قال محافظ بورسعيد عادل الغضبان، إن المحافظة ستشهد خلال عام 2023 المزيد من الجهد نحو تحسين جودة الحياة في المجالات المختلفة ومنها الصحة والتعليم والتحول الرقمي، مؤكدًا أن النجاحات غير المسبوقة التي حققتها بورسعيد في هذا الصدد تمثل نموذجا مشرفا يعبر عن استراتيجيات الدولة وتوجهها في الجمهورية الجديدة.
وأشار المحافظ - في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى أن هذه الجودة يعكسها إعلان بورسعيد كأول محافظة رقمية يمكن فيها للمواطنين الحصول على أي خدمة من منفذ حكومي عبر التطبيقات التكنولوجية وعن بعد، بما يخضع لأفضل معايير الحوكمة في زمن أقل وجودة أعلى، الأمر الذي من شأنه تقليل الوقت والجهد والقضاء على الفساد.
وأوضح عادل الغضبان أن النهضة الحضارية التي شهدتها بورسعيد ترجع إلى الاعتماد على ركنين رئيسيين، أولهما إعلان بورسعيد كأول محافظة خالية من العشوائيات وإزالة 6 بؤر عشوائية وإقامة مساكن آمنة ولائقة لتحقيق حياة كريمة، والثاني هو التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لتعديل السلوك العشوائي للأفراد إلى سلوك حضاري يليق بقيمة ومكانة مصر.
وعبر محافظ بورسعيد عن فخره واعتزازه بما تحقق ليصبح بمثابة تاريخ جديد يكتب ويفتخر به الأبناء والأحفاد، قائلا: "كنا نفخر في بورسعيد بأننا أحفاد حرب 1956 وأحفاد الفراعنة، وأصبحنا الآن نفخر بأننا حفرنا قناة السويس الجديدة في سنة واحدة وطبقنا الميكنة والحوكمة والتأمين الصحي الشامل بما يضمن جودة الحياة للمواطنين ويأتي ضمن خطة متكاملة للدولة".
ولفت إلى الإجراءات التي تتخذها محافظة بورسعيد في سبيل دعم القطاع الصناعي، نفاذًا لتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك عبر تذليل كافة العقبات وتوفير عقود المصانع لشباب المستثمرين ما بلغ إجماليه 112 مصنعًا بالشراكة مع القطاع الخاص وتوفير وتذليل كافة العقبات والتوسع في توفير الأراضي لإقامة المصانع، مشيرا إلى الانعكاس الإيجابي لتلك السياسات على حجم الصناعات الاستراتيجية التي تنتجها المحافظة ومنها مصانع زيت الطعام والمطاط الصناعي وإطارات الدراجات البخارية (والذي يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط)؛ وهو ما أسهم في زيادة التصدير وخفض الفاتورة الاستيرادية، ورفع مكانة علامة "صنع في مصر".
وشدد الغضبان، على أن المحافظة تتخذ إجراءات جادة ضد أي شخص غير جاد في الاستثمار تتضمن سحب الأرض وإتاحتها لمستثمر آخر، بما يضمن توفير القيم المضافة وتوفير المنتج بجودة تنافسية، فضلًا عن توفير فرص العمل للشباب.
وعن بورسعيد كوجهة سياحية، أكد عادل الغضبان، أن المحافظة أصبحت وجهة للسياحة الداخلية؛ لاسيما مع تواجد سفينة "لوجوس هوب" والتي تعد أكبر مكتبة عائمة في العالم والتي تزور المحافظة للمرة الثانية ويستمر تواجدها نحو 3 أسابيع ليصل إجمالي زائريها حتى اليوم لنحو 85 ألف زائر.
وأشار إلى أن بورسعيد بعثت برسالة إيجابية وقوية إلى أذهان 65 جنسية من حول العالم (يمثلون متطوعي سفينة لوجوس هوب المقدر عددهم بـ 400 فرد) بدأت مع احتفال استقبال السفينة، وتزامنا مع الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية ومشاركتهم فيها، مفادها يقينهم الراسخ بأن مصر دولة الكاتدرائية والأزهر الشريف بما تضمنه من السماحة والإخاء والمظهر الحضاري.
