الأربعاء 15 مايو 2024

15 يناير ميلاد ناصر.. والسويس

مقالات13-1-2023 | 19:44

يأتي 15 يناير الشهر الحالي ذكرى ميلاد الرئيس جمال عبد الناصر الذي ولد عام 1918 وسجل اسمه في تاريخ مصر الحديث عن فترة حكمه لبلادنا منذ الخمسينيات وحتى وفاته في 28 سبتمبر 1970.

وستظل ذكراه خالدة بمقدار مواقفه السياسية العامة في الداخل والخارج ومدى انحيازه للفقراء والمهمشين والعمل على التنمية منحازا لجموع الشعب المصري من خلال إنشاء العديد من الصناعات المصرية «الحديد والصلب – الألومنيوم – البترول – الأسمنت – الأسمدة – الأدوية – والملابس الجاهزة» فضلا عن نظام الإصلاح الزراعي وغيرها من معارك على صعيد السياسة الخارجية.

ويتذكر أبناء شعب السويس أنه خلد قائد يوليو الرئيس جمال عبد الناصر السويس بقوله المأثور «ما من بلد يرتبط اسمه بالتاريخ المصري والنضال المصري كما ارتبط اسم السويس ملتقى التجارة في التاريخ الطويل كله وما أحاط التجارة من أحداث التطورين السياسي والاجتماعي على مر العصور باعتبارها مفتاح الطريق البحري إلى الشرق قبل وبعد قناة السويس».

كما أضاف الزعيم ناصر «يكفي أن السويس اسمها على أشرف علم في مواقع النضال الشعبي المصري وأخطرها في التأثير على الأحداث عام 1956».

هكذا تكلم الزعيم جمال عبد الناصر في خطبه الرسمية عن تقديره لأبناء السويس.

وعلى أرض الواقع كانت زيارات الرئيس جمال عبد الناصر المتعددة مرتبطة بإنجازات وأفعال وطنية، حيث رفع ناصر العلم المصري على معسكر ومطار الشلوفة بالسويس في 22 مارس 1955 بعد أن تم إنزال وحرق العلم الإنجليزي الذي كان مرفوعا على ذلك المعسكر.

وزيارات الزعيم ناصر إلى السويس للبناء والتعمير ودعم التنمية على أرضها، حيث شهدت السويس من خلال الزيارات المتعددة للزعيم إنشاء العديد من المصانع الكيميائية والبترولية فضلا عن مشاريع الخدمات.

وفي زيارة السويس 22 مارس 1966، قام بافتتاح مجموعة من المصانع الجديدة
• مشروع تفخيم المازوت بتكلفة 25 مليون جنيه.
• مشروع مصنع الشحومات والزيوت بتكلفة 10 ملايين جنيه.
• محطة توليد الكهرباء «محطة قوى السويس الحريرية» بتكلفة 12 مليون جنيه.

فضلا عن تطوير مصنع الكارفت لصناعة الورق بالإضافة إلى تطوير مصنع السماد الذي أنشأه عبود باشا وقام بتطويره بالأجهزة والمعدات الحديثة ليصبح المصنع رائد صناعة الأسمدة وتغير اسمه إلى شركة النصر للأسمدة والصناعات الكيميائية بعتاقة.

مع التوسعات والتطوير للصناعات البترولية بتحويل شركة شل وآبار الزيوت الإنجليزية إلى شركة النصر للبترول وتطوير معمل التكرير الحكومي للبترول بتحويله إلى شركة السويس لتصنيع البترول لتتحول محافظة السويس إلى قلعة صناعية ثانية بعد منطقة حلوان الصناعية بالقاهرة.

كما شهدت السويس نهضة عمرانية لبناء المساكن الشعبية عند مدخل السويس بمنطقة المثلث ومناطق الغريب والأربعين وأول طريق بور توفيق فيما عرف باسم المساكن اللوكس.

وقد شهدت فترة يوليو بناء عشرات من المدارس وقصر ثقافة السويس ومستشفى السويس العام والكثير من المنشآت الصحية.

كما اتسمت علاقة عبد الناصر بالسويس بالتقدير الوطني حين إنشاء معهد الدراسات السياسية الأول على أرض السويس لتدريب الشباب المصري أعضاء منظمة الشباب من أجل الاهتمام بالصف الثاني للثورة.

وعلى المستوى العسكري اهتم الرئيس عبد الناصر بزيارات متعددة سرية وعلنية للسويس لمتابعة معارك الاستنزاف ومواقع الجنود بطول شواطئ السويس وأمام جبهة سيناء بالقرب من قناة السويس.
ويتذكر النوايسة دور الإعلامي الكبير ابن السويس محمد عروق مدير إذاعة صوت العرب والكثير من الكتاب والسياسيين من قيادات الاتحاد الاشتراكي والفنانين والشعراء بينهم عبد الرحمن الأبنودي الذي ارتبط اسمه بالإنتاج الأدبي الغزير في فترة يوليو.

لقد كان الزعيم جمال عبد الناصر ملهمًا للسويس وأبنائها حين تم اختيار عيد السويس القومي الأول يوم 22 مارس من كل عام ذكرى رفع العلم المصري على معسكرات الإنجليز في السويس.
وكان ذلك تاريخ العيد القومي للمحافظة قبل تغييره ليصبح إلى 24 أكتوبر من كل عام بعد هزيمة القوات الإسرائيلية ودحرها في شوارع السويس ومنعها من محاولة احتلال السويس في حرب أكتوبر العظيمة.

وبعيدا عن المعارك الوطنية كان للزعيم عبد الناصر ارتباط إنساني واجتماعي بمحافظة السويس بسبب تواجده وأسرته في فترة تاريخية مهمة في حياته حينما كان والده يعمل بمكتب بريد السويس ويعيش مع أسرته بمنزل عائلة حمد الله الشهيرة بالأربعين.

واليوم ونحن نحتفل بالعيد الثامن والستين لثورة 23 يوليو علينا أن نستخلص الدروس الوطنية من خلال المعارك الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من أجل أن نتطلع إلى المستقبل الأفضل لبلادنا ولنا في المشاريع القومية الحالية في الطرق والمواصلات والكباري والمصانع وإصلاح الأراضي الزراعية، والتي تهتم بها القيادة السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة الدكتور مصطفى مدبولي علينا أن نتطلع إلى أهمية فقه الأولويات والتخطيط والمتابعة والعمل الدءوب المستمر من أجل مستقبل أفضل لبلادنا في مواجهة الإرهاب والتطرف والفساد وأهمية حماية الأمن القومي المصري من أجل مصر التي نريدها دائما الأفضل تحت قيادتنا الرشيدة.

Dr.Radwa
Egypt Air