حفلت السينما المصرية في عصرها الذهبي بنجوم عديدة، وصنفت تلك النجوم حسب أدوارها وأعمالها، فهناك النجم العاطفي الرومانسي، وهناك نجوما للشر وآخرين للكوميديا والتراجيديا ونجوم للآكشن والحركة، ولكن ملك الترسو الفنان القدير فريد شوقي كان قد جمع بين أفلام الحركة وأجاد التراجيديا والكوميديا، وهو النجم الذي لا تستحي أن ترى أدواره، فهو بعيد عن أدوار "السهوكة" وهي أدوار الرومانسية والأحضان والقبلات الفجة التي قد تدير وجهك عند حدوثها، اتسمت أدواره الأولى بالشرنعم، لكن ليس فيها ما يخجل، هذا عن فنه .. أما حياته الشخصية فكانت معتدلة، فقد رصد الجميع له زيجتان، أشهرهما زواجه من الفنانة هدى سلطان، والأخيرة كانت من السيدة سهير ترك .. لكن ملك الترسو يفجر لنا مفاجأة عن أول زيجة له، ويصف وقائعها وعمره 18 عاما، حسبما روى بنفسه في عدد الكواكب الصادر في مثل هذا اليوم من 64 عاما .. فإلى التفاصيل الشيقة.
تحت عنوان "أول زيارة للمأذون" زوج سميحة توفيق يتحول إلى فرانكشتين وفريد شوقي يتزوج وهو قاصر!، روى الفنان فريد شوقي ذكريات زيجته الأولى في عدد الكواكب 13 يناير 1959، وأكد أنه ذهب مع أول إمرأة إلى المأذون وكان عمره 18 عاما، وكان وقتها قد بدأ عمله كمهندس في مصلحة الأملاك الأميرية منذ أسبوعين.
وقال أنه كان يسكن آنذاك في الوفائية بالحلمية الجديدة، وكانت المرأة التي أخذت قلبه جارة له وتكبره بخمس سنوات .. وفوق ذلك كانت متزوجة، واسترسل مؤكدا أنها شاغلته وشاغلها وقابلته وقابلها وطلبت منه أن يتزوجها فقبل .. وقال لها : بس يا شاطرة أطن تتطلقي من جوزك أولا .. ولم تكذب خبرا، فزوجها كان موظفا بالحكومة ولديها منه ولد ، ومع ذلك سمعت كلام فريد ونغصت عيشة زوجها، فكانت تطلب منه الطلاق كلما ودعته أو استقبلته ، حتى جاءت اليوم الموعود وألقى عليها زوجها يمين الطلاق، وفرحت الزوجة بما أنجزته وذهبت إلى فريد ليفي بوعده ويتزوجها، وقال أنه كان شهما ونفذ وعده بكل سذاجة !!
أمضى فريد شوقي فقط 11 يوما من العسل مع زوجته الأولى، ثم اكتشفت والدته الحكاية وبالتالي علم والده بالخبر .. وذات مساء اجتمعت العائلة وخيروه بين أن يطلقها فورا وبين عدم دخوله البيت .. ولم يستطع فريد يخالف قرار العائلة ، واصطحبه والده إلى شقة تلك الزوجة ووقف فريد أمامها وقال لها بطريقة مسرحية : " انت طالقة" ! .
لم ينته الموضوع عند ذلك الحد، فقد أكد أن العلاقة بينه وبين تلك المرأة استمرت لسنوات بعد ذلك، ووجدها تلاحقه، ووجد نفسه يتهرب منها، ومع نضوجه شعر أنها كانت نزوة طارئة اندفع إليها بطيش ، وقد أفاق منها لينتبه إلى مستقبله .. وعلى أعتاب المستقبل تزوج الفنانة هدى سلطان وصعدا معا سلم النجومية .