ولفت محافظ بورسعيد إلى وجود تنسيق بين مؤسسة مشكاة نور الثقافية ببورسعيد مع القائمين على السفينة، باعتبار أن الطرفين يمثلان المجتمع المدني ويتعاونان من أجل إنجاح هذا الحدث السياحي والثقافي على حد السواء، بما يليق باسم مصر وسمعتها.
وأضاف أن بورسعيد نجحت في أن تصبح قبلة للسياحة الداخلية، فيما يعرف بـ "سياحة اليوم الواحد" لما تقدمه من نشاط سياحي وتجاري متوازن انعكس إيجابا على المواطنين، وجاء نتاج نجاح جهود استمرت لنحو 7 سنوات.
وعن منظومة "التأمين الصحي الشامل"، أكد عادل الغضبان، أن بورسعيد نجحت في القضاء على قوائم الانتظار في الخضوع للعمليات الجراحية، ودخلت مرحلة الجودة في الخدمات الصحية لتشمل المنظومة - التي انطلقت بالمحافظة أولًا على مستوى الجمهورية في 2019 - نحو 800 ألف مستفيد، الأمر الذي من شأنه أن انعكس إيجابا على صحة المواطنين وحقق قرب الخدمة، مشيرًا إلى المستشفيات ذات الكفاءة العالية التي أصبحت مقصدا للعديد من الأطباء لتقديم الخدمة العلاجية.
وأوضح أن مستشفى "30 يونيو" جنوبي بورسعيد إضافة إلى 8 وحدات صحية باتت تخدم القرى وتقدم خدمة ذات جودة وكفاءة وفقًا للمعايير الطبية والصحية الدولية.
وعن شهرة مدينة بورسعيد كمدينة تجارية ومنطقة حرة، قال المحافظ، إن المدينة نجحت في القضاء على الشكل العشوائي السابق لتلك التجارة، خاصة في مجال الملابس، وقامت بتنظيم الوضع ليتحول إلى الشكل الحضاري الذي انعكس على سلوك المواطنين من خلال المراكز التجارية المتكاملة والأسواق المجمعة.
وأكد الغضبان، أن بورسعيد انتهجت استراتيجية للربط بين تجارة الجملة والتجزئة بما يحقق السلاسة اللوجستية وتقليل تكلفة النقل وبالتالي سعر المنتج، إضافة إلى ربط عملية التجارة بالخدمات الأخرى التي تحقق مزيدا من الرضاء للمواطنين، وإتاحة أماكن الترفيه.
وأضاف أن بعضا من الأماكن التي أصبحت مراكز تجارية حضارية، كانت فيما سبق مناطق عشوائية تحولت إلى منطقة تجارية تمتاز بالمعايير العالمية والأسعار التنافسية، بفضل ما تحقق من تيسيرات أسهمت في توحيد الأسعار والسيطرة عليها.
وكشف محافظ بورسعيد، النقاب أن المحافظة تستهدف السيطرة على أي مشكلة تظهر قبل انتشارها أو امتدادها لمحافظات أخرى، وذلك عبر سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة بما يضمن الحفاظ على جودة الخدمات المقدمة للمواطن وتذليل العقبات أمام المستثمر، لاسيما وأن بورسعيد أصبحت قبلة للاستثمارات العالمية، لما تتمتع به من أكبر منطقة صناعية حرة على مساحة (64 كيلو مترا مربعا) تضم كيانات عملاقة، وكذلك أكبر منطقة لوجستية على مساحة (30 كيلو مترا مربعا)، وأكبر ميناء محوري في الشرق الأوسط بسعة 7 ملايين حاوية سنويًا، وكذلك منطقة "سهل الطينة" كظهير زراعي، ومنطقة شرق بورسعيد وتنمية محور قناة السويس.