدد البعثات الأجنبية العاملة في مجال دراسة وصيانة والتنقيب عن الآثار ما يزيد على المائة بعثة أثرية من مختلف الجامعات والمؤسسات والمعاهد البحثية العالمية من مختلف دول العالم حتى أن جامعة شيكاغو الأمريكية أقامت صرحا علميا ثقافيا "مكتبة شيكاغو" لخدمة دارسي ومحبي الآثار المصرية القديمة.